
الشيخ أحمد بن سیدامّین الشقروى
يقول العلامة المؤرخ المختار ولد حامد:
والشيخ أحمدُ ذو الأنوار مَن قُسِمَتْ :: أوقاتهُ بين أفكارٍ وأذكارِ
مُحيِي الطريقِ طريق الزهدِ سالكِها :: على طريقِ أبي ذَرٍّ وعَمَّار
إلى يدٍ في الندى طالت، فنائلُها :: ضافٍ على ضيفه جارٍ على الجار
إلى وقارٍ إلى علمٍ إلى كرمٍ :: إلى بوارِق أنوارٍ وأسرار
هو الشيخ أبو العباس أحمد “اموه” بن سِیدامیں بن أحمد بن ألمين بن الفالي أغربط بن ألفغ أحمد بن الفاضل (الفالي) بن يدمهم بن يعقوب الجامع لأغلب الأسر الشقروية وهو (أي يعقوب) بن أحمد بن أبي بكر(أبوبك)بن مهنض أمغر بن مهنض آش بن علي يَمْعَيَيش (أي علي السالم) بن الحاج عبدالرحمن الشقروي الجد الأعلى للشقرويين، والذي من اسمه اشتق باللسان الصنهاجي اسم العشيرة (إداشقره).
وعبد الرحمن هذا هو ابن علي بن محمد المعروف بالشريف أبي بزوله بن يحي القلقمي.
ولد الشيخ أحمد بن سیدامّین سنة سنة 1295 هجرية – 1877م، بمنطقة لعگل، وتلقى العلم على ذويه وتعلم في بيئته، ثم رحل عن محیط أهله خشية أن يوثر قربهم على تحصيله المعرفي والدراسي، فسافر صحبة قریبه وابن عمه أحمد سالم بن حبیب متجهين إلى محظرة الكلاء والصفراء في منطقة لبراكنة، وكان ذلك في أواخر العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، ولاندري بالتحديد كم قضى في تلك المحظرة إلا أنه غادرها بعد ذلك نحو الشمال ميمما وجهه شطر حضره آل الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل القلقمي، وقد تزامن سفره مع دخول المستعمر الفرنسي إلى جنوب المنتبذ القصي في بداية العقد الثالث من القرن الرابع عشر، فهل كان دافعه الهجرة عن البلاد التي أصبحت تحت وطأة المستعمر الكافر؟، أم تلبية لنداء الجهاد الذي أطلقه الشيخ ماء العينين؟، أم كانت بدافع التلمذة وتسليم النفس لترويضها و تدرجها في مقامات الإحسان في تلك الحضرة التي كانت يومها وجهة للمريدين القادمين من شتى بقاع الأرض؟
مهما يكن السبب فقد ألقى العصا واستقر به المقام في حضرة الشيخ حسنَّ بن الشيخ ماء العينين الذي الذى تتلمذ عليه وبايعه حيث كان من أعظم تلامذته مكانة وقدرا وأكثرهم شهرة وصيتا و ذكرا وقد كانت مدة إقامته عنده في حدود خمس عشرة سنة إلى أن قدمه وأجازه في الطريقة القادرية بفرعها الفاضلي.
عاد الشيخ أحمد الى منطقة رقاب العقل مما يلي آدكور حيث مسقط رأسه ومضارب أهله و قومه وبالتحديد إلى عگلة “تنگادوم” التي أسس بها زاويته التي كانت قبلة للمريدين ووجهة للزائرين ومأوى للضعاف والمعتفين.
وشهدت طريقته انتشارا واسعا في تلك الربوع وغيرها، وتتلمذ عليه العديد من العلماء الربانيين والقراء المهرة المتمرسين، حتى إن بعض العلماء سئل عن بعض مشيخة الطرق في زمنه فقال فيه: أما ابن سيدامين فاكثر شهوده مبرزون: ” يعنى بذلك أن أكثر تلامذته ومريديه علماء.
و من هؤلاء على سبيل ذكر البعض لا الحصر:
- الشيخ محمد عبد الرحمن بن فتى الشقروى
- الشيخ محمدو حامد بن آلا الحسني.
- الشيخ محمدو النانَه ولد المعلى الحسني
- بالدين بن عبد الرحمن الجكنى وكان من من تصدر على يحطيه بن عبد الودود
- أبی بن حيمود الجكنى وكان أيضا من من تصدر على يحطيه بن عبد الودود
- الشيخ محمدو بن حيمود الجكنى أخو سابقه
- الشيخ أحمدو بن الأفضل الحسنى
- الشیخ أحمد شئث بن محمد خليفه الأبييري
- الشيخ حامد بن محمدي الشقروي
- الشيخ الحارث بن ألمیں الشقروى
- الشیخ سیدی بن يا باه التاكنيتي
توفی الشیخ أحمد رحمه الله في اليوم الثاني من شهر جمادی الأولى سنة 1363 للهجرة – 1944م، ببلدة (الطبيبات) على بعد حوالى 30 كيلو مترا جنوب شرقی مدينة الركيز عن عمر بلغ ثمانا وستين سنة.
