ولد عبد العزيز كان يخطب أمام جمع غفير من أنصاره بنواذيبو، في مهرجان لدعم التعديلات الدستورية التي ستعرض على استفتاء شعبي يوم السبت المقبل، مقدماً شرحاً مستفيضاً لهذه التعديلات التي تتكون من محورين: محور يتعلق بالعلم الوطني، ومحور يتعلق بالمؤسسات.
وقد أكد ولد عبد العزيز أنه تخلى عن فكرة إلغاء محكمة العدل السامية وحذفها من التعديلات المقترحة من طرف لجنة الحوار، خشية اتهامه من طرف المعارضة بالخوف من المحاكمة، وقال: “الرئيس ليس خائفاً، وعائلته ليست خائفة ولم تسافر إلى الخارج، وها هي موجودة هنا”، وأشار إلى السيدة الأولى الجالسة في الصف الأمامي الواقع عند ظهره.
وكانت وسائل إعلام محلية قد نشرت خلال الأيام الماضية، أخباراً تفيد بأن الرئيس أعطى أوامر لعائلته بالسفر خارج البلاد، بسبب ما قالت هذه الأخبار إنها الأوضاع غير المستقرة في البلاد، ولكن الرئيس استغل مهرجان نواذيبو لينفي هذه الأنباء ويؤكد وجود عائلته إلى جانبه.
اللافت في مهرجان نواذيبو، الذي كان قوياً من ناحية الحضور الجماهيري والتنظيم، هو غياب العلم الوطني ورفع العلم المقترح في التعديلات الدستورية، بالشريطين الأحمرين، في استباق واضح لنتائج الاستفتاء الشعبي.
حتى أن الشخص الذي يتولى إخراج المهرجان في قناة الموريتانية، التلفزيون الحكومي، كان يركز بشكل كبير على اللقطات التي تبرز “علم الخطين الأحمرين”، فيما خلت جميع اللقطات من العلم الوطني.
أما ولد عبد العزيز الذي ظهر بالزي التقليدي الأبيض ونظارات سوداء داكنة، فقد خصص حيزاً لا بأس من خطابه للحديث عن العلم الوطني، مقدماً سلسلة من المبررات لإضافة اللون الأحمر من أغربها أن 150 دولة يشتمل علمها على اللون الأحمر، وموريتانيا يجب ألا تتخلف عن الركب.
مع الحماس الكبير الذي يبديه أنصار التعديلات الدستورية للعلم المقترح، ذي الخطين الأحمرين، وجدت موريتانيا نفسها بعلمين، وهي وضعية يخشى المراقبون أن تتكرس أكثر بعد التصويت بنعم على التعديلات الدستورية، إذ قد يتمسك كثير من الموريتانيين بالعلم الحالي.