خلال الأشهر الماضية، تبادل شخصان يبدو من أحاديثهما أنهما يسبحان في الدرك الأسفل من الجهل و الانحطاط الخلقي سخافات مسجلة في ما بات يعرف عند العامة بـ
“تلاسن أهل الشرگ و أهل الگبلة”… شخصان فقط لا شك أنهما ليسا مخولين من طرف هؤلاء و لا أؤلئك…
و مع ذلك، تداول الناس تلك “الأوديوهات” و استيقظت فيهم الحمية الجهوية و القبلية و حسب بعض السذج أن الشخصين قد حصلا فعلا على تفويض رسمي من الجهات التي تحدثا باسمها…
و كثيرا ما نسمع إحالات من نوع “گالو أولاد ديمان” و “گالو أولاد بوحمد” و “گالو ادابلحسن” و “گالو أولاد”…. فيتصور بعضنا أن هذه القبيلة المذكورة عقدت مؤتمرا عاما لتقول كلمة واحدة ستصبح ماركة مسجلة باسمها.
و منذ يومين، طالعتنا المواقع بنبإ مفاده أن “أطر اترارزه” سيطلبون من الرئيس تمديد المأموريات أو شيئا من ذلك القبيل…
و مع أن العارفين بي من الأهل و الأصدقاء يدركون أن لا رغبة لي في ما يشغل الآخرين من مواقف “سياسية” و أني آليت على نفسي أن أعتزل الخوض في هذه الأمور و أن لا أشارك ب “لا و لا ب نعم”، و أني لست في عير الموالاة و لا في نفير المعارضة، فمن حقي الطبيعي أن أوجه أسئلة للذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسمي من دون مشورة و أقصوني من جملة أطر ولاية أحبها عن وعي و أزعم أني من أطرها بجدارة… فإليهم أقول و الله الموفق:
١) ما معنى الأطار ؟ و هل تحسبون أن الصفة تنطبق على كل النشطاء في الأحزاب السياسية ؟
٢) بأي حق تدعي فئة قليلة (من الأطر و “المستأطرين”) حق أخذ القرارات باسم آلاف الأطر (حقا) و تقحم اسم الولاية في محاولة يائسة أول من يدرك خلفياتها هو فخامة رئيس الجمهورية الذي يعرف الجميع و يميز المصلح من المفسد ؟
٣) أنسي “أطر اترارزه” أن سيادته كان شاهدا على مبادراتهم للتقرب من جميع من سبقوه من الرؤساء و على سرعة سبهم لهم و ابتعادهم عنهم بمجرد مغادرتهم للسلطة ؟
يا ليتنا استنهضنا منظومة قيمنا و أخلاقنا و لم يغب عنا لحظة أن في ما نقوم به “شي يتواسَّ و شي ما يتواسَّ” و “شي اغليظ و شي ارگيگ افلخلاگ”…
و في الختام، اعلموا أن سيادة الرئيس (إن كنتم تثقون به حقا) أدرى منكم بمصالح البلاد و بما توسوس لكم به أنفسكم و أنه لا يحق لأي جماعة أن تتحدث باسم آخرين لم يفوضوها ديمقراطيا و ليس لها “سِــرُُ” في قيادتهم.
محمد أحمد الميداح