هو الولي الصالح الشريف محمد يندكسعد الجد الجامع لقبيلة تاشدبيت، وهو من أشهر وأجل الأولياء والصالحين الذين شرفت هذه الأرض المعطاء، ومن المعروف أن الولي محمد يندكسعد من الكمل السبعة الذين أخبر بدر الزمان وقطب ذوي العرفان الشريف الولي سيدي محمد الشريف الصعيدي أنهم سبقوه في هذه الأرض، وهم: اندكسعد وحمدي بن الطالب اجود وآب بن المختار بن ألفغ موسى والمختار بن ألفغ حيبل ومحمد اليدالي وناصر الدين وألفغ اوبك، كما في لطائف التعريف في حياة سيدي محمد الشريف للقاضي العلامة الشريف محمد ابن عابدين. هذا ويعد من أشهر تلامذة الشريف الولي سيدي محمد الشريف الصعيدي زايد المسلمين بن المصطفى التاشدبيتي، قال القاضي الشريف محمد ابن عابدين في نفس الكتاب: “كان زايد المسلمين أول من تكلم مع سيدي محمد الشريف في هذه الأرض وذلك أن زايد المسلمين كان مريدا لشيخه حمدي بن الطالب أجود فلما حضر حمدي بن الطالب أجود الموت قال لمريده زايد المسلمين: إنك ستكمل على يد شريف صالح سيقدم على هذه الأرض من صعيد مصر وأعطاه له أوصافا وعلامات منها أنه يسير مع الوحوش والنعام وأن في لسانه عجمة ــ وكان الشريف يؤنث المذكر خاصة إذا تكلم باللهجة الحسانية ــ وإن قافلة ستمر به فتدله عليه، ثم توفي الشيخ وبقي مريده زايد المسلمين ينتظر الشريف بفارغ الصبر، وبعد ذلك بنحو ثلاث سنوات وبينما كان زايد المسلمين ضيفا على أهل خيمة من أهل البادية في تيرس أو في الناحية الشمالية من البلاد أذ نام نومة القيلولة فأرسل الله ريحا عاصفة فأسقطت جانبا من جوانب تلك الخيمة فانتبه زايد المسلمين من نومته تلك وقام ليعيد جانب الخيمة إلى حالته الأولى فإذا هو بقافلة تمر بجانبه فتذكر وصية شيخه له وبادر إلى القافلة فسألهم من جاء معهم وهل رأوا أحدا فأخبروه بأنهم رأوا شخصا يسير مع الوحش والنعام يظهر لهم تارة ويختفي عنهم تارة أخرى وأنهم لم يتمكنوا من حقيقة أمره فعلم زايد المسلمين أنه صاحبه الذي يريد وضالته المنشودة فسألهم عن آخر مكان رأوه فيه فدلوه عليه فذهب باحثا عنه فبينما هو يبحث عنه إذ رآه يصلي فجاء من خلفه حتى صار عند ظهره فالتفت الشريف إليه وقال: “كذبت اعليك حمدي” فأدهش زايد المسلمين لما رأى وحصل من ذلك الوقت على ما كان يريد بإذن الله”.
وعن الولي محمد يندكسعد يقول العلامة الشيخ محمد اليدالي في كتابه شيم الزوايا: “وكان يندكسعد التاشدبيتي ذا وجاهة عند الناس”، وذلك عند إيراد قصة شهيرة في خرق العادة للولي الصالح يندكسعد أوردها كذلك العلامة المؤرخ والد بن خالنا في كتاب الكرامات.
وقال العلامة المختار بن حامد في موسوعته “حياة موريتانيا”: “.. يحكى شائعا أن يندكسعد قطع المسافة بين ودان وتيگماطين من بلاد الترارزة في روحة واحدة ومعه هؤلاء الرجال ممسكين بجوانب الهودج فلقبوا بسبب هذه الروحة الخارقة للعادة .. وكان وصولهم إلى القبلة في عجز القرن العاشر للهجرة، عاشت هذه الأسرة تحت سيادة وقيادة يندكسعد، الذي اشتهر ببركاته وكراماته الخارقة وصيته الطائر.. ويحكي أولاده لا يكاد يختلف منهم اثنان أن قصة سفره من وادان خارقة للعادة وهي أنه ذكر لأتباعه أنه سيذهب فجعلوا يعدونه بتحصيل أهبة السفر ويحتالون في تثبيطه حتى صلى الظهر يوما وخط صورة هودج في الأرض وقال من كان منا فليركب، فتعلق بهودجه أربعة رجال.. فنزلوا قبل العصر قرب قرية تيگماطين، ويقال إن بعض أهل القرية أتاهم فسألهم فأخبروه بروحتهم، فقال: “اسك تاشدبيت” بالشين المعجمة، ويعرف أولاده الموضع الذي نزل به شرقي القرية ويزورونه”.. ودفن في موضع انتيدبان خلف انواكشوط على ستة عشر ميلا، وقبره هناك مشهور مزور.
