
الجزائر افتتحت الخميس، أول خط بحري مع موريتانيا
– الخط يهدف لتعزيز تجارة الجزائر مع غرب أفريقيا
– الخط يأتي بعد افتتاح معبر بري بين البلدين في أغسطس 2018
افتتحت الجزائر، الخميس، أول خط بحري تجاري نحو موريتانيا، في خطوة لدخول أسواق غرب إفريقيا.
وينتظر أن تنطلق أول رحلة عبر هذا الخط من ميناء الجزائر العاصمة إلى ميناء نواكشوط، فيما يسهر المجمع الجزائري للنقل البحري “غاتما” على اتخاذ جميع التدابير لإنجاح هذه العملية بالتنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين المهتمين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية.
وفقا للوكالة، يضمن هذا الخط البحري المباشر رحلات شهرية بواسطة الباخرة “ام/ في قوراية”، حيث تستغرق الرحلة ستة أيام، وتحمل الرحلة الأولى من هذا الخط البحري حاويات مواد صيدلية.
وأشرف على مراسم التدشين بميناء الجزائر، وزير النقل عيسى بكاي، بحضور وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، ووزيرة الثقافة صورية مولوجي، والمديرة العامة للمجمع الجزائري للنقل البحري “غاتما”، والمدير العام للشركة الوطنية الجزائرية للملاحة كنان ماد.
وكانت التحضيرات لفتح الخط البحري بين الجزائر وموريتانيا، بدأت يناير الماضي، بعد أن أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تعليمات بفتح هذا الخط في أقرب وقت.
وتأتي الخطوة في إطار مساعي الجزائر لمضاعفة مبادلاتها التجارية مع موريتانيا ودول غرب إفريقيا.
** منتجات منوعة
وينتظر أن تصدر الجزائر عبر هذا الخط البحري إلى موريتانيا ومنها إلى دول غرب إفريقيا، العديد من السلع والمنتجات الزراعية والمستلزمات المنزلية والتجهيزات الإلكترونية، ومواد غذائية وبلاستيكية، ومواد البناء ومواد الصيدلانية.
وقال وزير النقل عيسى بكاي، في مقابلة مع قناة “الشروق نيوز” الجزائرية (خاصة)، إن الخط المنتظم سيكون “تجاريا بشكل محض، وسيكون موجها بشكل رئيسي لتعزيز التبادلات بين المتعاملين من البلدين في إطار شراكة مربحة للطرفين”.
ولفت الوزير الجزائري إلى اتخاذ كافة التدابير من أجل ضمان “نجاعة وديمومة” هذا الخط، فيما يأمل البلدان أن يساهم في رفع صادرات الجزائر نحو موريتانيا وباقي الدول الإفريقية في إطار منطقة التبادل الحر القارية.
** شراكة استراتيجية
ويرى الصحفي الموريتاني المتخصص في الشؤون الاقتصادية، أحمد ولد محمد فال، أن الخط البحري بين البلدين سيساهم بشكل كبير في تدفق البضائع الجزائرية نحو موريتانيا ودول غرب إفريقيا.
وأشار في تصريح للأناضول، إلى أن علاقات موريتانيا والجزائر شهدت تقدمًا ملحوظا في الفترة الأخيرة، انعكس في تكثيف الزيارات المتبادلة للمسؤولين الحكوميين في البلدين.
وقال الصحفي الاقتصادي إن موريتانيا تعول بشكل كبير على الدعم الجزائري في تطوير البنى التحتية وتنمية المناطق الحدودية بين البلدين، مقابل سعي الجزائر لتصدير منتجاتها لموريتانيا ودول غرب إفريقيا.
** طريق بري
وفي أغسطس/ آب 2018، افتتح البلدان أول معبر حدودي بري بينهما، عند مدينتي تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، بهدف زيادة التبادل التجاري وتسهيل تنقل الأشخاص وتعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب.
ويمكن المعبر الحدودي الجديد، التجار الجزائريين من الشروع في عمليات التصدير مباشرة، ونقل السلع عبر شاحنات ذات مقطورات إلى موريتانيا.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقع البلدان اتفاقية تتولى بموجبها الجزائر إنجاز طريق بين تندوف والزورات بطول 775 كيلومتر، ليكون بذلك أول طريق بري يربط البلدين.
ويرى الصحفي ولد محمد فال، أن الطريق سيساهم بشكل كبير في إنعاش الحركة التجارية وتنقل الأشخاص والبضائع عبر حدود البلدين.
وترتبط موريتانيا والجزائر بحدود برية بطول حوالي 460 كلم، وتنشط على حدودهما العديد من شبكات التهريب والتجارة غير المشروعة.