لقد تم إنشاء سد سكليل حسب خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز حينها وماذكرت الجهات الرسمية لأنه سيشكل طوق نجاة لإنقاذ أكبر مخزون واحاتي في البلد(آدرار) وخلق قطيعة مع النقص الحاد في مياه الشرب في المنطقة
كما أنه سيمكن من تغذية البحيرة الجوفية والري المستديم.
ونتيجة لهذه الأهمية الكبيرة التي قد يحققها هذا والأهمية التي تحظى بها السدود في التنمية قمت بمقابلات مع بعض المتخصصين في المجال خرجت منها ببعض الأسباب قد تجعل مردودية هذا السد محدودة مالم تأخذ الدولة التدابير اللازمة من أجل الاستفادة منه والحيلولة دون أن يكون مجرد تجميع للمياه تترك حتى تتبخر دون الاستفادة منها وهذه الأسباب كالتالي :
ضيق الوادي مما جعل سعته التخزينية قليلة جدا لاتتجاوز 11مليون متر مكعب في حدها الأقصى وهو مستوى غير مرضي لمن يريد تزويد مدينة أطار وهوامشها بماء الشرب ،وكذلك ضعف التساقطات المطرية التي لاتتجاوز 40ملم /سنويا في الغالب 100ملم إن كثرت.
ثانيا:
-الطبيعة الجيولوجية للصخور ونوعية التربة:
تتميز الصخور في المنطقة بأنها صخور كتومة ولاتوجد فيها شقوق وكذلك عدم وجود طبقة رملية سميكة قد تمكن من تسرب المياه مما جعل تشكل بحيرة جوفية ضربا من الخيال.
حيث أن طبيعة الصخور تحول دون تشكل بحيرة جوفية على المستوى القصير والمتوسط وحتى البعيد.
وقد ذكر لي أحدالمهندسيين أنه سبق له الإطلاع على الدراسات والأعمال التي قيم بها بناء على مقترحات من خبراء أوروبيون سنة 2004.
وتقوم الدراسة على : إنشاء بعض السدود في منطقة آدرار مصحوبة بآبار ارتوازية ليس فيها ماء (سالبة)
يقومون بحفر البئر ويجعلون فيها بئرا ارتوازية 60-70م ويضعون فيها أنابيب مقعرة وعند تتوفر بعض المياه في السد يجعلون عليه آلات لضخ المياه ويحولونه إلى تلك الآبار وأخذوا بطارية لتخزين كافة المياه
مؤكدين أن ضخ المياه في الآبار سيؤدي إلى شقوق قد تتواصل بين تلك الآبار قد تتواصل بين تلك الآبار مما قد يتسبب في شقوق أوسع قد تتشكل على إثرها مياه جوفية لاتسمى بحيرة لكن تسمى جيوب مائية يمكن استغلالها.
المنشأة رغم أنه تم انشائها من طرف وزارة الزراعة إلا أنها لن تساهم في المجال لعدم وجود مساحات زراعية قريبة من السد وتبقى الاستفادة منه محصورة في مجال العمل على تصفية المياه للإستفادة منها في مجال الشرب.
هذا في حالة لم يكن للتسربات التي تمت ملاحظتها مؤخرا أثر على ذلك .
كل هذه الأسباب التي تطرقنا لها جعلت المنشأة ذات انعكاس يكاد يكون معدوما وبعيد من الآمال المنتظرة منه .
في حين تبدوا الإنعكاسات السلبية للمنشأة بادية للعيان حيث لم يشاهد اي انعكاس إيجابي على الآبار القريبة منه وقد تأثرت الواحات الواقعة دون السد بفعل انحسار المياه دونها مما سيتسبب في خطر إنعدام المياه فيها والقضاء على الكثير من الواحات بالمنطقة.
هذا بالإضافة إلى تأثيره السلبي في كونه حائل يمنع تدفق المياه إلى المناطق الزراعية الواقعة بعده والتي من أهمها منطقة “يغرف” التي تعتبر قطبا تنمويا زراعي وتنموي وقلب نابض لمراعي آدرار والوطن ككل حيث تستقطب مئات المواشي من مختلف نواحي الوطن ، وكذلك سلة مهمة في المنطقة خلال الزراعة المطرية .
لا أحد ينكر الأهمية التي تحظى بها السدود والعائد التنموي لها لكن ذلك يستدعي دراسة مكتملة تعتمد على جمع المعلومات الفنية للمنشأة التي تعكس نوعيتها والهدف من إنشائها وسعة تخزينها والخروج بتوصيات تعظم العائد التنموي لهذه المنشأة وإلا فما الهدف من جمع مياه وحسرها والحيلولة دون الاستفادة منها.
فماهي أهمية هذه المنشأة وكيف ستكون؟؟
المختارالسالم محمد ابوبكر