رغم الحصار المؤلم من القريب والبعيد، والذي لم يميز بين صبي لا يعقل وشيخ هرم لا يقوى على الحركة، ومريض أضناه المرض وأعياه توفر قرص دواء أو حقنة تخفف ألمه وتهدئ روعه!
رغم التآمر من القريب والاستهداف الواضح من البعيد، ظلت غزة رمزا للصمود، رمزا للثبات…. رغم ألم الجراح وعمق النزيف ترسل غزة من حين لآخر إشارات تبشر أن جسد الأمة لم يمت بل فيه من الدماء الزكية والأنفس الأبية ما يعيد له روح العزة والكرامة كلما ظن الغزاة وتوهم المطبعون أنه فارق الحياة ولم يعد به عرق ينبض.
جٌسوا نبض الأمة اليوم وقيسوا منسوب عزتها وكرامتها بعد النصر الذي أهدته لهم غزة بكتائب مقاومتها وعلى رأسهم كتاب القسام.
“طوفان الأقصى” لم يكن رسالة عسكرية عابرة ولن يكون كذلك، ففي أمواجه العاتية وهدير أمواءه ما يثلج صدور الأحرار ويكتب بخط عريض: أن النصر هو التشبث بالعزة ورفض هيمنة وغطرسة الاحتلال وداعميه.
عرى “طوفان الأقصى” بيوت المحتلين وأكد أنها أوهن من بيت العنكبوت، وأنها زبد يذهب جفاء متى ما صح العزم وقوي الإيمان بالقضية وانتصر المرء لنفسه لا ينتظر تأشيرة من قوى عظمى لا تتحرك إلا حين ينهد ركن من أركان الاحتلال المبنى على شفا جرف هار.
هذه أمة لا تموت وكلما توهم غاشم خلودها إلى الهوان فاجأته براكين غضبها وجرفها بركان فعلها البليغ…. طبتم يا أهل غزة وطاب مسعاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا
أهديتم لملايين الأحرار هذا النصر فأثلجتم صدورهم: متحلقين حول التلفاز ومحدقين في شاشات الهواتف يلهثون بالدعاء والنصر والتثبيت لكم.
هذه أمة تضعف لكنها لا تموت، وكلما توهم غاشم خلودها إلى الهوان أحرقته براكين غضبها وجرفها طوفان فعلها البليغ.
إن الخصال التي تسمو الحياة بها حزم وعزم وإقدام ومقتحم