القرآن الكريم كنز مكنون، ملئ بالدرر الثمينة والأسرار في سوره وآياته الكريم، وقد أرشدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى بعض من هذه الأسرار والأنوار والبركات في سور وآيات القرآن الكريم في إذا ما قرأناها في أوقات مخصوصة، أو حفظناها وعملنا بها.
من تلك الكنوز والأسرار ما أخبرنا به النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عن سورة الكهف المباركة، وفضائل وأسرار قراءتها يوم الجمعة، حيث قال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: “من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق”، وقال كذلك: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
ليس ذلك فحسب بل ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين”.
أما عن وقت قراءة سورة الكهف فتكون في ليلة الجمعة أو في يومها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس، وبذلك فيكون وقت قراءتها من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، ففي ذلك الوقت يحصل الخير.
لذا على المسلم أن يحرص على قراءة سورة الكهف أو بعض منها على الأقل ليلة الجمعة أو يوم الجمعة حتى يحصل الفضل والثواب الذي أخبرنا به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقراءة القرآن ومنها سورة الكهف يكون سببًا في نزول السكينة والرحمات.
فقد روى الإمام البخاري في صحيحه: باب فضل سورة الكهف، ثمّ ذكر بسنده عن البراء بن عازب قال: “كان رجل يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين، فتغشّته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النّبي – صلّى الله عليه وآله وسلّم – فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزّلت بالقرآن “.