أصبح انضمام الجزائر إلى المجموعة الاقتصادية “بريكس”، مفتوحا، مع توالي إعلان الدول منفردة الترحيب بمسعى الانخراط، مع تأكيد دول أخرى فاعلة في المجموعة على ضرورة “توسيع” هذا الفضاء.
وبهذا الصدد، كشف سفير جنوب إفريقيا في روسيا، مزوفوكيلي ماكيتوكا، أن نحو 13 دولة أبدت اهتمامًا بالانضمام إلى مجموعة “بريكس” وقدم نصفها تقريبًا طلبات رسمية للانضمام إلى المنظمة.
وقال سفير جنوب إفريقيا لوكالة “سبوتنيك”، الروسية، “يوجد في الوقت الراهن 13 دولة تقدمت للانضمام إلى مجموعة بريكس وهناك دول تقدمت بطلبات رسمية مؤخرا و 6 أخرى أبدت اهتماما كذلك”.
وتابع مزوفوكيلي قائلا: “أتوقع شخصيًا أن تكون الأولوية إلى جانب الذين تقدموا بالفعل”، موضحا أن من بين المتنافسين دولتان إفريقيتان هما الجزائر ومصر، بالإضافة إلى إيران والبحرين والسعودية والإمارات عن آسيا.
ووفقا للسفير، ترحب جميع الدول الأعضاء في “بريكس” بالتوسع، لكن من الضروري تحديد طرق قبول أعضاء جدد، لافتا أن قضية توسيع “بريكس” مطروحة على جدول الأعمال وترحب جميع دول “بريكس” بتوسيع الشراكة بين الدول.
وربطت بريتوريا أولوية الدول التي ستكون عضوا في “بريكس” بتقديم الملف، وهذا الشرط تجاوزته الجزائر، حيث قدمت الطلب بشكل رسمي، وفي نوفمبر الماضي قالت المبعوثة الخاصة المكلفة بالمشاريع الكبرى بوزارة الخارجية إن “الجزائر تقدمت بطلب رسمي للانضمام لمجموعة بريكس التي تضم أبرز الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا”.
وأوضحت المسؤولة بالخارجية الجزائرية أن روسيا والصين رحبتا بانضمام الجزائر، وأن جنوب إفريقيا والبرازيل والهند تدرس حاليا ملف الانضمام قبل الفصل فيه.
وكان السفير الروسي بالجزائر فاليريان شوفايف، قد قال في حوار لـ”الشروق ” إن تقديم الطلب الجزائري إلى مجموعة “بريكس” هو قصة طويلة الأمد، ليس سرا أنه تم تقديمه من خلال رسالة من رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون إلى رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين. و”لا نلاحظ أي مشاكل فيما يتعلق بتقديم الطلب الجزائري الرسمي، ومع ذلك هناك دول أعضاء أخرى في بريكس وعليهم أن يتفقوا بينهم على أطر إجرائية وإدارية وقانونية لإدراج أعضاء جدد في المجموعة المذكورة، والمشاورات بهذا الخصوص جارية الآن”، يضيف الدبلوماسي الروسي.
والرأي الايجابي الآخر عبَّرت عنه الصين التي تعد شريكا استراتيجيا للجزائر، حيث أكد وزير الشؤون الخارجية السابق الصيني وانغ يي، نهاية السنة الماضية بنيويورك، أن “بكين ترحب بانضمام الجزائر إلى عائلة البريكس”، مشيرا إلى أن الجزائر “بلد ناشئ كبير” و”ممثل للاقتصادات الناشئة”.
وإن لم تعبر الهند عن موقف واضح من انضمام الجزائر، إلا أنها أبدت رغبة في توسيع هذا الفضاء، وهو ما ذهب إليه سفيرها في الجزائر الذي قال مؤخرا لـ”الشروق”: “لقد تلقينا بالفعل طلب الجزائر للانضمام إلى البريكس، دعمت الهند النقاش بين أعضاء البريكس بشأن عملية التوسُّع، في الوقت نفسه، أكدنا أيضًا أن دول البريكس بحاجة إلى توضيح المبادئ التوجيهية والمعايير والإجراءات على أساس التشاور الكامل وتوافق الآراء لعملية التوسُّع على أساس المشاورات الكاملة وتوافق الآراء، والمرحلة التي نناقش فيها الترشيحات لم تصل بعد، سيتم النظر في هذه في مرحلة مناسبة على أساس توافق الآراء”.
ويبدو من خلال المعطيات الأولية، أن انضمام الجزائر مسألة وقت نتيجة لمكانة الاقتصاد الوطني، ولمعطيات سياسية واستراتيجية مع غالبية الدول الأعضاء، وهو الأمر الذي جعل الرئيس تبون يقول “نأمل أن يكون عام 2023 متوجا بدخول الجزائر منظمة بريكس“، مضيفاً أن “لدينا موافقة روسيا والصين وجنوب إفريقيا، والرئيس الجديد للبرازيل سيوافق على انضمام الجزائر إلى منظمة البريكس”.