قبل مغادرتنا لمدينة تجكجة مررت بالقلعة الشهيرة المعروفة بقلعة تجكجة بهدف الزيارة والتبرك و قراءة الفاتحة في المكان الذي سقط فيه شهداء الكرامة ،ولو كنت أعلم من أمري ما استدبرت ما مررت بالقلعة فلا أثر لشهدائنا ،لا لوحة رخامية نقشت عليها أسماء شهداء هذه الملحمة التاريخية،، لا كلية في هذا المكان تحمل اسم أحد الشهداء …لا مسجد يحمل اسما لشهيد ولا ساحة تحمل اسم ساحة الشهداء ولا حتى لافتة صغيرة تحمل تقديما موجزا عن أبطال هذه المعركة … لا شيء يدل على حدث مؤسس في تاريخنا المعاصر…مجرد مثلث صغير يحاصره البنيان من كل حدب ،،..لا يوجد فيه سوى نصب وصليب استُنبت في أرضنا الطاهرة وفي مكان كان يرقد فيه جثمان كبولاني قبل نقل رفاته إلى فرنسا بعد ما يزيد على خمسين سنة من الدفن هنا في هذه القلعة …!!!! وكأن المُخَلد بهذا النصب وفي ساحة القلعة ذلك الغازي ،اما الشهداء فلا نعرف شيئا عن مصير أجسادهم الطاهرة ، لا نعرف أين ذهب بهم السيل حسب روايتنا الوطنية ولا حتى مكان حرق اجسادهم حسب رواية افرير جاه…إنه عين التعتيم على التاريخ…
كل الشعوب تخلد أبطالها وبطرق مختلفة إلا نحن هل تعرفون لماذا لأننا باختصار نكتب التاريخ بالامزجة، ونسير الشأن العام بالأمزجة ،انظروا إلى ما حولكم من الشعوب المشابهة فستجدونهم يخلدون صناع التاريخ …
كل الوقائع الفاصلة في تاريخنا لا يوجد في سوحها ما يدل على أن لهذا البلد ذاكرة تحتفظ بما يذكرنا بمواقف كبيرة لسلفنا الصالح…
أتمنى أن نتدارك هذا الخطأ وأن تكون ذكرى الاستقلال التي تطل علينا مناسبة لتصحيح هذا الخطأ الشتيع…فقد حانت لحظة الإنصاف في زمن الإنصاف…
رحم الله قائد هذه الملحمة التاريخية الشهيد الشريف سيدي ولد مولاي الزين العابدين التلمساتي و رحم الله صحبه من الشهداء الأنصار ،، …