اقترحت دراسة جديدة نُشرت أن التخلص من عادة رش الملح على طبق الطعام على المائدة قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وفشل القلب والسكتات الدماغية بمقدار الخمس.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، وصف الخبراء هذه الخطوة بأنها “تضحية” سهلة.
وتسبب أمراض القلب والدورة الدموية ربع الوفيات في المملكة المتحدة، أي أكثر من 160 ألف حالة وفاة كل عام أو حالة وفاة واحدة كل ثلاث دقائق.
ويعد استهلاك الكثير من الملح عامل خطر لأنه يؤدي إلى احتباس الماء في الدم، مما يضغط على الأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
دراسة شملت 200 ألف بريطاني
وتتبع الباحثون في جامعة تولين ما يقرب من 200 ألف بريطاني تتراوح أعمارهم بين الثلاثينيات والسبعينيات من العمر لمدة 12 عامًا تقريبًا. وتضمنت البيانات إجابات على الاستبيان حول مقدار الملح الذي أضافه المشاركون إلى العشاء مع خيارات أبدًا، نادرًا، أحيانًا، عادةً أو دائمًا.
تم جمع المعلومات عن معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال التاريخ الطبي، والقبول في المستشفيات وبيانات سجل الوفيات والاستبيان.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب أن هناك ما يقرب من 10000 حدث، بما في ذلك السكتات الدماغية. وأظهر التحليل أن المشاركين الذين أضافوا الملح إلى طعامهم بوتيرة أقل كانوا أقل عرضة للمعاناة من
مضاعفات في القلب.
أمّا أولئك الذين “نادرًا ما أضافوا الملح فكانوا أقل عرضة بنسبة 23% للإصابة بمشكلة في القلب والأوعية الدموية، مقارنة بأولئك الذين أبلغوا عن إضافتها “دائمًا”.
وفي الوقت نفسه، فإن أولئك الذين يضيفون الملح “في بعض الأحيان” و”عادة” كانوا أيضًا معرضين لخطر أقل بنسبة 21% و19% على التوالي.
فوائد الملح للبعض
وعلى عكس ما هو شائع، فقد أشارت دراسة طبية إلى أن إضافة القليل من الملح إلى الطعام قد تكون له فوائد محتملة لبعض الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب. وقال الباحثون في الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة أمراض القلب الطبية إن التقيّد المفرط بعدم تناول الملح الغذائي يمكن أن يضر المرضى الذين يعانون من قصور في القلب والذين يحافظون على قوة عضلة القلب، لذا أوضح الأطباء ضرورة إعادة النظر في إعطاء هذه النصيحة للمرضى.
وقد أوضح الاختصاصي في جراحة القلب والصدر ورئيس تحرير موقع صحتك د.عامر شيخوني أنه يجب أخذ الدراسات بتفاصيلها، وقال في حديث سابق إلى “العربي” إن قصور القلب له أنواع منها ما يترافق مع ضعف عضلة القلب وأخرى لا تترافق مع ضعف عضلة القلب. ولفت إلى أنه يجب أن لا تزيد كمية الملح المتناولة يوميًا عن غرامين أو ملعقة صغيرة لجميع مرضى قصور القلب.
لكن شيخوني اعتبر أن المبدأ العام لجميع الأشخاص هو “لا إفراط ولا تفريط”، مشيرًا إلى أن وضع الملح على مائدة الطعام يزيد من تناوله ما يشكل خطرًا على صحة الإنسان.