يقول العلامة الشيخ محمد مختار ابن محنض رحمه الله تعالى في “طالعة السعد في مناقب الولي محمد يندكسعد”:
وشيخنا الشيخ يندكسعد رحلته = تواترت في الورى غراء مشهوره
في هودج طار من وادان في نفر = في ساعة جا تگماطين في الصوره
وعده في كتا الأولياء أتى = كما الإمام اليدالي ضم منثوره
تبارك الله ما زالت وجاهته = في شيم للزوايا الغر منثوره
قال ابن متال هو قطب، ونسبته = إلى القلاقمة الأشراف مذكوره
أفتى بذا الشيخ ملعينين سيدنا = والشيخ سعد أبيه عنه ماثوره
وغيرهم من أجلاء شهادتهم = تبارك الله بين الناس مبروره
هذا وذا العلم الميمون قبته = على بريد ورا انوكشوط معموره..
وقد شرح طالعة الإمام العالم الشيخ محمذن فال ابن محنض أطال الله بقاءه في كتابه: ” نفحة الورد على طالعة السعد” .
وفي أبناء ينكسعد المجد والعلم والصلاح والورع طارفا وتليدا، يقول العلامة المؤرخ المختار بن حامد:
المجد في أبناء يندكسعد = له لزوم وله تعدِّ
وهْو على طول المدى الممتد = مؤكد قبليه والبعدي.
وقال عنهم في موسوعته: “ولأولاد هذا الولي الصالح ذي الكرامات والخوارق صيت طائر وفضل عظيم، وأتباع كثيرة، وللشيخ محمد اليدالي من قصيدة يمدحهم:
وأولاد يندكسعد كالأنجم الشهب = إذا أظلمت واغلندفت ظلمة الخطب.
ويجمع أولاد يندكسعد خمسة بطون، وهي أولاد المختار وفيهم الرياسة وأولاد محم وفيهم العز والمنعة، وأولاد أحمد وفيهم الورع ، وأولاد المصطف وفيهم المروءة وأولاد العم وفيهم العلم وهكذا تفرس فيهم أبوهم يندكسعد، على أن لكل من هذه البطون حظه من جميع هذه الخصال”.
ومن قصيدة الشيخ محمد اليدالي المذكورة:
فأكرم بهم من سادة سرج الدجى = كرام المساعي قادة غرر نجب
سراة هداة قلدوا جيد دهرهم = من احسانهم بالدر واللؤلؤ الرطب
غرانيق مهما أمَّ عاف جنابهم = تلقوه بالترحيب والمنزل الرحب
جياد حماة للحقائق ملجأ = لمن أمره أمسى على مركب صعب
هم السبق السادات في العز والندى = هم الغوث في اللواء والخصب في الجدب
بعيد مداهم في الزوايا وقدرهم = وإحسانهم في الناس في غاية القرب
بهم تسحب الأيام أذيال بردها = وتهتز عجبا هزة الغصن الرطب
لهم أهديت بكر المكارم والعلى = فمصوا لماها راشفي ثغرها العذب
عن اعراضهم ذبوا وعن حرم العلى = بحد قنا الجدوى وسيف ندى العضب
بنوا قبة العليا ومن حليها اكتسوا = حلى لؤلؤيات على حلل العصب
لنصر العلى والمكرمات تقلدوا = سيوفا ولا كالهندوانية القضب
به نصبوا غايات عز ورفعة = فناهيك من رفع وناهيك من نصب.
