رغم أن موضوع الأسلوب الأنسب لتسيير الدول هو الأول فى ترتيب عنوان هذه الدردشة الموجزة ،إلا أنى سأبدأ بموضوع علاقة هذا النظام بالصحافة المستقلة،على ضوء تجارب الأنظمة السابقة و ابتكارات و تجديد النظام الحالي، لنمط هذه العلاقة الحساسة جدا!.يبدو أن الرئيس صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى،اختار سبيل المسالمة و المغازلة،كما هو دأبه المرح الأريحي العميق الذكي التكتيكي،لكن هذه المرة، مع جزء من الصحافة المستقلة،لم يتم اختياره فحسب على معيار الكفاءة الجامعية،المتوسطة أو العالية،الذى اتسم به أغلب “المعينين” من قطاعنا الحساس،و إنما كانت ثمة المحاصصة الضيقة،غير المتوازنة،مابين بعض جهته فحسب ،لا كلها طبعا،و لوبى الوزير الأول من الولاية المتلاعب بها ،اترارزه.فالذين “عينوا” منها، فيهم حصة بعض أصهار الرئيس السابق و حصة “المافوي” المثير للجدل محمد ولد بوعماتو،الذى يبدو أنه سيجلب الكثير من الشر و المخاطر ،لا قدر الله،على هذا النظام الناشئ،قيد التشكل، على طريقة عرجاء،يطبعها التخبط،و فى المقابل النجاح النسبي المعتبر، فى الجانب الأمني و العسكري الاستراتيجي،مع نفس واعد من الحريات،رغم ما يشوبه من اعتقالات لبعض المدونين و بعض الأشخاص البسطاء،المستضعفين،و الذين لا يستحقون الاعتقال، و كل هذا الاهتمام،العكسي النتيجة و الثمرة!.و عموما النظام إصلاحي واعد، رغم كل الأخطاء و المخاطر و الهزات الارتدادية،لأن الناصحين كثر،و لم يستعبدهم كليا، الرئيس و طاقمه الخاص فى ديوانه،بسبب الحكمة و العمق و تكريس حرية الصحافة غالبا،مهما كانت حتى طبيعة العلاقة المتأرجحة، بين الطرفين،مؤسسة الرئاسة و المؤسسات و النقابات الصحفية المهنية، المتدرجة المتعقلة فى مطالبها،رغم الغضب المشروع، من كثير مما يقدم عليه “هذا النظام العسكري الديمقراطي المراهق بامتياز”،هذا النظام المخابراتي المافوي بامتياز فى بعض تصرفاته و ملامحه،الخاضع أحيانا،لرغبات بوعماتو و زين العابدين،هذا النظام الذى فضل الصحافة ،المنحدرة من “مناطق بقرية” محدودة ضيقة،لا تمثل “الشرق” الغني الثر، بجميع المعانى،، و لا اترارزه ،المخدوعة النخبوية الرائدة،الذى ركب موجتها،و زير أول تنوقراطي، ذى سوابق تسييرية مثيرة،و لا يفقه فى السياسة “به نقعا”،كما يقال فى المثل.أما رأس النظام ،صاحب الفخامة ،السيد الفاضل المحترم،محمد ولد الشيخ الغزوانى،فيمسك العصا من الوسط،بمعنى الكلمة، باختصار و إيجاز!،فهل فهمتم المقصود؟!.تسيير الدول فن يعتمد بالدرجة الأولى، على التوازن و العدل و الإنصاف و الذكاء الخارق السريع ،البعيد عن التهور و الجبن،الحريص على التأنى و البعد عن الغضب و تصفية الحسابات،والملتزم بالحساب الدقيق باستمرار، و الجرأة المتناهية ،حسب مقتضى اللحظة عموما.أما الصحافة الحرة، فاسألوا” أمريكا العظمى” و رئيسها المغرور،اترامب،عن عاقبة معاداتها؟!.