نشرت السلطات السنغالية الجمعة قوات مسلحة في مناطق مختلفة من العاصمة، حيث شوهد رجال يرتدون بزات عسكرية ومسلحين ببنادق حربية في الشوارع، وسط شبه توقف كامل للنشاط، وإغلاق المحلات التجارية.
وبالتزامن مع ذلك، توالت الدعوات داخليا وخارجيا، لتهدئة الأوضاع في البلاد، بعد مظاهرات عنيفة خلفت الخميس ما لا يقل عن 9 قتلى، وفق حصيلة رسمية، وذلك رفضا للحكم بالسجن عامين نافذين، الصادر في حق القيادي المعارض عثمان سونكو.
وقد دعا المترشح الرئاسي السابق إدريسا سك، الرئيس ماكي صال إلى “عدم السماح لنفسه بالتأثر بجوقة ردود الفعل العاطفية، التي تثيرها صور العنف التي لا تطاق في شوارع” بعض مدن البلاد.
وحث سك في رسالة نشرتها وسائل إعلام محلية، عثمان سونكو على “عدم الخلط بين القضائي والسياسي”، مضيفا أنه “لا يمكن للسلطة السياسية ولا ينبغي لها أن تؤثر على مسار العدالة”، وأن الرئيس “بدعم من أغلبيته لديه سلطة لتخفيف أو حتى إلغاء ما قررت العدالة”.
ومن جانبه دعا المكتب السياسي لحزب “الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة” الذي يرأسه سونكو، إلى “توسيع وتكثيف المقاومة الدستورية، إلى غاية رحيل الرئيس ماكي صال”.
وطالب الحزب المعروف اختصارا ب”باستيف” في بيان صادر عنه، قوات الدفاع والأمن إلى “الوقوف إلى جانب الشعب لحماية الدستور”.
استهداف التعليم
لم تسلم الجامعات والمدارس في داكار وزيغنشور بشكل خاص من الاستهداف من طرف المتظاهرين، وقوات الشرطة التي دخلت في اشتباك معهم، في حرم المؤسسات التعليمية.
وقد لحقت أضرار بالغة بجامعة “الشيخ آنتا جوب” إحدى أشهر الجامعات بغرب إفريقيا، حيث تم إضرام النار ببعض المراكز والكليات، وتقرر على إثر ذلك توقيف الدراسة حتى إشعار آخر.
وحصل ذات الاستهداف لعدة مدارس تعليمية في زيغنشور، التي يتولى عثمان سونكو منصب عمدة عنها، وتم توقيف الدراسة مؤقتا بعدد من المؤسسات التعليمية.
رجال دين ورياضيون ينشدون السلام
حث الخليفة العام للطريقة التيجانية بالسنغال ماحي إبراهيم نياس، الحكومة والمعارضة على وقف “إراقة دماء الشباب”، والعمل من أجل “استعادة صورة السنغال”.
وأضاف ماحي وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، أن “المرشدين الدينيين لا يتوقفون عن الكلام، لكن الكثير من الناس الآن لا حاسة سماع لديهم، ولذا تحصل بعض الأعمال المؤسفة في المجتمع”.
وعلى صعيد آخر اعتبر لاعب كرة القدم النجم الدولي السنغالي ساديو ماني في منشور على صفحته ب”أنستغرام” من الضروري “أن يوحد جميع أصحاب المصلحة في الأمة جهودهم على الفور لاستعادة السلام”.
ومن جانبه دعا مدافع نادي لايبزيغ الألماني، السنغالي عبدول جالو، في تغريدة على “تويتر” من يستطيعون تسوية الأمور “إلى القيام بذلك في أقرب وقت ممكن، بغض النظر عن آرائهم الشخصية، لأن الأرواح معرضة للخطر “.
إدانات خارجية ودعوات للتهدئة
عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش عن إدانته لأعمال العنف بالسنغال، و”حث جميع الجهات الفاعلة على ضبط النفس”.
كما عبرت فرنسا التي تتمتع بعلاقات قوية مع السنغال عن “قلق بالغ” إزاء الوضع في البلاد، ودعت “لوقف العنف وحل هذه الأزمة، مع احترام التقاليد الديمقراطية العريقة للسنغال”.
وأعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” عن قلقها، داعية في بيان صادر عنها، جميع الأطراف إلى “الدفاع عن سمعة البلاد الجديرة بالثناء، باعتبارها معقلا للسلام والاستقرار”.
ودعا بدوره الاتحاد الإفريقي “كافة الفاعلين السياسيين إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب مثل هذه الأعمال التي تشوه وجه الديمقراطية السنغالية التي طالما افتخرت بها إفريقيا”.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد في بيان صادر عنه، إنه “يتابع عن كثب الأحداث في السنغال”، و”يدين بشدة أعمال العنف” ويدعو إلى وقفها الفوري