ومن أشمل ما وجدت مما كتب عن الولي الصالح محمد اندكسعد نظم العلامة الشيخ محمد مختار ابن محنض وهو:
الحمد الله وصلى الله = على نبيه و مصطفاه
فائدة في نسب اندكسعدا = وإنه في الشرفاء عدا
محمد نجل الطفيل أبدى = في مسجد شرف يندكسعدا
ونجل متال حبيب زارهْ = ورام أن يعرف بالزيارهْ
نسبه وبعض علم السر = وحاجة عينها في السر
فوجد الثلاثة المطلوبه = في الصك عند رأسه مكتوبه
نسبه لأحد السبطين = يقرؤه في صكه بالعين
والمرتضي محمد ابن جد = في نسب اندكسعد قدما يشدو:
(وأم جدنا الولي الاكرم = سيدة النسا لآل قلقم
تعزى وهي بنت عم أبه = أفادنا بذاك سعد أبه
والشيخ ما العينين جا في نسبه = على الذي قال أخوه فانتبه)
و لا خلاف أن آل قلقم = شرفهم كالنار فوق علم
والشيخ الاسني طالب اخيار نقل = عنه الثقات شرف الشيخ الأجل
وعن شريف مرحبا وسهلا = نقله المبرزون نقلا
ونقل القاضي الإمام ابن الشريف = في نسب اندكسعد أنه شريف
وعمه العلامة الوجيه = نقل ذا عن الرضا أبيه
هذا ولما سأل الفرانسه = عن نسب القبائل الممارسه
أفتى الشريف نجل سيد أحمدا = هذا بأنه شريف حمدا
أخبرني الشيخ ابن عبد القادر = بذا وغيره من الأكابر
محمد ابن الصوف عن أبيه = من آل يعقوب كذا يرويه
شرفه ضمنه قصيده = أنشأها في مدحهم فريده
ونقل الثقات ذا عن سيد = محمد الشيخ الشهير الحمدي
و أم يندكسعد فيما يحكى = وأعمر اكدابج، مرابط مكا
هن بنات عابد الرحمن = القلقمي وهو عظيم الشان
كما حكي نافع ذو الفوائد = نجل حبيب المرتضي ابن الزائد
محمدٌ فالُ ابن بابان السني = القلقمي لنقل ذاك معتني
عن صنوه نسابة الزمان = محمد العابد للرحمن
مرتبا أسماءهن القائمه = مريم ثم فلَّ ثم فاطمه
واعلم بأن ابن الطفيل ذكرا = أسما رجال النسب الذي درى
وقال سلسلته مخفيه = وفي الخفاء رتب بهيه
وما عزي لعابد الرحمن = القلقمي يشهد في ذا الشان
كانت له خيل تصيد فرأت = شخصا مع النعام لما أن دنت
منه به جرت نعامتان = فجاء أمر عابد الرحمن
بجمع كل فرس وصائد = إذ أخذه من أعظم الفوائد
زوجه الصغرى من البنات = إذ كان لم يقبله غير هات
فصار يأتي خفية وقت الظلام = وقال سوف تنجبين بغلام
فسمه محمد اندكسعدا = وسوف يعطى عقبا وسعدا
ورحلة اندكسعد من ودان = من أعظم الخوارق الحسان
طار به الهودج بعد ظهر = فجا تكماطين بعد ظهر
ومعه جماعة رجال = وإبل وأمتان قالوا
فسمي القوم بتاشدبيتا = ورزقوا مكانة وصيتا
ولم يحالفوا وكان الشيخ ذا = وجاهة وللزكاة آخذا
من قومه جعلها من رتبه = كلمة باقية في عقبه
ودفعها للشرفا بذا الزمن = أفتى به أئمة أهل سنن..
واعتزلوا الأمر الذي قد كانا = بين الزوايا وبني حسانا
وإن أردت بسط ذا المقام = وذكر ما فيه من الأيام
فانظر له أمر الولي ناصر = الدين ذي الكشف وذي المآثر
تاليف شيخنا أخي المعالي = سيدنا محمد اليدالي
فرحمة الله علي ذاك السلف = و بركاته على هذا الخلف
محمد اليدال قد أتى به = في الأولياء انظره في كتابه
وعده شريفنا الصعيدي = في كمل كانوا بذا الصعيد
ونجل متال به قد مثلا = للقطب إذ عن كنه قطب سُئلا
ونجل بليل المسمى المصطفى = أسند ذا الخبر عنه وكفى
عن أبه عن أحمد ابن أمغر = عن ابن متال الإمام الاكبر
والشيخ أحمدُ الخديم جاء = في نظمه السبعة الاولياء
(وشيخي اندكسعد يا باري النسم = به اشفني من كل داء وسقم)
أدرك صدر القرن حادي عشرا = أيام أحمد ابن دامان يرى
وقبره من أفضل الترياق = تزوره الناس من الآفاق
بانتيدبان وهي في أفطوطا = على بريد خلف انواكشوطا
وكم به من خارق يحكيه = غير بنيه من مشاهديه
وإن ترد حفظ اللسان فاعتزل = ولاحظ ان سعيه من العمل
والشرف التمس بعقل وأدب = ولا تحاوله بأصل ونسب
نظمت هذا للمحب الوامق = وكم تركت من حديث رائق
دخلت نظمي من شرور الناس = بالنصر والفلق ثم الناس
وفقنا الله لما يرضيه = من عمل يسعد فاعليه
بجاه سيد الأنام المصطفى = صلى عليه ربنا وشرفا.
