أكد معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك أن مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي تميز بالشمولية، لافتا إلى أنه تطرق لكل القضايا الأساسية والجوهرية بجدول الأعمال، كما شمل النقاش كافة المجالات.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رفقة الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، السيد حسين إبراهيم، اليوم الجمعة بالمركز الدولي للمؤتمرات “المرابطون” في ختام الدورة ال 49 لمجلس وزراء خارجية الدول الاسلامية، التي دامت يومي 16، و17 تحت شعار “الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار”.
وتوجه معالي الوزير، باسم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بجزيل الشكر والامتنان لكل المشاركين من الدول الأعضاء بالمنظمة، الذين تجشموا عناء السفر، وبشكل خاص الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي.
وقال إن استضافة موريتانيا لهذه الدورة تأتي انطلاقا من رؤية فخامة رئيس الجمهورية للسياسة الخارجية للبلد والتي تركز على الحضور الفاعل في القضايا العربية والافريقية والدفاع عن المصالح المشتركة لهذه البلدان.
وبين أن الفصل الأول من سنة 2023 أكد توجه الحكومة في هذا المجال، حيث أقرت منظمة التعاون الإسلامي نواكشوط عاصمة للثقافة الاسلامية، لافتا إلى أن المؤتمر ناقش العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية … الهامة على صعيد العالم الاسلامي، فضلا عن المستجدات المتعلقة بالقضايا المركزية، وخاصة القضية الفلسطينية، إضافة إلى تطورات الوضع في مالي ودول الساحل الخمس والعلاقات بين الدول الأعضاء.
ولفت إلى أنه تم التطرق لكل القضايا الأساسية التي تعتبر موضع اهتمام لدى المؤتمرين، بالإضافة إلى مواجهة الاسلام فوبيا والتطرف العنيف، مؤكدا أهمية كل المواضيع التي تم إثارتها خلال المؤتمر، مشيرا إلى أن التفاهم كان هو الطابع الأساسي لأحداث الدورة.
وأكد أن المؤتمر أسفر عن جملة من القرارات الهامة تضمنها “إعلان نواكشوط” الذي كان محل إجماع، مشيدا بالعمل الجاد والمهني الذي قدمه ممثلوا الدول الأعضاء المشاركة، وكذا الطواقم الوطنية، لما بذلوه من جهد كبير في هذا المجال.
وبدوره عبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن شكره لفخامة رئيس الجمهورية والحكومة الموريتانية على الجهود الكبيرة التي قيم بها من أجل إنجاح هذا الحدث الهام الذي تم تنظيمه في ظروف جيدة.
وأوضح أن جدول أعمال هذه القمة كان غنيا ومتنوعا، إذ شملت المواضيع كل المجالات السياسية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والثقافية والإدارية والقانونية… .
وبين أن الدورة الحالية تأتي في وقت يواجه فيه العالم الإسلامي العديد من التحديات السياسية والأمنية، مضيفا أن المحادثات كانت بناءة، حيث مكنت من التوصل إلى توافق شامل حول مجمل الإشكالات المطروحة وهو ما يعبر عن وحدة موقف الدول الأعضاء في المنظمة.
وفي رده على سؤال للوكالة الموريتانية للأنباء حول اقتراح إنشاء صندوق لدعم الشباب في منطقة الساحل، بين معالي وزير الشؤون الخارجية، أن موريتانيا تقدمت باقتراح مبني على أن العالم يواجه تحديا كبيرا حول معالجة إشكالية الشباب خصوصا، مبينا أن الشباب يمثلون بهذه المنطقة نسبة كبيرة من 60 -70 % من الساكنة، ومعرضون للفقر ولعدم التمدرس وهشاشة ظروف العيش، إضافة لكونها تكاد تكون أرضية خصبة لنمو الارهاب، مشيرا إلى أن لهذا المقترح بعد أمني.
وقال إن دعم هذه الدول للشباب سيفتح آفاقا جديدة ويساهم في تنمية البلدان وبناء أسس مستدامة للأمن الجماعي بالمنطقة وتجفيف مصادر التطرف، مؤكدا أن العمل جار للبدء في الدراسة وتطبيقها على أرض الواقع.
وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية جاهزية البلد لتنظيم الدورة القادمة بنفس الجاهزية والاستعداد في حالة اعتذار البلد المضيف، أكد أن موريتانيا في كامل الاستعداد لأي قمة تساهم في التعاون الدولي، سواء تعلق الأمر بالمحيط العربي أو الافريقي، أو الاسلامي.