(تيشيت العالمة)
إذا كان الأستاذ الأديب المؤرخ محمد المختار السوسي رحمه الله، قد كتب كتابه البديع (سوس العالمة)، فإنه حري بنا في المنتبذ القصي أن نكتب عن حاضرتنا (تيشيت العالمة)، وذلك ما نبهت عليه الباحث الأكاديمي والأستاذ الجامعي حماه الله ميابى فهو ابن بجدتها وجذيلها المحكك، وقد أمدني مشكورا بمعلومات نفيسة عن المدينة وأعلامها.
يقول عالم الآثار الفرنسي الشهير تيودور مونو:
” إن تيشيت مليئة بدواعي الاهتمام ويتمنى المرء ان يمكث فيها طويلا، ويشاهد أكثر مما يشاهده المسافر المستعجل”
ويذكر الدكتور جمال ولد الحسن في مقدمة تحقيقه لكتاب “ضالة الأديب” للعلامة سيدي عبد الله بن سيدي محمد بن محمد الصغير بن انبوجه العلوي التيشيتي: “إن مدينة تيشيت تقع في الجنوب الشرقي من البلاد على بعد حوالي 250 كلم إلى الشرق من مدينة تجگجة، عاصمة ولاية تگانت.
وكانت منذ تأسيسها أحد أبرز المراكز الثقافية والتجارية في بلاد شنقيط ويعزى تأسيسها إلى الشريف عبد المؤمن بن صالح أحد تلامذة القاضي عياض، وذلك في القرن 6هـ / 12م.
وقال محمد بن أحمد الصغير في إنارة المبهم: وجاء عبد المؤمن إلى وادان مع الحاج عثمان جد بعض إيدو الحاج وكانا قرآ على القاضي عياض، فنزلا تیشيت فعزم عبد المؤمن على البناء بها، وكان موضعها أكماً مرتفعاً بجانبه جبل عظيم على جهة الشمال على بعد فرسخ، وعلى اليمين على أربعة أميال معدن ملح لا نظير له في المعمورة، وعن جوانبه معادن الحجارة والطين. وكان كثير المياه لإصلاح النخل، وكان السكان يوم أهل أخصاص على قدر فرسخ في جهة الجنوب من موضع القرية، فندبهم عبد المؤمن للبناء فلم يساعدوه، فارتحل إلى موضع القرية واستصحب معه بنائين وآلات، فبني المسجد وداره وذلك في أول القرن السادس زمن بناء وادان.
كانت المنطقة آهلة يومئذ، واتخذ منها الشريف عبد المؤمن منطلقا للدعوة إلى الدين والمعرفة ،فأضحت بحكم موقعها ميناء صحراويا بين واحة غنية بالمياه ومنارة دينية ومعرفية، فجعلتها تلك الحيوية والحراك الدائب والاختلاط بين الأجناس والأعراق محلا تناغمت فيه ألوان الثقافات المختلفة ووجد التعبير عنه في الأدب والفن المعماري واللهجات المختلفة والفولوكلور والموسيقى والطرز والصناعات التقليدية المختلفة.
ويشكل ظهر تيشيت حدود منخفض الحوض الشرقي، وتاريخ الوجود البشري فيه ضارب في القدم حيث يعود إلى نهاية العصر الحجري حوالي 2000 سنه قبل الميلاد، عدة قر ى حجرية تعرف بآثار تيشيت على الجرف الحاف لتيشيت، وقد وجد بها علماء الآثار أدلة على أن أول ممارسة للزراعة في إفريقيا كانت هناك حيث كانوا يزرعون الدخن موسميا منذ 2000 سنه قبل الميلاد، كما توجد بها مئات من صور الفن الصخر ي التي تصور حيوانات ومشاهد صيد، وكتابا ت بلغات مختلفة.
أما اسم تيشيت فقد ظهر على الخرائط الكاتلونية سنة 1444م حسب رايمون مونيه كما ذكرها كرفاخال في القرن 16م. وقد ذكرها ليون الإفريقي حسن الوزان في القرن نفسه.
