في 1998 حدثت “كارثة” اضطر معها الموريتانيون لأن يصبحوا من مواليد يوم واحد
قد لا تصدق أن أكثر من 95% من سكان موريتانيا البالغين 3 ملايين و500 ألف نسمة، أي 3 ملايين و300 ألف تقريباً، هم في سجلات وزارة الداخلية من مواليد 31 ديسمبر/كانون الثاني، حتى “الوزير الأول”، أي رئيس الوزراء، والوزراء أنفسهم، وضباط الجيش والسفراء والمسؤولون بوزارة الداخلية نفسها، وعامة الشعب.. كلهم من مواليد آخر يوم في السنة الميلادية.
طبعاً “إذا عرف السبب بطل العجب” كما يقولون، ولكن يمكن التأكد أولاً مما وردناه عبر زيارة عنوان على الإنترنت، وهو لموقع “الوكالة الموريتانية للأنباء” المتضمن معلومات تفصيلية عن وزراء الحكومة الموريتانية، وعن رئيسها مولاي ولد محمد لغطف، المولود أيضاً في هذا اليوم، وسيجد الزائر أنهم من مواليده مثله تماماً، إلا قلة ممن كانوا خارج موريتانيا يوم حدثت فيها “كارثة” إلكترونية قبل 15 سنة.
الحكومة الموريتانية أجرت في 1998 إحصاء للسكان تم على أساسه تعديل جميع الوثائق الرسمية، فكان موظفون من وزارة الداخلية يزورون بيوت الموريتانيين بيتاً بيتاً ويسجلون أفراد كل عائلة.
وعندما انتهت المهمة ووضعوا الأسماء (من دون تاريخ الميلاد) في الكمبيوترات، حدث أن تواريخ تلك الحواسيب كانت مبرمجة في 31 ديسمبر، فأدى “الخطأ” إلى اعتبار الجميع من مواليد ذلك اليوم، في وقت كان يصعب فيه تغييرها من السجلات الورقية إلى الحواسيب، فاعتمدوها على مضض، وتملص من المشكلة كل من كان وقتها خارج البلاد.