يغادر اليوم الاثنين ما تبقى من حجاج بيت الله الحرام الديارَ المقدسة عائدين إلى بلادهم بعد انتهاء أيام التشريق الثلاثة وإكمال مناسكهم. وسبقهم إلى ذلك أمس المتعجلون الذين اكتفوا بقضاء يومين اثنين في مشعر منى عملا برخصة أقرها القرآن الكريم. وتوجه ضيوف الرحمن لبيت الله العتيق في مكة المكرمة لأداء طواف الوداع آخر مناسك الحج.
منع وسماح
وتقول السلطات في السعودية إن أكثر من مليونين وثلائمئة ألف شخص أدَوا الحج هذا العام بزيادة عن الموسم الماضي، وبين هؤلاء مليون و750 ألفا قدموا من خارج المملكة ويمثلون 168 جنسية مختلفة. وقد غاب حجاج قطر عن الحج هذا العام لأول مرة بسبب العراقيل التي وضعتها السلطات السعودية أمامهم.
وعقد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية مؤتمرا صحفيا ختاميا بمقر الإمارة بمشعر منى أمس تطرق فيه إلى الحديث عن الحجاج الإيرانيين.
وقال الفيصل “الإيرانيون مسلمون وهذه البلاد مفتوحة لجميع المسلمين لأداء الحج وأداء المناسك ولم نمنع الإيرانيين ولم نمنع أحدا من أي جهة كانت في العالم عن أداء مناسكهم أو زيارة الأراضي المقدسة ومكة المكرمة”. وأضاف “لكن يشترط عليهم أن تكون الزيارة للعبادة فقط وليست للسياسة لأن الحج ليس للسياسة فلا تسييس في الحج، والمملكة ترفض أي استخدام لهذا الوقت في هذا المكان لأمر آخر غير العبادة”.
يُذكر أن حجاج قطر اضطروا للغياب عن الحج هذا العام لأول مرة بسبب العراقيل التي وضعتها السلطات السعودية أمامهم. وعلى الرغم من ذلك اختارت سلطات المملكة عبارة “السعودية ترحب بالعالم” شعارا للحج هذا العام.
الأضاحي والنفايات
ومع انتهاء موسم الحج، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه تم ذبح أكثر من 840 ألف رأس غنم إضافة إلى 446 بقرة خلال موسم الحج بمكة المكرمة، بزيادة بلغت نحو 170 ألف رأس غنم مقارنة بأعداد أضاحي الموسم الماضي.
وأعلنت أمانة مكة المكرمة أمس رفع أكثر من 53 ألف طن من النفايات في كل من مكة والمشاعر المقدسة، خلال موسم الحج هذا العام.
من جهته أعلن وزير الصحة توفيق بن فوزان الربيعة أمس سـلامة موسم الحج لهذا العام “وخلوه من الأمراض الوبائية، وأن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية”.
منافع لهم ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة قوله إن “نفقات الحجاج خلال هذا العام يمكن أن تبلغ عشرين إلى 26 مليار ريال سعودي (5.33 إلى 6.67 مليارات دولار) مقابل 14 مليار ريال (3.73 مليارات دولار) العام الماضي” مضيفا “نأمل بحلول 2030 استقبال ستة ملايين حاج وثلاثين مليون معتمر”. يُذكر أن السعودية تسعى إلى التوسع في السياحة الدينية كمورد اقتصادي بعد أن تراجعت عائدات المملكة ـأكبر مصدر للنفط الخام بالعالم- منذ منتصف 2014 بشكل كبير بسبب تراجع أسعار الذهب الأسود. وذكر المؤرخ لوك شانتر المتخصص بالحج أثناء الحقبة الاستعمارية أنه “حتى اكتشاف النفط كان الحج يمثل المصدر الأول لمداخيل السعودية”. وأضاف “حتى قبل الإسلام كانت مكة موقعا تجاريا ومكانا للتبادل التجاري الدولي اختلط فيه باستمرار الجانبان الديني والتجاري”.