قال وزير البيئة والتنمية المستدامة، السيد أميدي كمرا، أن السلطات العليا في البلد تولي عناية كبيرة لحماية المصادر الطبيعية والمحافظة على المراعي، مشيرا في هذا الإطار إلى الحملات التي نظم سنويا للمحافظة على الثروة الطبيعية وحمايتها.
جاء ذلك خلال الاجتماع التحسيسي الذي عقده صباح اليوم الثلاثاء بمباني ولاية غورغول في مدينة كيهيدي بحضور والي الولاية السيد يحي ولد الشيخ محمد فال والسلطات الادارية والجهوية والامنية والمنتخبين المحليين والوجهاء وتنظيمات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية البيئة على مستوى كوركول.
وأضاف أن هذه الجولة تأتي بتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يدعو الى حماية التنوع البيولوجي بشكل عام والمحافظة على المراعي الطبيعية لضمان الاعلاف للمواشي الوطنية والحد من الانتجاع الحدودي طلبا للكلأ ورصد العملات الصعبة كل سنة لاقتناء الاعلاف على الموارد الذاتية للدولة.
وأشار إلى أن مسؤولية حماية هذه المراعي ليست حكرا على الدولة وحدها بل
تعني الجميع من منظمات المجتمع المدني وسلطات ادارية وأمنية ومنتخبين
ووجهاء ومسافرين .
ونبه وزير البيئة والتنمية المستدامة الى أن هذه الحملة التي من المقرر أن تدوم أربعة أشه تنفذها الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي الأشغال التي عبأت 11 آلية تسوية التربة، اثنتان منها على مستوى ولاية غورغول وفق برمجة محكمة أعدها قطاع البيئة الذي سيتولى متابعة وتقييم مختلف مراحل هذه الحملة،
داعيا المنمين والمزارعين الى الانخراط في هذه الحملة التحسيسية والى التحلي بالمسؤولية واليقظة في التعاطي مع النيران في مثل هذه الفترة والى المشاركة الفعالة في اطفاء الحرائق وقت نشوبها.
وفي نهاية الاجتماع رد السيد الوزير على تساؤلات بعض الحاضرين حول أهمية المحافظة على هذه المراعي وضرورة منح عناية خاصة للمناطق التي تتوفر فيها والتي تشهد مع الأسف افراطا في استغلال مواردها الطبيعية كمنطقة العطف المشهورة التي تشكل خزانا رعويا على مدار السنة.
كما طالبوا باتباع أساليب الردع خاصة على الذين يمارسون الصناعة الفوضوية للفحم الخشبي والقنص البري التي تعد من الاسباب الرئيسية لاندلاع الحرائق البرية وعدم انتباه بعض المسافرين عندما يرمون السجائر في المناطق المكتظة بالمراعي.
وكان عمدة بلدية كيهيدي السيد كنونو براجي، ألقى كلمة رحب في بدايتها بالوزير وبالوفد المرافق، مستعرضا الخصوصية الرعوية للبلدية.
وأكد استعداد ساكنة البلدية على مواكبة جهود قطاع البيئة والتنمية المستدامة من أجل انجاح هذه الحملة التي رصدت لها الدولة مبالغ هامة من مواردها الذاتية.
وسيتم خلال الحملة السنوية لحماية المراعي الطبيعية لموسم 2018-2019 ترميم 900 كلم من الخطوط القديمة الواقية من الحرائق تنفذه فرق من الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والاشغال “اسنات”.
هذا وتتوفر ولاية كوركول على 530 لجنة قروية تم تشكيلها لحماية المراعي والمحافظة على البيئة ضمن الحملة التحسيسية حول مخاطر الحرائق البرية والاستغلال الفوضوي للموارد الطبيعية في الولاية وبذلك تحتل المرتبة الثانية بعد ولاية الحوض الشرقي في مجال عدد اللجان القروية لحماية الطبيعة.