كانت التلفزة الوطنيه قبل ظهور الإعلام االحر في شهر رمضان تنتقي باقة من البرامج المتميزة تخدم المشاهد في كثير من المجالات الدينيه والثقافيه وبرامج الإفتاء واسكتشات ترفيهية تعالج بعض القضايا الإجتماعيه المعاشة,,وكان من بين برامجها الناجحه برنامج السهرة الرمضانية في ثوبه القديم ,,والذي يتم تقديمه من طرف أحد الإعلاميين البارزين في التلفزة وتتم استضافة كوكبة من العلماء والأطباء ونقاش مواضيع مختلفة ,,في جو من الوقار والسكينة الممزوجة بنكهة الطرافة التي تتضمنها أجوبة على اسئلة المشاهدين من شتى الأجناس والاعمار, في قالب من التشويق يجعل الجميع يلتف حول هذ السمر التلفزيوني كل ليلة على مائدة الشاي ,,
وأتذكر ليلة من تلك الليالي كان الضيف شيخنا محمد سالم ولد عدود رحمه الله بطلعته البهية وحديثه الممتع ,, فاتصل بالبرنامج احمد ولد الدده أحد أبناء عمومتي وكان شخصا مرهف الحس كريم الطباع,, وتاريخ السهرة ست وعشرون خلت من شهر رمضان الكريم (ليلت سبعه ؤ عشرين) فقدم نفسه وبعد السلام استعرض هذه القطعه الترحيبه بشيخنا الفاضل عدود وهي كالتالي:
أهل وجهك فالتلفاز يزدان
في ليلة القدر إذ ينهل قرآن
جبريل جواب آفاق له زجل
والوحي ينزل والقرآن جذلان
أدامك الله للإسلام تحرسه
بسيفك الصارم الصمصام يزدان
ونصحك الكل في صدق تلازمه
ونصرك الدين إسرار وإعلان
عند استضافتكم عدود سيدنا
وللسيادة آيات وبرهان
لزحمة الخط زخم فهي عارمة
وللهواتف رنات وتحنان
فتفتح الصدر والأبنا تحاوركم
وللصحافة تقديم وتبيان
فقد وثقنا إذا الفتوى تصدرها
بها تشنف إحساس وآذان
…..
فأجابه الشيخ عدود رحمه الله بسلاسة وسرعة بديهية وعرفان بالجميل:
يابن المشايخ قد جاءت رسالتكم
من جده كان قدما علمكم زانا
قد كان رابعنا قدما لخامسكم
تلميذ صدق ” بآشفار ” أزمانا
وإن محضرتي كانت لمحضرة
أسستموها امتدادا يشهد الآنا
جزاكم الله إحسانا وثبتكم
للدين في هذه الأصقاع أركانا
أبو المعالي أباكم زنتموا فسما
كما أبو الصقر قدما زان شيبانا
فإن أحمد محمود كوالده ال
خطاط من أمره قد كان ما كانا
ومن تكن طينة الأنصار طينته
يطب فروعا وأغصانا وأفنانا
وإننا بكمُ نبني و نحفظ ما
لكم من العهد إسلاما وإيمانا
من صفحة اتفرح محمد الحافظ آبيه