بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد:
هو العلامة القارئ الفقيه النحوي البياني: المختار بن حبيب الله بن سيد امحمد، الشريف السباعي نسبا، الحاجي بالوطن والخؤولة والعصب. واشتهر بابن لگليب.
أورد له العلامة المؤرخ المختار بن حامدن رحمه الله ترجمة موجزة ننقلها بلفظها من موسوعته التاريخية “حياة موريتانيا”، جزء إيدولحاج ص 9:
(… منهم المختار بن حبيب الله بن القليب، العالم المؤلف القارئ، أخذ عن محمذ فال بن بوفره.
من تآليفه:
الإرشاد في حرف الضاد
ومنظومة عقد بها تصوف نقاية السيوطي
ومنظومة في النحو وشرحها
وله الآن حفدة من أهل العلم والقرآن والنجابة، لعلهم في سينغال).
انتهى منه بلفظه.
كما ذكره في جزء أولاد بسباع من نفس الموسوعة، ص 11، بقوله :
(…وولد حبيب الله بن سيد امحمد المختار الملقب بابن لكليب وأحمد محمود، فولد هذا الأخير السالك وولد السالك حبيب الله وولد حبيب الله محمد، وله حظ من العلم.
أما المختار الملقب بابن لگليب فلا عقب له، وكان علامة قارئا مؤلفا، من تآليفه:
-“الإرشاد في حرف الضاد”
- و”رسالة في حرف الجيم”
- و”درر المُجيد الغائص في أبحر التجويد”: منظومة وشرحها، فرغ من تأليفه في عشرين من ربيع النبوي عام 1281 هجرية.
قال في آخر المنظومة:
وقد رويناه بنقل مثْبَتِ * مسلسلا عن شيخنا ابن حبَتِ
ولعله يعني الشيخ سيدي محمد بن حبت الغلاوي الشنقيطي).
انتهى الاستشهاد.
كما ذكره أيضا في جزء الحياة الثقافية من نفس الموسوعة، تحت عنوان: المدارس البدوية : مدرسة إيدولحاج القبليين (الولاية السادسة) صفحة 231، بقوله:
“المختار بن القليب السباعي الحاجي بالوطن، العلامة القارئ”..
ويقول العلامة الدكتور محمد المختار بن اباه رحمه الله في كتابه “تاريخ القراءات في المشرق والمغرب”، ص 724، في سياق حديثه عن الضاد تحت عنوان: “أول من أثارها في بلاد شنقيط: المختار بن الگليب ووالدنا محمد فال بن بابه”، ما نصه:
(… وخلافا لما ذكر ابن الأمين في الوسيط، فلم يك والدنا محمد فال ابن بابا العلوي أول من أثار مسألة النطق بالضاد، فمن قبله كتب عنها المختار ابن گليب في نظم شرحه وأوضح فيه خطأ النطق بها عند الجمهور، وسمى مصنفه “الدرر المجيد الغائص في بحر التجويد” ومما يقول فيه:
ولتخرجن الضاد من مخرجها * مراعياً رخاوة لا ترجها
ومن هذا النظم قوله:
والنفخ والشبه كصوت الظاء * يمتاز بالمخرج للقراء
انتهى منه بلفظه.
وترجم له الدكتور يحي ولد البراء في الجزء الثاني من كتابه “المجموعة الكبرى الشاملة لفتاوى ونوازل وأحكام أهل غرب وجنوب غرب الصحراء” ص: 314 تحت رقم 1011 بقوله:
“المختار بن حبيب الله بن اگليب (ت. ق. 13هـ/19م): فقيه من قبيلة أولاد بالسبع، ثم من إيدولحاج بالوطن والخؤولة. أخذ عن الشيخ سيدي المختار الكنتي. له من المؤلفات: “درر المجيد الغائص في بحر التجويد”، و”الإرشاد في حرف الضاد”، ونظم عقد به نقاية السيوطي، ونظم في النحو وشرحه.” انتهى بألفاظه.
وترجم له د. محمد الحسن ولد محمد المصطفى، في كتابه “أعلام علماء أولاد أبي السباع في موريتانيا”، ط. دار الفكر، بيروت، لبنان، 2012، ص 75 و76، تحت عنوان: المختار بن حبيب الله الملقب “ابن لكليب”، فقال:
“هو المختار الملقب ابن لكليب (بكاف شديدة) بن حبيب الله بن سيد امحمد العزوزي، وقد تقدمت بقية نسبه مفصلة في نسب جده سيد امحمد بن سيد أحمد بن اسعيد. وقد تصدر عن محمذ فال بن بوفره الحاجي في القرآن، والعلوم المدروسة في عصره وبيئته، كما عد في خاتمة منظومة له في التجويد العلامة سيد محمد بن حبت من شيوخه فقال:
وقد رويناه بنقل مثْبَتِ * مسلسلا عن شيخنا ابن حبَتِ
وكان حيا سنة 1281 هـ – 1865 م.
ومن مؤلفاته التي استطعنا العثور عليها أو على أسماء بعضها:
- درر المجيد الغائص في بحر التجويد (منظومة شرحها بنفسه) وتوجد نسخة منه بقسم المخطوطات بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي تحت رقم: 357.