ورغم وجودها ضمن فضاء بدوي محكوم بغياب السلطة المركزية المسيطرة، عرفت تيشيت نظاما محليا وفر لها مستوى مقبولا من تنظيم القضايا الحياتية الضرورية مثل خطة القضاء، وشؤون الدين والتعليم، ونظام الأوقاف، ورحلة الحجيج السنوية، والتجارة الداخلية، ونظام القوافل، والمكوس والإتاوات والأسعار والمكاييل والأوزان وغير ذلك من ضرورات الحياة المختلفة.
ويعود كل الفضل في بلورة هوية تيشيت الحضارية إلى موقعها الاستراتيجي على طريق قوافل الصحراء؛ فقد كانت ميناء صحراويا تلتقي فيه خطوط تجارية متعددة متجهة إلى الجنوب ، وإلى الشمال، فكان ينطلق منها خط تجاري متجه إلى ولاته وتنبكتو وباغنه، وخط آخر متجه إلى زاره، وخط آخر متجه إلى أودغست وما إلى ناحيتها، وفي وقت لاحق استحدث خط آخر متجه شرقا إلى أروان وتوات وتمنطيت، وخط إلى سبخة إجل، وإلى الجنوب المغربي، وقد أكسب هذا الوضع أهل تيشيت خبرة تجارية متميزة فازدهرت مدينتهم ازدهارا كبيرا، وكثرت قوافل أهلها، وتحدث الناس عن عمارتها وضرب بها المثل.
وقد نقل عن العلامة سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم قوله: (لكل إقليم مدينة ومدينة إقليمنا تيشيت)، وقال في صحيحة النقل: ( خرَجتْ يوماً من شنجيطَ رفقةٌ اثنانِ و ثلاثونَ ألفاً موقّرةً بالملحِ، عشرونَ لأهلهِ، و اثني عشرَ لأهلِ “تيشيتَ”، و باعت الرّفقةُ كلها في “زَارَ” فتعجّبَ النّاسُ أيّ البلدَينِ أعمرُ) ، ووثائق تيشيت وحكايات أكابرها شاهدة بهذا الازدهار وشاهدة بأهمية القوافل ودورها في تنمية المدينة، يقول الشيخ محمد بن أحمد الصغير: (تيشيت قرية لا تصلح إلا بالرفاق )، وجاء في إحدى رسائل جماعة أهل تيشيت إلى أحد أمراء السودان : (ومدينتهم هي قطب رحى هذه البلاد ، وإليها تنتهي غايات من حولها من العباد)
وقال الشيخ محمد بن انبوي ابن عشاي الصغير الماسني التيشيتي: ( .. فلا توجد في بلد غير بلدنا هذا الذي هو أعمر بلادنا بأنواع الخير).
ويقول الشيخ أحمد الصغير بن حمى الله التيشيتي في رسالة منه إلى الأمير أحمد لب الماسني: (وتيشيت التي هي مصر هذه البلاد …. لا مقام لأهلها إلا بالضرب في الأرض للابتغاء من فضل الله)
وقد يقول أحمد الأمين في كتاب الوسيط: (تيشيت مدينة مشهورة وأهلها أدرى من أهل تلك البلاد بالتجارة).
وجاء في بعض رسائل أهلها: (إن أهل تيشيت جعل الله تعالى أسباب رزقهم من قديم الزمان بالاختلاف على رسم التجارة إلى بلاد السودان).
هذه الديناميكية التجارية شكلت روافد ثقافية غنية ساهمت بشكل جلي في انفتاح المدينة على العالم وارتفع ذكرها في المنطقة فلقبت تارة بـ “مدينة الرفاق” إذ شكلت محطة هامة للتبادل التجاري بين القوافل المحملة بالذهب والملح وعاج الفيل وريش النعام والقواقع والتوابل والملابس، كما لقبت بب”تيشيت اللباس” نظرا لتطور صناعة الملابس والحلي بها فقد غدت علامة تجارية في الصحراء في مجال الحلي الذي يعرف ب”حاجة تيشيت “
هذا الوضع الاقتصادي المريح نسبيا أكسب تيشي ت مكانة كبرى كحاضرة للعلم ومنبرا للدعوة، فأنجبت كوكبة من الدعاة والفقهاء والمشاييخ كانت لهم مساهمتهم المعتبرة في بناء الصرح الثقافي في المنطقة، فتدفق إليها الناس من مختلف الأصقاع للارتواء من معين معارفها وكرست مكانتها المعرفية من خلال مورثها الكبيرة من المخطوطات النادرة، والتراث الغني.
