يعلق أستاذنا المبجل أحمدو شاش قائلا:
✍️- يهمني في إطلالتكم الميمونة والهادفة دوما، والباحثة في التاريخ الإيجابي لمجتمعنا، يهمني فيها ذلك المصطلح الذي مررتم به وهو “الطلبه” وكثيرة هي المصطلحات التي زاغت عما وضعت له أصلا بفعل الاستعمال من العامة وأخذها على مزاج النفس وهواها.
■- “الطلبه” (ومفردها امرابط) في الحسانية، عبارة إجلال وتعظيم، يطلقها الطلاب على مدرسهم وهي كلمات الجمع التي لا مفرد لها من جنسها، كما أن مفردها لا جمع له من جنسه.
يقول الشيخ محمد المامي بن البخاري ( وأما كلام حسان، فالطلبه عندهم العلماء)
■- ولعل هذا كان سببا في تسمية آل الشاعر اليعقوبي محمد بن الطلبه، أي بن الأشياخ والعلماء وهو كذلك فعلا، وقد كان العلامة الجليل حرمه بن عبد الجليل يخاطبه بذلك.
و”الطلبه” لقب لكل بيت من الزوايا تفرد بالعلم والورع والجاه في عصره، لذا نجده قد لقب به بيت محمد بن المختار بن الفقيه موسى (أتفغ موسى) كما ورد في مخطوط إمارة اترارزه عند أهل باكا، فأهل الطلبه كانت علما على بيت أهل المختار بن محمد موسى، ثم لا حقا بيت ابنه محمد الملقب آبه.
■- وفي المعاجم، فإن للكلمة عدة دلالات من حيث بنيتها الصرفية:
“الطَّلْبَة”: السفرة البعيدة، ولنا أن نلاحظ أن الطلاب في بلاد شنقيط كانوا يقصدون أشياخهم ومحاظرهم من بلاد بعيدة، فلا نستغرب وصف مكان المحظرة أو شيخها بذلك ومن ثم أدرجت باستعمال الكثرة فصارت معنى مستقلا بذاته.
و”الطِّلْبَة” المطلوب، يقال ما طِلبتك؟
و”الطَّلَبة” البغية وحق يطالب به
و”الطَّلَبَة” جمع طلاب للعلم وغيره
وعموم هذه المعاني نجدها متقاربة ومتحولة بالاستعمال والممارسة.
■- و”الطلبه” في الحسانية بمعنى أشمل هم حملة العلم والقلم مقابل حملة السيف واللرصاص، أي ما يسمونه العرب اصطلاحا، وهذا ما رامه سيد عبد الله بن أحمد دامو الحسني في قوله:
ساد الأباعد والأدنين قاطبة @ وعم ظل ذراه العرب والطلبه
والسماح على طول المداخلة
(( ما أعذب تعليقات أستاذنا أحمدو شاش وأجملها وأمتعها فيا ليته كل يوم يتحفنا
فنحن في حاجة إلى لطائفه ودقائقه … متعه الله بالصحة والعافية ونفعنا به.))
من صفحة د. السالم بن ديد بن عبود