- الإرشاد في حرف الضاد.
- رسالة في الجيم لم يعثر عليها بعد.
- نظم في النحو وشرحه.
ويعد المختار بن لكليب واحدا من أبرز رجال علم التجويد ومخارج الحروف في عصره، ودخل في النقاشات العلمية الدائرة آنئذ حول الضاد والجيم وأنتج رسائل تعد الآن من المصادر الهامة في تاريخ دراستهما.
ويقال إنه أول من ألف في مخرج حرف الجيم خاصة في بلاد شنقيط.
مصادر الترجمة:
- محمد المختار ولد اباه: تاريخ القراءات في المشرق والمغرب – دار الكتب العلمية – بيروت.
- محمدن ولد باب: تراجم المؤلفين ومؤلفاتهم في منطقة اترارزة، بحث تخرج مطبوع على الآلة الكاتبة، المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية 1991.
- ابن حامد: الموسوعة جزء أولاد أبي السباع (م.م.ب.ع) انواكشوط.
- فهرس المخطوطات (مطبوع على الكومبيوتر) قسم المخطوطات – م.م.ب.ع. انواكشوط.”.
انتهى الاستشهاد.
وذكره العلامة الدكتور الشيخ محمد بن الدناه الأجودي في كتابه “حركة التجويد في موريتانيا من خلال مباحث الضاد والجيم والهاء” ، الصادر سنة 2012 عن دار ابن حزم في بيروت، في مبحث الضاد، ص 74 تحت عنوان: “أنصار الضاد الظائية”، بقوله: “المختار بن الكُليب السباعي في تأليفه: “الإرشاد في حرف الضاد”. انتهى منه.
وقال الأستاذ سيد محمد ولد محمد عبد الله ولد بزيد اليعقوبي في كتابه “معجم المؤلفين في القطر الشنقيطي”، ص 155-156، منشورات سعيدان – سوسة (تونس) 1996، ما نصه:
“المختار بن حبيب الله السباعي (ق: 13 هـ) عالم قرآني مؤلف، قال رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه: درر المجيد الغائص في بحور التجويد:
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
وبعد فإني لمَّا فتح الله عليَّ بعلم مسائل من التجويد، قَلَّ من تنبه لها من ذكي وبليد، وكثر إنكار بعضها، وأهلُ غمزها وعضها، وضعت في بيان بعضها ثلاثة تواليف، رأيت أن أنظم بعض فوائدها من المهم، فنظمت في ذلك نظما سميته درر المجيد الغائص في بحور التجويد.
قال رحمه الله تعالى في أول النظم:
بِاسْمِ الَّذِي عَلَيْهِ لاَ يُجَارُ * وَهْوَ يُجِيرُ بَدَأَ الْمُخْتَارُ
نَجْلُ حَبِيبِ اللَّهِ وَاسْتَعَانَا * بِاللَّهِ فِي جَمِيعِ مَا يُعَانَى
حَمْداً لِمَنْ قَدْ أَوْرَثَ الْكِتَابَا * مَنِ اصْطَفَى وَعَلَّمَ الصَّوَابَا
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَسَلاَمٌ نَامِ * عَلَى النَّبِيِّ أَفْصَحِ الْأَنَامِ
وَالْآلِ وَالصَّحْبِ وَمَنْ تَلاَهُ * مَا دَامَ يَتْلُو الذِّكْرَ مَنْ تَلاَهُ
وقد تضلع هذا السباعي من معين محضرة آل حبت الشنقيطيين، وكتب رحمه الله تعالى في آخر مؤلفه أبياتا نسبها لنفسه، يقول في أولها:
وقد رويناه بنقل مثْبَتِ * مسلسلا عن شيخنا ابن حبَتِ
انتهى منه بلفظه.
وذكره الأستاذ جواد ولد سيدي ولد حييه مرتين في بحثه لنيل شهادة الإجازة “المتريز” في الحضارة والإعلام من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، السنة الجامعية: 2012-2013 تحت عنوان: “الشيخ العلامة القارئ محمذن فال بن بوفره الحاجي”
فقد ذكره في ص 35 ضمن علماء مجموعة إيدولحاج الكبله بقوله:
“العلامة والقارئ المختار بن اقليب السباعي الحاجي وطنا، أخذ عن محمذن فال بن بوفره الحاجي ولازمه حتى وفاته”.
وذكره في الصفحة 68 ضمن تلاميذه، كما ذكر في هامش نفس الصفحة أن ابن بوفره توفي سنة 1901 م.
أما عن سبب إطلاق لقب “ابن لگليب” عليه، فيروي العلامة الشيخ محمد الحسن بن الددو في تسجيل صوتي له أن المختار بن حبيب الله كان نَدِيَّ الصوت بالقرآن حَسَنَ التلاوة، فكان شيخه العلامة محمذن فال بن بوفرَّ يقول: ما هذا إلا ابن لگليب، تشبيها له بالفنان المشهور بحسن الصوت ابن لگليب، فغلب عليه هذا اللقب وصار علما عليه.
رحم الله هذا العالِم العلَمَ وجزاه عن خدمة القرآن ونشر العلم خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته وبارك في ذويه وجعلهم خير خلف لخير سلف آمين الدعاء