تلك العوامل كلها جعلت تيشيت قلب الصحراء التجار ي والمعرفي النابض بالحركة والحياة إبان عصور ممتدة من العلاقات مع باقي مدن ومناطق ضفا ف الصحراء من مختلف الأصقاع، وظلت تحتفظ بطابعها الحضاري الإسلامي الإفريقي في تكيف مستمر مع الروافد الثقافية الوافدة إليها مما أثرى وميز تاريخها العريق بشكل لافت.
لقد فرضت العزلة الشديدة التي أطبقت على تيشيت بعد تحول المسالك التجارية العابرة للصحراء أن تعيش منغلقة على نفسها فيذبل ألقها التايخي الآخاذ في الاضمحلال، وتنمحي ذاكرتها المحملة بسردية ملحمية فريدة، لكنها رغم كل ش يء ما تزا ل بها بقية من م وروث ثقافي وحضاري غني ومتنوع.
لقد غدت تيشيت مركزا معرفيا هاما منذ القرن11هـ/16م على الأقل، حيث أنجبت كوكبة من الفقهاء كانت لهم مساهمة معتبر في بناء الصرح الثقافي في المنطقة، وتكرس سلاسل الأسانيد العلمية هذه المكانة المرموقة التي احتلتها الحاضرة في الهرم الثقافي المحلي.
و من مشاهير أعلام تيشيت حسب الترتيب الزمني لوفياتهم:
- سيدي أحمد أبو الأوتاد الحنشي: (بين القرنين 10-11هـ/16-17م)
أول من أدخل مختصر الشيخ خليل في المقرر التعليمي بالمحظرة التيشيتية، أخذ عن سيدي أحمد أيد القاسم الحاجي الوداني. - أحمد بن محمد بن الفقيه الشغ سله: (1050/ 1640) كان فقيها نحويا، ووليا صالحا.
- أبو بكر بن أحمد بن الشغ، المسلمي: (ق11هـ 16م)، ويبدو من ترجمة البرتلي له أنه كان يطلع بدور اجتماعي وسياسي بارز، من خلال إعادته لمجموعة إدوالحاج بعد ما طردتهم ماسنة من تيشيت، وقد كان حيا سنة: (1071/1661).
- القاضي الفقاري الذي لم تردنا عنه معلومات كافية، سوى أنه هو من أخذ عن أبي بكر بن أحمد، وعنه هو أخذ الحاج الحسن بن آغبدي، ولا بد أن لكل واحد من هؤلاء أشياخه وطلابه ومعاصروه، لكن الذاكرة لم تحتفظ إلا بهؤلاء الذين أوردهم البرتلي لضرورة اتصال أسانيد مشايخ العلم بهم، ولعله لم يكن ليذكرهم لولا ذلك.
- أبو بكر الطفيل بن أحمد المسلمي (1083-1673/1116- 1704)، قال عنه البرتلي: «إنه اهتم باللغة والنحو والمنطق وحصل زاده من العلوم خلال تسع سنين، وكان جيد الشعر حسن النظم»، ولم نعثر له على شعر حتى الآن، ولم تتح له فرصة طويلة في العمر لكنه خلف نظمه الهام لكتاب بن هشام “قطر الندى وبل الصدى” في النحو، كما شرحه شرحا ذهبت نسخته الوحيدة إلى المشرق ولم تعد، حسب تليذه محمد بن الإمام الآتي ذكره.