وقد رأيت من المناسبة أن أورد هنا إن شاء الله تعالى ترجمة كنت كتبتها عن الناظم صاحب “طالعة السعد في مناقب الولي محمد ينكسعد” العلامة الشيخ محمد مختار(محنض) بن محمد عبد الله(الداي) بن محمد مختار بن شيخه الخراشي بن محنض الذي ينتهي نسبه إلى الولي انكسعد:
هو العلامة الورع، والحافظ الحاج المتبع، شريف النسب والحسب، المتحلي بمكارم الأخلاق ومحاسن الأدب، حامي حمى الشريعة، المميت للمحرمات الشنيعة، نشأ في بيت المكارم المنيفه، فجلب لتليد المجد طريفه، كلف بالعلوم في حله وترحاله، وبذل في اقتنائها جزيل وقته وماله، قد باعد الاستجمام والوسن، حتى ألقت له المعارف بالرسن، لم يله بالدد ولا الملاهي، وإنما في امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ضُرب بورعه المثل، وجانب في اكتساب المجد الوهن والكسل، قد ارتقى في شبابه “سلم الصعود”، وأنجز الوعود وحافظ على العهود، أحبه الناس لما له من “جلب النفع”، ورتق الفتق ورأب الصدع، فتح لطلاب العلوم أبواب “التسهيل”، ورباهم على الخوف من الجليل، والعمل بما في التنزيل، وهو في سماء العلوم “النجم الزاهر”، وفي ميدان الإرشاد “هداية الحائر”، ذب بعلمه وشعره عن “حظيرة السنة المحترمة”، وشن حربا على البدع المحرمة، كان حسنة من حسنات الدهر، وعلما من أعلام الإحسان والبر، فلله دره من عالم تقي، وإمام عارف نقي، “أحب اخبار المغازى والسير / ﻷن فيها ذكر سيد مضر”، صلى الله عليه وسلم، وعظم وبارك وكرم.
ولد العلامة محمد مختار بن محمد عبد الله بن محنض قرب تكند النخل آخر يوم من شوال سنة 1367 هـ. كما أرخ لذلك بقوله:
ولدتُ في عام سرور خيما = بشهر شوال بيوم تمما.
ونشأ في بيت علم وصلاح وفضل، كان والده الشيخ محمد عبد الله بن محنض (الداي) عالما ورعا صالحا حافظا مجودا (ت 23 صفر 1420هـ، الموافق: 7 يونيو 1999م)، يقول شيخنا الشيخ الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه في رثائه:
مضى مكرما زين المحافل والندي = محمد عبد الله نجل الموحد
ترحل عنا ذاهبا متزودا = فأكرم به من راحل متزود
لئن رحل الحبر المسود بغتة = وفارقنا قسرا على غير موعد
فقد كان في سبل الهداية جاهدا = وعاش مع الأهلين هاد ومهتد
ولم يشتغل يوما بشر ولا دد = فلا هو في شر ولا هو من دد
على قبره سحت سحائب رحمة = ودامت على ذاك الفقيد المصمد
وفي أسرة الشيخ الكريم عزاؤنا = وما الكل إلا سيد و بن سيد
تساموا جميعا في المعالي فكلهم = كريم بمنهاج الأكارم مقتد
وفي العلم حازوا رتبة زحلية = وجازوا الثريا في وقار وسؤدد
أيا أسرة انداكسعد ياخير معشر= ويا زينة الأنداء في كل مشهد
عليكم سلام لايبيد ورحمة = من الملك الأعلى تروح وتغتدي.
وقال عنه المختار بن حامد في موسوعته: “وكان محمد عبد الله بن محمد مختار بن الخراشي عالما عابدا مدرسا ذا استقامة وسياسة كيسا ذا رأي، ولهذا البيت جودة رأي معروفة، وكان مقبلا على شأنه عارفا بأحوال الناس، يحفظ القرآن حفظا جيدا أخذه عن ابن عمته محمد عبد الله بن الشارح عن عبد الله بن أحمد المجلسي عن محمذ فال بن بوفر الحاجي عن محمذ فال بن متالي وأخذه أيضا عن العالم الفاضل سيد المختار الالفغي، وقرأ عليه كثيرا من النحو وغيره وأخذ عن احمد بن اشفغ احمد بن الامين اعل، وكان عارفا بالفقه والتصوف مشاركا في الطب وغيره، وله أنظام كثيرة في الفقه وغيره أكثر فيها من المواعظ والأدعية، وشرح حال أهل الزمن، تخرج على يديه الكثير من الطلبة في القرآن وغيره، وله ابنان محمد مختار ومحمذ فال”.
وقد أرخ له ابنه العلامة الشيخ محمد مختار بقوله:
شكت (1420) سنة المختار من حر معضل = بكا (23) صفر منه لموت المفضل
محمد عبد الله نجل محنضنا = مقيم منار السنة المتبتل
أضاء (93) له عمر سني مبارك = ومات على طهر لوسطاه موصل.
أما أم الشيخ محمد مختار فهي العالمة الصالحة مريم بنت الشيخ محمد ” بر” ابن الامين اعل (ت سنة 1425 هـ)، وأسرة آل الأمين اعل أسرة معروفة بالعلم والصلاح ينتهي نسبهم إلى الولي الصالح حتات التركزي الذي قدم من المشرق الموريتاني وألقى عصى التسيار في مرابع قبيلة تاشدبيت مرتضيا مناهجهم المعرفية وفضائلهم البهية فتعارفوا وتآلفوا وتعاونوا على البر والتقوى والمآثر الحسنى ولم يزل ذلك المسعى في ذريتهم إلى الآن والحمد لله، ومنهم العلامة النحرير والشيخ الشهير محمد بر بن ألفغ أحمد بن الامين اعل ابن محمد بن سيد المختار بن الولي الصالح حتات التركزي، وقد ألف الأخ الصالح العالم أحمد بكتوب بن المستعين في ترجمته كتابه “مصان الدر، من مناقب و آثار الشيخ محمد بر”.
