أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / عن إمارة تيندوف واهتمام ابن الأعمش الجكني بالاقتصاد وتأمين المسالك التجارية

عن إمارة تيندوف واهتمام ابن الأعمش الجكني بالاقتصاد وتأمين المسالك التجارية


✍️- بما أن مدينة تيندوف “مركز الإمارة” تتوسط الحمادة الممتدة من عين الصفراء شرقاً إلى المحيط غرباً ومن منطقة تافلالت شمالاً إلى تمبكتو جنوباً جعل منها ذلك محطة تجارية هامة بين الأقاليم الصحراوية ومركز عبور تمر من خلاله مختلف القوافل التجارية ورحلات الحجيج الآتية من الغرب خاصة من إقليم الساقية والزمور ووادي بان في اتجاه منطقة توات. ومنها نحو المشرق الإسلامي عبر الطريق الصحراوي الذي يمر بالجنوب ثم تونس فطرابلس الغرب وأخيراً مصر. إضافة إلى ذلك فالمدينة همزة وصل بين الشمال والجنوب وعلى الأخص بين الأقاليم الشمالية للمغرب العربي وبين السودان الغربي وخاصة نحو مدينة تمبكتو عاصمته التجارية والثقافية.
انظر العمارة التقليدية بمدينة تيندوف للدكتور عبدالحق عزوز ص19-20.

■- لكن هذه المسالك كانت تعيش ظروفاً صعبة لاختلال الأمن فيها وكثرة قطاع الطرق وإذا لم تعالج هذه الظاهرة فلا سبيل إلى ازدهار التجارة في الإمارة الوليدة وهذا ما أدركه العلامة محمد المختار بن بلعمش فأصدر الفتاوى وأوجب مقاتلة قطاع الطرق بل وقتْلَهم واستعمل القوة العسكرية التابعة لحامية تيندوف لفرض احترام المجال الحيوي للإمارة وعزز ذلك بتحالفات مع العديد من القبائل كما في الوثائق فقد حضر إلى تيندوف أعيان وشيوخ كل من قبيلة مريبط وأزوافيط والزركيين وبعض القبائل الأخرى الفاعلة في ذلك المجال وأبرموا معه معاهدة أقسموا فيها على احترام تلك المسالك والمحاور التجارية وتوقير المجال الحيوي للإمارة وقد ضُمّنتْ تلك الوثائق في ملحقات كتاب إمارة تيندوف.
ص280.
■- وإلى ما ذكرتُه من صرامة محمد المختار في تأمين تلك المسالك تشير المعلمة حيث تقول:
(“وأما مساهمة بن الأعمش التاريخية السياسية فقد تجلت في قدرته في سن القوانين القبلية بعين المكان. لقد واجه مجمل القبائل المتصارعة صنهاجية كانت أو حسانية بفتاوى تقول بقتل قطاع الطرق منهم” انظر المعلمة ص2288. ثم تقول:
“وكان هدفه هو الحد من اختلال الأمن والعمل على مختلف قضايا التبادل التجاري ونظام التحالفات وفعلاً (فقد نجح)
■- فإن تيندوف لم تلبث أن أصبحت عاصمة دينية #وبورصةالتسعير الأولى بالضفة الشمالية الغربية للصحراء الأطلسية كما شهد على ذلك #كاميلدولس فعلى المستوى التجاري والسلعي تكشف صلاحية المحتسب والقاضي عن قدرة تيندوف على التخزين كأول مستودع جهوي. وأصبحت القاعدة هي أن يقف تجار الشمال والجنوب بأنفسهم على عمليات التقليب والتسعير.

وتعتبرشهادةكاميل_دولس الذي زار تيندوف سنة 1887م بالغة الأهمية لإبراز دور الموقع الاستراتيجي فهو يميز الموقع كملتقى للطرق عن عين صالح بمنطقة توات مسجلاً بأن ستة محاور تصل إليه من كليميم وأقا وتافلالت وتوات والجنوب الجزائري والساقية الحمراء كما أن الإشارة الهامة التي سجلها نلاحظ منها تعريف تيندوف كعاصمة أولى لتجارة الرقيق” )

انظر المعلمة ص2288.

■- ثم أقام شيخ تيندوف وأميرها نظام ري متقدم هو الأول من نوعه في تلك الجهة مكنهم من غرس واحات النخيل وزراعة البقول والحبوب والخضروات مما ساهم في الاكتفاء الذاتي للإمارة وخلق وظائف للساكنة مستفيدة من بيع الفائض للقوافل التجارية…
■- وبما أن تيندوف لا تعدو كونها الحاضرة والمركز الذي يتبع له الكثير من البوادي التي تخضع لسلطانها.. توفر لهم الأمن ويقومون هم بتنمية أنعامهم وخاصة أن الإبل كان لها دور بارز في تجارة تيندوف؛لأن الجمال والحامية التي تؤمن القوافل هي من الخدمات اللوجستية الكثيرة التي توفرها الإمارة للقوافل التجارية. انظر كتاب الإمارة ص150.
وبهذا القدر نكتفي… وإلى الإضاءة الثالثة إن شاء الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


د. السالم بن ديد عبود

صدقة جارية