- محمد بن موسى بن إيجله الزيدي (1117/ 1705) فقيه نحوي ومنطقي وشاعر، غير أننا لم نطلع له على شعر حتى الآن له عدة مؤلفات منها: نظم مسائل ابن جماعة في فقه البيوع، وكشف النقاب في قواعد الإعراب، وتوجد منه نسخة بمكتبة آل الشيخ بوي أحمد/محفوظ، ومعين الطلاب على كشف النقاب، شرح على كشف النقاب، وتوجد منه نسخة بمكتبة آل الشيخ بوي أحمد/محفوظ أيضا، ورتق الفتق في أصول وفصول المنطق، وفتق الرتق شرح للكتاب السابق، وهو موجود بكتبة محمد بن حمى الله بتيشيت، ذكر البرتلي أنه غير مكتمل، ولم تتح لنا الفرصة للاطلاع عليه.
- الحاج الحسن بن آغبدي الزيدي (1065-1655/1123-1711) المعروف بشيخ الشيوخ، حيث تمر به أغلب أسانيد علماء المنطقة، وقد أخذ عن سابقه القاضي الفقاري وهذا أخذ عن أبي بكر بن أحمد بن الشغ المسلمي، وهذا عن سابقه أبي الأوتاد الحنشي.
وقد طار صيت الحاج الحسن في الآفاق حتى أصبح تلاميذه يفاخرون به حواضر المغرب، وإلى ذلك يشير تحويرهم لبيت المغاربة الذي حَلَّوْا به الحسن بن مسعود اليوسي وهو:
من فاته الحسن البصري يصحبه :: فليصحب الحسن اليوسي يكفيه
فحوره طلاب الحاج الحسن بن آغبدي إلى:
من فاته الحسن اليوسي يصحبه :: فليصحب الحسن الزيدي يكفيه
كان يعتمد في تدريسه لطلبته على مختصر الشيخ خليل، لكنه كان ” خبيرا بالمدونة والأمهات والقواعد” حسب تعبير البرتلي وكانت له اليد الطولى في الحديث وكان يجيز فيه، وكان عليه مدار الفتوى، ألف كثيرا من الكتب منها: منظومة تحفة الصبيان في الحديث، وأم البراهين للسنوسي في العقيدة، وروضة الأزهار الذي نظم به نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر العسقلاني، وقرة الأبصار في شرح روضة الأزهار، نظم في المشتبه من رجال الصحيحين، واستدراك على الخرشي في مسائل أوردها في شرحه على مختصر خليل، توجد منه نسخة بمكتبة آل الشريف بوي بتيشيت، وفتاوى ضمنها انبوي الولاتي في مجموعه.
وقد أخذ عن شيخين الفقيه أحمد الولي بن أبي بكر المحجوبي الولاتي (1034-1095هـ) وعن القاضي الفقاري التيشيتي، وأخذ عنه كثير من طلبة العلم لم يذكر البرتلي منهم إلا الفاضلان أحمد ومحمد ابني فاضل الشريف، ومحمد بن باب.
- أبو بكر بن الأمين بن الشغ بن أحمد بن الشغ المسلمي، ذكر أحمدو الصغير أنه من أهل القرن 11هـ وذكر البرتلي أن الطالب أحمد بن محمد بن الفقيه أبي بكر المسلمي المتوفى سنة 1171 أخذ عنه، وهو مستشكل، للفارق الزمني، مع العلم أن الأخير عرف عنه أنه عمّر طويلا.
- أحمد بن فاضل الشريف (1153/ 1740) أحد الأخوين الفاضلين، قال عنه البرتلي: «أخذ عن الحاج الحسن بن آغبدي الزيدي، واعتنى بالتدريس في تيشيت، وبرع في الفقه والحديث واللغة العربية، وكان يقول الشعر ويجيده»، وقد كان شاعر عصره سيدي عبد الله بن القاضي الملقب بابن رازكه: (1151/1738) يجله ويراسله، أخذ عنه ابن أخته الشريف حمى الله بن أحمد بن الإمام، وله فتاوى ضمنها انبوي الولاتي في مجموعه، وقد اكتشفنا ضمن قائمة ببعض أسماء محتويات مكتبة آل الشريف بوي كتابا نسب إليه بعنوان “قواعد مفيدة في جهل اليوم والأمس”
- حمى الله بن محمد الأمين الحنشي: (1155/ 1742) لم يذكر البرتلي عنه سوى أن له عدة تآليف منها ألفية في ضبط الأسماء والأفعال المشتبهة في مختصر خليل، وألفية في السير والغرائب، ومؤلفات أخرى، ولم نطلع في مكتبات تيشيت على أي منها، وذكر حمى الله بن امحمد بن حمى الله في إرشاد الحكام أنه هو أول من أحدث إنشاد المدائح النبوية بالعشيات.