حفظ العلامة محمد مختار القرآن العظيم في سن مبكرة من عمره على السيدة الحافظة الماهرة بالقرآن فاطمة بنت أحمدُ المجلسية، ثم أعاده على والده العلامة محمد عبد الله (الداي) ودرس عليه كذلك بعض المتون العلمية، ودرس الألفية واللامية بالطرة والاحمرار على العلامة عبد الحي بن التاب الأنتابي “ت 1406 هجرية”، ثم أخذ عن العلامة المختار بن بوب اليحيوي، ثم لازم العلامة محمد الحسن بن أحمدو الخديم اليعقوبي مدة طويلة أخذ عنه فيها الكثير من العلوم، حتى أجازه إجازة مطلقة في جميع مسموعاته ومروياته، وممن أجازه من العلماء أيضا والده العلامة محمد عبد الله ” الداي ” والعلامة محمد نافع بن حبيب بن الزائد التندغي رحمه الله والعلامة محمذ فال بن محمد سالم ابن ألما، وأجازه أيضا العلامة محمد عبد الله بن احميتي الجماني النعماوي في الحديث وغيره من العلوم، وأجازه كذلك في علوم القرآن العلامة محمد عبد الله بن آبت الأيجي ومحمد بن ابا اليدوكي ومحمد شيخنا بن لمرابط اباه بن محمد الامين اللمتوني.
وسافر العلامة محمد مختار في طلب العلم الأسفار البعيدة الشاقة وكان مولعا بزيارة العلماء للاستفادة منهم والاهتداء بهديهم، فقد أخذ عن جماعة من تلامذة شيخ الشيوخ يحظيه بن عبد الودود، وهم: ابنه الحبر التاه والعلامة محمد عالي بن نعم والعلامة محمد بن المحبوبي والشيخ أحمد بن محمذن فال والعلامة المتبحر المختار بن ابلول، وان بن الصفي، وعن جماعة من تلامذة لمرابط محمد سالم ابن ألما منهم الأجلاء المذكورون قبل، والعلامة أحمدو حبيب بن الزايد، ومنهم محمد بن النح والناهي بن حبيب الله وأحمدّ بن أبي بكر ومحنض باب بن امين وسيد أحمد بن أحمد يحي حفيد مؤلف الكفاف، وغير هؤلاء كمحمد بن أبي بكر وأحمد سالم بن سيدي محمد والمختار بن باب بن حمدي.
وبعد أن نهل من علوم هؤلاء العلماء وحصل ما عندهم عاد لمحظرة والده فقصده الطلاب من كل حدب وصوب، فبث في صدورهم علوم القرآن الكريم وغيرها من العلوم، وتخرج على يديه العلماء والحفاظ، وكان إماما متبعا تؤمه الناس للإفتاء ومسائل القضاء، وكان لا يفتي إلا بمشهور مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى.
ألف العلامة محمد مختار مؤلفات كثيرة منها: “جلب النفع وجلب النفع في القراآت السبع وما انفرد به أبو جعفر ويعقوب عن الجمع” طبع على نفقة الشيخ علي الرضى حفظه الله ورعاه سنة 2004م حفظه الله ورعاه، و”إعانة الحفيد بشرح تحفة الوليد” في أحكام التجويد نظم العلامة أحمد بن محمد الحاجي، و”سلم الصعود على مراقي السعود”، و”التسهيل نظم ديباجة مختصر خليل”، و”نظم الباكورة في بيع الفاتورة”، وقصيدة “الدرة الناضرة في حكم الصلاة في الطائرة”، و”حظيرة السنة المحترمة من دخلها نجا من البدع المحرمة”، و”النجم الزاهر في إرشاد أهل الظاهر” وشرحه هداية الحائر نشره ابنه ” اباه” طبع دار الفكر، وله نظم في نسبه بين فيه حكم صلة الرحم.
وله فتاوى وأنظام في في الأحكام والوعظ والإرشاد والحث على العلم ومكارم الأخلاق وغير ذالك، نشرت بعنوان “فوائد مختلفة وفرائد مؤتلفة”.
وله ديوان شعر أغلبه في مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم والوعظ والإرشاد وتوجيه الأمة واستنهاض الهمم للاتباع والتحذير من الابتداع.
منه القصيدة الحجازية في رحلته إلى الحجاز تشير إلى المناسك بإيجاز مطلعها:
حمدت الله ربي إذ حباني = بإيصالي لمكة إذ دعاني
ويسر لي شريفا ذا سماح = هو الشيخ الرضى بدر الزمان
يقول فيها:
نزلنا بالمدينة دار طه = مهاجره ومثواه المكاني
وموطنه الذي جبريل يغدو = عليه كل يوم بالقران..
