لاح منذ أيام حديث متجدد عن تاريخ أمتنا وأمجادها وتطلعها على غرار الأمم لمستقبل زاهر، وبدا الحديث عما خط الأوائل من أمجاد بأحرفهم الذهبية اللامعة، وإذا كانت النخب مشكورة بدت تتحفنا بالمخطوطات والآثار، وتنير درب القارئ عن التاريخ في هذا الحيز الذي طمره النسيان أو كاد، في أمكنة اتسمت بوعورة التضاريس والإنزواء الجغرافي،
على أنه ما من ريب في المكانة العلمية لهذه المدن ورجالاتها إذ يشير المؤرخون والرحالة والإخباريون … بكثير من العناية إلى تلك المدن وسكانها وعاداتهم .. ولعل ولاتة أو إويلاتن خير مثال على ذلك دون أن نكلف القارئ اجترار ما تم تدواله من أرباب الكلمة والفكر والسياسة وهو متاح لمن أراد ، ولكن الذي يهمنا ذلك الإشراق و تلك الحفاوة التي طرأت فهي لم تكن وليدة الصدف وما كان لها ان تكون، بل جاءت من خلال عناية واهتمام خاص من فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي حرص على إعادة الاعتبار لهذا الموروث الزاهر، ولمدن أثرت التراث العالمي، كما أقرت بذلك اليونيسكو مؤخرا، وبمناسبة الاحتفاء والاحتفال هذه، وما تم إنجازه في الجانب الثقافي، إذا نحن مجبرون بالتأكيد على إرجاع البصر في ما صنعه رجل لأمة، خلال مسيرة وجيزة دون مزايدة، مطلقا العنان للصحافة قول ما تشاء، بعد عهد قاست فيه الكلمة ما قدر لها أن تقاسي، معليا الحرية ورافعا من قيمها، ومؤسسا نهجا جديدا في التعاطي مع الكلمة ما ألفها الموريتانيون من قبل، وهنا لا مجال للعصبية والتعصب،
ولا للانحياز الأعمى دون دلائل وقرائن وبراهين،
في ذلك الحيز غير بعيد من ولاتة وأخواتها كانت الجماعات المارقة على القانون تصول وتجول وذاك حديث معلوم، وقد قامت بعمليات ضد جيشنا أكثر من مرة، ولعل من محاسن الأقدار في فترة قياسية بعد تسلم الرجل لمقاليد السلطة، لا حديث اليوم يعلو عن دور و أهمية جيشنا الجمهوري وقوته واحترامه، لقد صار الجميع يتحدث بفخر عن أدوار هذا الجيش الطلائعية في مجالات شتى منها ما هو تنموي بحت، ومنها ما هو تنفيذ للالتزاماتنا الدولية، وضمان حوزتنا الترابية، لقد أعاد هذا الرجل تشكيل جيش جمهوري وطني قادر على مواجهة التحدي وصناعة الفارق، و غير بعيد يمكن الحديث عن نقلة نوعية في السياسة الخارجية التي اتسمت بالفاعلية وترأس واستضافة بلادنا لمؤتمري القمة العربية والإفريقية، وترأس العديد من اللجان والهيئات ذات الصلة إضافة إلى علاقات متوازنة وشراكات استراتيجية مع بلدان الجوار وأخطبوط من العلاقات مع الدول تقوم على الاحترام المتبادل،
يمكننا الحديث الآن من بوابة التاريخ أننا أمام رجل ينجز -وهذه أمثلة فقط- صنع الإنجاز في شتى المجالات بقدرة فائقة وببصيرة مستنيرة إضافة إلى إيمانه العميق بموريتانيا دون أن يربط نفسه بفكر ضيق أو مرجعية غير مرجعيته الموريتانية، ومن الصعب أن تجد من لا تحركه الإيدلوجيا والارتهانات، والمصالح الضيقة، إن الحديث عن ولاتة فرصة عظيمة لنتحدث عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي صنع الحاضر بحكمة القادة العظماء وهي فرصة كذلك أن نجعل من حاضرنا تاريخا مشرقا لأجيالنا اللاحقة يحفظ ويدرس باعتزاز وينشر، والحاضر على رأي الشاعر أحلى، مع أن المستقبل سيكون زاهرا بفضل متانة التأسيس والإيمان بقيم الجمهورية.
عيد استقلال مجيد
أمينة محمد أبيطات