- محمدو بن فاضل الشريف أحد الأخوين الفاضلين (1160/1747) أحد مدرسي تيشيت الأفذاذ، درس الفقه واعتنى بمختصر خليل، وتصدر الإفتاء في الحاضرة بعد موت شيخه الحاج الحسن، وكان إلى جانب أخيه السابق سيدا عظيم الجاه، له فتاوى مضمنة في مجموع ابنوي الولاتي.
- الشريف حمى الله بن أحمد بن الإمام: (1169- 1755)، أشتهر بالإفتاء وحسن استخراج المسائل، أخذ عن خاليه أحمدو ومحمدو ابني فاضل الشريف، المعروفين بالفاضلين الشريفين، وعنه أخذ كثير من العلماء، وله عدة مؤلفات منها فتاواه الفقهية المشهورة، وتوجد منها عدة نسخ، وأوردها انبوي الولاتي ضمن مجموعه، وتحصيل البيان والإفادة في شرح ما تضمنته كلمة الشهادة، وهو شرح على منظومة الأوجلي في العقائد، ونظم صغرى السنوسي، توجد منه نسخة في مكتبة الشريف عبد المؤمن، وتعليق على قول خليل: “وخصصت نية الحالف” في الفقه، والعقيدة االمنجية، لم يذكره البرتلي، وتوجد منه نسخة في مكتبة الشريف عبد المؤمن.
- الفقيه محمد بن الحاج عبد الرحمن المسلمي: (1171/ 1758)اشتهر بعلم تفسير القرآن، وكان مدرسا للفقه والنحو، أخذ عن الأخوين الفاضلين محمدو وأحمد بني فاضل الشريف المتقدمين، ولم تذكر المصادر له مؤلفات.
- محمد بن محمد بن المختار الشواف المسلمي (1176/1763)، كان مكلفا بمهمة قراءة الحديث في المسجد من طرف مجموعته التي تتولى هذه الوظيفة، كما أسلفنا، وكان فقيها مدرسا، ولم تذكر له تآليف، لكننا اكتشفنا مؤخرا أن منظومة تاريخ تيشيت التي اعتبرت مجهولة المؤلف هي من تأليفه، من خلال نسخة عتيقة منها، ذكرت المؤلف، كما سلف.
- الشريف أحمد بن أحمد بن الإمام (1178/1765) أشتهر بتدريس مختصر خليل في الفقه وألفية ابن مالك في النحو، وأخذ عن خاليه الفاضلين الشريفين أحمد ومحمد بني فاضل الشريف، ولم تذكر له تآليف.
- القاضي محمد بن يد غوره الكابي الماسني (1188/1774) قاضي تيشيت، أخذ عن الفاضلين الشريفين، وكان مدرسا للفقه والنحو، وله حظ في الحديث، ولم تذكر له تآليف.
- الطالب أحمد بن محمد بن الفقيه أبي بكر بن أحمد بن الشغ المسلمي: (1179/1766)، برع في الحديث والفقه والنحو، أخذ القراءات الثلاث نافع والمكي والبصري، وأخذ عن الفاضلين الشريفين، وعن أبي بكر بن الأمين المسلمي.
- الشريف محمدو بن الإمام أحمد (1208/1794)، اشتهر بعلوم النحو واللغة والبلاغة، وكان يدرس علوم العربية والفقه، وله عدة تآليف منها شرح على نظم لشيخه أبي بكر الطفيل بن أحمد المسلمي لقطر الندى لابن هشام، وتوجد منه نسخ عدة في عدة مكتبات بتيشت مثل مكتبة أهل الإمام ومكتبة امحمد بن حمى الله، وشرح على البسط والتعريف للمجرادي في الصرف، وتعليق على تخميس العشرينيات لابن المهيب.