نزلنا عند أحمد ذي المزايا = ومولود ونعم السيدان
بنو عبد العزيز سموا وسادوا = بأنواع المعاني والمعالي.
وله معلقا على أبيات شيخنا الشيخ علي الرضا بن محمد ناج حفظه الله ورعاه:
مبادئنا الثلاثة يا صفي = بها نرضى ومنهجها جلي
بعلم الشرع نبدؤها لزاما = ونتبع بعد ما سن النبي
ونامر بالشريعة في اتئاد = ونرجوا أن يساعدنا العلي.
يقول محمد مختار:
مبادئ شيخنا جمعت فأوعت = صراط مستقيم ذا علي
به قصد السبيل بلا اعوجاج = ودين قيم سهل سوي
به نزل الأمين بقلب طه = فنعم العروة الوثقى القوي
صلاة الله جادلها ربيع = على طه وجادلها ولي.
ومن شعره في النصح:
فمن رام الشريعة دون علم = فقد ضل الصراط المستبينا
ومن طلب الدنا من دون دين = سفيه باع بالرخص الثمينا
ونرجو من سيادة كل فرد = من أفراد العشيرة أجمعينا
تعاونهم على تقوى وبر = وترك الإثم والعدوان فينا
فإن نعمل بذلكم استقمنا = ولم نخش المخاوف والسنينا.
وقد قرظ العلماء تآليف العلامة محمد مختار وسأورد هنا بعض هذه التقاريظ، لما فيها من شهادات وتزكيات مهمة:
وهذا تقريظ العلامة محمد الحسن بن أحمد الخديم لنظم الفاتورة:
نظرت ما محمد مختار = من بيدر الفقه هنا يمتار
في منع بيع هذه الصكوك = إذا به كالذهب المصكوك.
وسلمه كذلك العلامة أحمد بن محمذن فال والعلامة محمد نافع بن حبيب بن الزايد والعلامة محمد الامين بن الحسن المسومي.
وهذا تقريظ شيخنا العلامة الشيخ الشريف الشيخ بن حم للنجم الزاهر في إرشاد أهل الظاهر: “الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيئين وإمام المرسلين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد فقد طالعت بعض المطالعة تأليفي العالم العلامة القارئ الورع محمد مختار بن محمد عبد الله أعني تأليفيه المسمى أحدهما النجم الزاهر وشرحه المسمى هداية الحاير فأعجباني كل الإعجاب لما اشتملا عليه من الفوائد وحل الصعاب فقد أبدع فيهما ورتبهما أحسن ترتيب وهذبهما أحسن تهذيب ورد شبه أهل الزيغ والضلال وأبطل ما رامه المبطل من انتحال فجاء بالأدلة القاطعة البارعة وبالحجج الدامغة الرائعة فشفى وكفى حفظه الله ورعاه وأطال عمره على وفق مناه ولما وقفت على هذين التأليفين وأعجباني قلت هذه الأبيات التالية:
من يبتغي الماهر الخريت يهديه = فليقتف النجم قفو النجم هاديه
وفي الهداية أنقال موضحة = أضحى بها غامض المعنى كباديه
هما كتابان حلا كل مشكلة = وبينا الحق تبيينا لباغيه .
وقد أثنى على العلامة محمد مختار الكثير من العلماء والشعراء فمن ذلك يقول العلامة محمد نافع بن حبيب بن الزائد:
أسنى السلام من المحب التاري = لقيا الحبيب محمد مختار
ولقا أبيه العالم المختار من = صفو المعادن من بني المختار
كل له خلق يذم حلاوة = عسلا مصفى في يد المشتار
فرسا رهان للعلى فكلاهما = للعلم والأضياف قار قاري
يهتز إن حل العويص كمثل ما = يهتز ذو الأوتار بالأوتار.
وترجم له الدكتور يحي بن البراء في كتابه المجموعة الكبرى في الفتاوى فقال: “محمد مختار بن محمد عبد الله بن محمد مختار بن الخراشي بن محنض .. : فقيه وشاعر من قبيلة تاشدبيت (أولاد المختار) أخذ عن كل من: والده محمد عبد الله، ومحمد نافع بن حبيب بن الزايد التندغي، ومحمذن فال بن محمد سالم بن المختار بن ألما اليدالي، والمختار بن ابلول الحاجي، وعبد الحي بن التاب الأنتابي، ومحمد عالي بن نعمه المجلسي، ومحمد الحسن بن أحمدُّ الخديم اليعقوبي، والمختار بن بوب التندغي، له من الآثار: كتاب “جلب النفع بتيسير القراءات السبع وإسناد ذلك بالرفع وما انفرد به أبو جعفر ويعقوب عن الجمع”، وكتاب جمع فيه فوائد وأنظام والده محمد عبد الله الفقهية والنحوية والمواعظ والأدعية، ونظم في نسب قبيلته، وله نظم (في 300 بيت) شرح به ديباجة المختصر سماه: التسهيل لخطبة خليل اعتمد فيه كما قال على الميسر”.
