الإحساس بالوطن والغيرة على مصلحته العامة و الإحساس بالإنتماء له والفخر بتجلياته و الإبداع والتميز من أجله وما إلى ذلك من خصال تدعم الأفق الراقي في النهوض بالوطن والدولة ؛ كلها تشكل عراقيل لمجتمع عرف الدولة المركزية حديثا ولم يمكث حتى انقلب السحر على ساحره ابان انقلاب 1978 و دفن كل شيء وظل الوطن إلى يومنا هذا يعيش ظلمة وعذاب القبر في ظل ساسة لا يحسون ألم المعاناة ولا تلفتهم مشاعر الضعفاء اليائسين الذين تحرقهم لفحات أشعة الشمس في النهار ويجمدهم زمهرير الشتاء في كبد الليل ولسان حالهم يقول رجعت حليمة لعادتها القديمة .
يا كاتب التاريخ مهلا !!!!
شغلتنا أموالنا وأنفسنا وما عادت مرآة الرزق تعكس الحقيقة الناصعة و ما يدور من حولنا… نحسب السائل لصا واليتيم حسودا والمعوق منتهزا و حقودا و الباحث عن العمل لاجئا …..
استبحنا الأعراض وفرقنا بين الإخوة وأبناء العمومة لنسود , إيمانا بفهمنا الخاطئ للسياسة أنها تفرق ولا تجمع وبالتالي فالمصالح تدوس كل ما من شأنه أن يقطع الطريق.
يا كاتب التاريخ مهلا !!!
نحن سادة هذبنا القوانين والقضاء والدستور لصالحنا لكي لا يكون دولة بين ذوي الاحتياجات فأبطلنا الحقوق … لا نراعي حقوقا ولا واجبات … كسرنا القيم والأعراف والتقاليد الاجتماعية حفاظا على سلامة المداخيل والنقود والسيطرة على النفوذ .
يا كاتب التاريخ مهلا !!!
سيطرنا على الإعلام و صعقنا مبادئه و حرفنا رسالته النبيلة و “خشقجنا ” الحقيقة المرة ودعمنا البشمركة على حساب المصداقية .
هكذا يا كاتب التاريخ مهلا !!!!!
وبعد كل هذه المواقف المتضاربة فقد مثل الهروب عن المألوف بداية خروج من نفق عصر الضعف باتجاه تأسيس صرح يستلهم الوضع المأساوي المخيف ويعمل على تناميه وتطويره مستجيبا في ذلك لمتطلبات النفوذ والسياسية اللتان تمليان عليه التوحيد بين ثنائية الأصالة و المعاصرة فهل من منقذ ؟
محمد سالم بتاح