- أبو بكر بن عبد الله الملقب بببانا بن أحمد الفقاري الماسني: (1209/1795) اشتهر بعلوم التفسير والحديث، وله اهتمام بالأدب يحفظ مقامات الحريري، وبرع في علوم اللغة والبلاغة والحساب والتنجيم، يقرض الشعر،( ) ولم نطلع إلا على قصيدة واحدة من شعره، يرثي بها أبا بكر بن الطالب هامه مطلعها:
فصبرا آل بكر في قضاء :: به قدما قضى رب السماء - أحمدو بن حمى الله بن أحمد بن أحمد الملقب أحمدو الصغير المسلمي: (1272 / 1855) الفقيه المؤرخ السياسي الموسوعي الذي ألف في شتى معارف عصره واتصل بأغلب علماء منطقته، وأجازوه في مختلف معارفهم، وصحب من رجال التصوف الشريف أحمد الولي ولازمه مدة، ثم انتقل إلى التجانية الحافظية، وفتح لها أبواب الحاضرة التيشيتية، وتصدر طائفتها بها حتى مات، ولعب دورا سياسيا كبيرا في شؤون الحاضرة، له عشرات المؤلفات، منها على سبيل التمثيل: كتاب في علوم القرآن، وفتح القيوم علي روضة الفهوم، وفتح الكبير المتعال في شرح توحيد فعال ذي الجلال، والياقوت والمرجان في عقائد أهل الإيمان، ومنة العلي بما أخبر به الولي، ونفي الكفر عن من صدق الولي، وحقيقة الإيمان والكفر، وصفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحكام المداراة، وميسر الأماني، ومصباح الفقيه من كل بأس يؤذيه، وفتح الكريم في حكم الموات والحريم، ونظم في طبقات الشعراء، ومنظومة في النحو، ومنظومة في البيان، وفتح القدوس في إبطال أسس المكوس، وفتح المقيت في أحكام مكوس أهل تيشيت، ومختصر كشف القناع لابن خلدون، وفتح المولى في حكم المولى، وكتاب في الطب، ونظم في طبقات الشعراء.
- سيدي محمد بن محمد الصغير بن امبوجه العلوي التيشيتي (1275/1858) الفقيه القاضي الشاعر، أخذ العلم عن علماء حاضرته، وأخذ الطريقة القادرية الكنتية أولا، ثم انتقل إلى التجانية العمرية ثم الحافظية، وأصبح مقدما فيها، له تآليف كثيرة من أهمها: تفسير للقرآن الكريم، والبحر المحيط بمهم المعدود، والظل الممدود شرح البحر المحيط، وتعليق على مختصر خليل، والجيش الكفيل بأخذ الثأر ممن سل على الشيخ التجاني النكير.
- سيدي عبيدة بن محمد الصغير بن ابوجه العلوي التيشيتي: (1284/ 1867)، الشيخ القاضي المؤلف، أخذ العلم والتصوف عن أخيه سيدي محمد بن محمد الصغير، من مؤلفاته: ميزاب الرحمة الربانية في التربية بالطريقة التجانية مطبوع، والوابل الهاطل في دفع القيمة الزائدة على المماطل، ونوازل في الفقه توجد منها نسخة في مكتبة امحد بن حمى الله.
- حمى الله الملقب امباله بن امحمد بن حمى الله المسلمي: (1290 تقريبا/ 1873)، درس في محظرة أبيه امحمد بن حمى الله، ثم رحل إلى علامة عصره سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، ونهل من معارفه، وأجازه فيها، شيخ مدرس ومؤلف من تآليفه: جامع البيان، نظم في البلاغة زكاه كثير من معاصريه، وتوجد منه نسخ عدة، وإضاءة الظلام في بديع النظام، نظم في علم الفلك، شرحه محمد بن آب الغلاوي الأرواني، وتوجد مه نسخة بمكتبة امحمد بن حمى الله بتيشيت، والحق والتبيان في تاريخ جميع البلدان، (يقول داده بن يدَّ، محافظ مكتبة امحمد بن حمى الله بتيشت إن نسخة الكتاب الوحيدة أخذها الفرنسيون أيام دخولهم لتيشيت، وضاعت، وإرشاد الحكام إلى الأحكام فيما يزعم بعض أهل تيشيت من الخصام.