وفي موسوعة المختار بن حامد: “وكان ذا قريحة جيدة، ومشاركة حسنة، صحب عبد الحي بن التاب طويلا ومهر في اللامية والتصريف، ثم قرأ على محمد عالي بن نعم العبد، ثم صحب محمد الحسن بن أحمدو الخديم، نفعنا الله بهم ، وكان سخيا شاعرا”.
وكان العلامة محمد مختار بارعا في حسن الخلق والأدب والورع والبرور والتواضع، آية في الحفظ والضبط، مقصودا مورودا لسعة علمه وحسن تلقينه وصدقه وصفائه ووفائه، كثير العبادة والتحنث والتبتل، يقول الشيخ محمد الامين بن مينحن في نظم حياة محمد مختار:
يبيت دائما أخا قيام = حين يلذ النوم للنيام
يعمر القيام بالترتيل = للذكر والصياح بالتهليل
حديثه ليس يمل والحديث = إما بنهج أو بذكر أو حديث
قد لازم الوقار والسكينة = وبهما نال جميل الزينه.
وعاش العلامة محمد مختار ساعيا في مصالح العباد والبلاد من إصلاح بين الناس وإنفاق وإرشاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكان مهاب الجانب يغضب لله ويرضى برضاه لا تاخذه في الله لومة لائم، يقول تلميذه العالم انكسعد بن مولود في “فيض الجليل”:
شمس الهدى في العلم والصرامه = في الحق والزهد والاستقامه
على طريق المصطفى وحبه = ونشر كل ما أتى عن صحبه
كان مجدا لم يكن باللاهي = وكان لا تاخذه في الله
لومة لائم تراه يزجر = عن كل منكر رآه يأمر
بكل معروف ورعب هيبته = كأنه السلطان في أبهته
ينصر دين المصطفى بقوله = وماله وجاهه وفعله.
وكان العلامة محمد مختار شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم تطربه أمداحه ويحض كثيرا على امتداحه، يقول الشيخ محمد الامين بن مينحن في نظم حياته:
وكان قد نال جميع السول = بحبه للمصطفى الرسول
تنعشه أمداحه وسيرته = قد حشيت من حبه سريرته
قد كان حضاضا على امتداحه = يكرم من يراه من مداحه
وكان يامر فتحكي الشعرا = أمداحه إن عارض له عرى
وكم وكم لمدحه قد حلقا = قد كان قلبه بهم قد علقا
يخدم دينه فكم دفينا = من دينه أحيى محنض فينا.
لم يجد الزمان بمثله ورعا ودينا، ولم تلد النساء شبهه في السعي في الخير وعلو الهمة، فكأنه أحد التابعين، الأعلام العاملين.
وكان كثير العمل على محاربة البدع والعوائد المحرمة، كالمغالاة في المهور، وخروج المعتدة من بيتها قبل انتهاء عدتها، وله مثلا نظمه المشهور في ذم البدع والمحرمات التي تحدث في المناسبات الاجتماعية سماه والده العلامة محمد عبد الله (الداي): “حظيرة السنة المحترمة من دخلها نجا من البدع المحرمة”، يقول في أوله:
قبيل تاشدبيت قد تعاقدوا = جميعهم وأجمعوا أن يبعدوا
جميع ما حرمت الشريعة = لذاته أو كونه ذريعه.
وقد قرظه العلامة المختار بن باب بن حمدي.
وللعلامة محمد مختار موقف معروف في إنكار شرعية المدارس، وله قصيدته المسماة ” الدرة اليتيمة في النهي عن التربية الذميمة “.
توفي العلامة محمد مختار على طهارة آخر ليلة الجمعة الثاني عشر من صفر الخير 14288هـ، الموافق 2 مارس 2007م عن ستين سنة حافلة بالعطاء العلمي والمعرفي والجود والكرم، ودفن بمقبرة “احسي سعيد” على بعد 9 كلم من تكنت.
يقول الشيخ محمد الامين بن مينحن في نظم السالف الذكر:
وعمره الذ عاش ستون سنه = أمضاه في رضى العلي سنه سنه
معها ثلاثة من الشهور= وصيته يبقى مدى الدهور
مقتفيا في نهجه النبيا = وعن سوى منهاجه أبيا….
وقد أتت وفاة حبرنا الإمام = حين حكت أنواره بدر التمام
ليل العروبة المتم اثني عشر = من صفر ورزؤه عم البشر
وحول قبر الداي قبر الحبر = والشيء شبهه إليه يجري
وفي ربى التيدومة الحبران = ضمهما واأسفا قبران.