- محمدو بن أحمدو الصغير بن حمى الله بن أحمد المسلمي: (1323/ 1904) فقيه متصوف ومقدم في الطريقة الحافظية التجانية، ومؤلف غزير التأليف، من تآليفه منن العلي الكبير بفوائد أحمدو الصغير، وهو كتاب جمع فوائد كثيرة في كافة العلوم الشرعية، وقرة عين ذي النظر السديد في مناقب علماء االتجديد، ونزهة أبصار ذوي الفكار بما في التنوير من الأذكار شرح لتنوير القلوب، لوالده أحمدو الصغير بن حمى الله.
وقد أنجبت تيشيت فقهاء مدرسين ومؤلفين كثيرين آخرين طوال هذه القرون، أمثال:
حمى الله بن محمد سير (1117/1705) أشتهر بكثرة المال والعلم.
والشريف فاضل بن محمد والد البدرين: أحمد، ومحمد: (1123/1711).
ومحمد بن الفقيه أحمد الولي والد طالب المحظرة: (1131/1718).
والحاج سيدي بن الأمين بن محمد بن الشغ: (1140/1727).
والحاج سيدي بن الأمين: (1140/1727).
وأحمد بن الإمام أحمد والد الشريف حمى الله: (1141/1728)
وسيدي محمد بن أنبوي الصغير الكابي الماسني: (1148/1735).
وأبو بكر ابن أخيار أنتاج الكابي الماسني: (1153/1740).
ويدغور بن أحمد بن الشيخ الكابي الماسني: (1153/1740).
والشريف أحمد بن بوب الشريف: (1160/1747).
وسيدي محمد بن الشواف: (1163/1750).
وأحمد بن حمى الله بن بوز الحاجي: (1177/1763).
والفغ بن أحمد بن المدربي الحاجي كان نحويا وشاعرا مفلقا: (1178/1764).
وامحمد بن سيدي الشريف والد أهل محمد سيد الشريف: (1181/1767)، وسيدي المختار بن الشغ: (1187/1773) وأحمد بن الشيخ بن الأمين الكابي الماسني: (1188/1774)، الشريف المختار بن أحمد بن الإمام: (1208/1863).
هناك كثير من أعلام القطر زاروا تيشيت وعَلموا بها وتَعلموا فيها منهم على سبيل المثال:
– الطالب سيدي أحمد بن محمد التواتي (1138/ 1725) الآخذ للطريقة الشاذلية عن الشيخ سيد أحمد بن عبد القادر عن الشيخ سيدي محمد بن ناصر الدرعي: (1036/ 1626)، توفي بتيشيت.
- سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم العلوي: (1233/ 1818) – الشيخ سيدي المختار الكنتي: (1226/1811)
- الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبة الأنتشائي الأبييري: (1247 ﻫ 1832 م-1286 ﻫ/ 1869 م ) – الطالب أحمد بن طوير الجنة الحاجي الواداني / ت 1265 محمد يحيى بن محمد المختار بن الطالب عبد الله الشنقيطي الولاتي (1259هـ 1841 م ولاتة – 1330هـ/1912م ولاتة).
- عبد المالك بن النفاع العلوشي الولاتي.
- محمد بن علي بن المختار العلوشي الداودي: (1274/1857).
- أَحْمَدْ بْنِ مُحَمَّدْ بْنِ أَحْمَدْ الْـمُكَنَّى بِأَبِى كَفَّه المحجوبي الوالاتي.
هذا تذكير بأهمية المدينة وضرورة الكتابة عنها وعن أعلامها، وتأليف كتاب عنها بعنوان (تيشيت العالمة) يكون لبنة في (معلمة شنقيط)
كامل الود