ولقد كان فقده خطبا عظيما وداهية دهياء كما قال فيه تلميذه وابن عمه الفتى الأديب شاعر البردة اباه ولد خطاط:
بلي إن فقد الشيخ أعظم حادث = وداهية دهيا تبذ الدواهيا
به العالم الإسلامي شلت يمينه = فهاهي تحتاج الطبيب المداويا
فما كان فقد الشيخ فقدان واحد = ولكنه قطر ترحل ساريا
سيبكي عليه الدين والعلم والتقي = بدمع يضاهي الهاطلات الغواديا
وتبكيه طلاب وتندب بعده = عويصات علم شاردات هواديا..
وكان عمله يوم وفاته مثالا لما عاش عليه حياته من صلة ونصح وإصلاح بين الناس واقتناء للكتب، وخلفه في العلم والسيادة صنوه الإمام العالم محمذن فال، وأبناؤه الكرام البررة، رحم الله السلف وبارك في الخلف.
وقد رثاه الكثير من العلماء والشعراء، يقول مثلا العلامة الشريف أحمد بن عابدين، وهو من الحفاظ الذين تصدروا في القرآن الكريم على الشيخ محمد مختار (محنض):
هو الموت مرقوم على كلنا رقما = وما من مناص عنه يوما إذا حما
وأسيافه تفري وتجتاح دائما = وأسهمه ترمي ولا تخطئ المرمى
ولو كان سهم الموت يبقي أخا على = ويبقي أخا تقوى ومرتبة عظمى
لما غاب عنا في الضريح فقيدنا = ولا عمنا من فقده مالنا عما
لئن كان قد ولى فما غاب مجده = ولا علمه فينا ويا نعمه علما
يعلم من جاء العلوم جميعها = فمن شاءها نثرا ومن شاءها نظما
وقد كان فينا حاتما وابن حاتم = وأشهبا الجعدي ومالكا النجما
سأعمل من فكري عرابا بمدحه = وأمدحه حقا وأمدحه حكما
ألا يا محنض البدر يا خير خير = حكى نجل عبد الله في وسمه وسما
أزف سلامات وألف تحية = تؤم ضريحا للعلى ولكم ضما
وبارك ربي في بنيه وصنوه = وداموا كما كانوا غطارفة شما
ألا يا بني اندكسعد من سعدوا به = وشبوا علي التقوى وسادوا به قدما
فقد فقتم كل الورى بفقيدكم = وفاق بكم واعتاد للخير واعتما
ويحسن شعر المرء إن كان مدحه = لممدوحه لا زور فيه و لا إثما.
ولجامع هذه الترجمة في رثائه:
لكل الناس أيام تعد = وسهم الموت سهم ما يصد
فلا بطل له منه نجاء = ولا ملك عظيم مستبد
وكل الناس يسعى لا يبالي = إلى أجل له حد يحد
تولى العالم النحرير عنا = وفقد العالم النحرير إد
إمام عالم ورع كريم = عزيز في أرومته امحند
تشد له الرحال لنيل علم = وللمعروف والتقوى تشد
يعد لكل معضلة أناخت = ومثل الشيخ للأوا يعد
أقام بنهج إخلاص وصدق = أقام له عليه أب وجد
إلى آباء صدق قد تساموا = إلى العلياء سيرهم مُجد
بساط للمعارف والمعالي = وطود للشريعة لا يهد
وبالأبناء والصنو المجلي = يسد مسده إما يسد
خليلي عابد الرحمن صبرا = فذي أيدي الوداد لكم تمد
ودامت يا بني اندكسعد فيكم = بفضل الله مرتبة ومجد
وبوأ ذا الفقيد جنان عدن = يطيب له بها أنس وخلد.
وقد رجعت في هذه الترجمة إلى مصادر منها شيم الزوايا للشيخ محمد اليدالي، وكتاب الكرامات للعلامة المؤرخ والد بن خالنا، وموسوعة العلامة المؤرخ المختار بن حامد والمجموعة الكبرى للدكتور يحي بن البرا، وطالعة السعد للعلامة محمد مختار ابن محنض، و”نفحة الورد على طالعة السعد” للإمام العالم محمذن فال ابن محنض، و”تحفة الأخيار في مناقب محمد مختار” للعالم محمد عبد الله بن أحمد (اشطيك) ابن محمد بن الامين اعل، وتراجم للعالمين أحمد بكتوب بن المستعين، ومحمد عالي بن أحمد باب، وما في فيض الجليل لتلميذه العالم اندكسعد بن مولود، وديوان الشيخ محمد اليدالي تحقيق الأستاذ الامير ولد آكاه.
هذا وإن قبيلة تاشدبيت تزخر بالعلماء العاملين والشيوخ الصالحين والأدباء المشهورين يعز حصرهم بارك الله فيهم ونفعنا ببركتهم وبركة جدهم الولي الصالح القطب محمد يندكسعد رحمه الله تعالى.
كتبه محمد ولد امد أمين الثقافة في المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وسيتواصل بحول الله تاريخ موريتانيا الإيجابي بأمر من الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي أيده الله بحفظه وعونه ونصره.