قال الشیخ أحمد بن الأفضل الحسنى مؤرخا لوفاته بحساب نقاط الجمل.
الشیخ أحمد اخو الكمال :: والمجد و السؤدد والأفضال
دعاه شوق ربنا حین أتی :: لليلتين من جمادی خلتا
أعني به جمادى الأولى فاعرف :: والعمر (صح) في جمیل (شرف)
كتب عنه تلميذه ومريده علامة عصره ووحيد دهره محدث قطره، ترجمان القرآن المحقق المحدث الفقيه اللغوي النحوي المدرس الشيخ محمد عبد الرحمن بن أبي بكر بن فتًى الشقروي ما نصه:
“كان هذا الرجل آية من آيات الله تعالى تمشي على وجه الأرض كأنت كل شعرة منه تنطق أنا ولي الله، ما رأى الناس مثله، ولا رأى هو مثل نفسه.
ما رأيتُ منذ أبرزتني الأقدار، إلى هذه الدار، أعرَف منه بالله ولا بنفسه، وماهو إلا كما قيل: انسلخ جاكير من نفسه انسلاخ الحية من جلدها.
فهو البحر المتدفق، والبرق العرفاني المتألق، تتضاءل الجبابرة لصولته، وترفضّ الجموع لجولته، ينحدر من ألفاظه الجمان إن لفظ، ويحيى الهشيم بلحظته إن لحظ، تلوح على وجهه لوائح العاشقين، وتنجذب الأسرار لما عليه من ملاحة الصادقين، لم تر عيناي أقل منه تصنعا، ولا أحسن تقلعا، ولا أسلس عنانا، ولا أصدق لسانا، عذب الأخلاق سهلها، أتى من هذا الطريق بالعجب العجاب، ونثر كنانة الحقائق للأصحاب، نشر من الطريقة ما انطوى، وشرِب الصادق من مريديه من بحره حتى ارتوى
حلفَ الزمانُ ليأتينَ بمثله :: حنِثت يمينكَ يا زمانُ فكفّر
فهو الجدير بقول ابن دريد:
إن كنت أبصرتُ لهم مِنْ بعدهم :: مِثْلاً فأغضيتُ على وَخْز السَّفا
وأنا أقول:
إن كنت أبصرتُ له في عصره مثلا.. إلى آخره…
وما أجدره بقول الشاعر:
بقيتَ بقاء الدهر يا كَهفَ أهِله :: وهذا دعاءٌ للَبرِيَّة شاملُ
لم أرَ قط أحبّ منه إلى الروح امتزج حب الشريعة بدمه ولحمه، واصطاد قلوب الصادقين بسهمه، فسبحان من خصه عن الأقران، بالغاية القصوى من التواضع والعرفان، ورزقه التنقل من سائر الطباع، والتنزل لجميع الأجناس والأنواع، يتصابى لكل صبي، ويتواضع لكل صفي، ويستفيد من كل نبيه، ويتفقه من كل فقيه
ليس على الله بمستنكَر :: أن يجمع العالم في مفرد
أفعاله جارية على وفق المراد، وحركاته مطبوعة على السداد، لا يودّ الجليس أنه ترك ما فعل أو فعل ما ترك
شجو حساده وغيظ عداه :: أن يرى مبصر ويسمع واع
وإذا تكلم ودّ السامع أنه لم يسكت، فهو قرة العين، ومنية القلب، ونزهة المجلس، مجلوب على حب المساكين، وتفريق المال في وجوه البر.
غَمْرُ الرِّدَاءِ إذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكاً :: غَلِقَتْ لِضِحْكَتِهِ رِقَابُ المَالِ
وهو الجدير بقول الشاعر:
إِنَّ السَّماحَةَ وَالمُروءَةَ وَالنَّدى :: في قُبَّةٍ ضُرِبَت عَلى ابنِ الحَشرَجِ
ملامِتي المشرب لا يظهر خيرا ولايضمر شرا، يضع الهناء مواضع النقب، وإذا نزل به ضيف أنشد لسان حاله:
والله يعلم أنني ما سرني :: شيءٌ كطارقة الضيوف النُزل
وما أجدره بقول الشاعر:
ما مات من كرم الزَّمان فإنَّه :: يحيا لدى يحيى بن عبد الله
وتنشرح به الصدور ويعم بطلعته السرور وهو الجدير بقوله:
ثلاثةٌ تشرقُ الدنيا ببهجتهم :: شمسُ الضحى وأبو إسحاق والقَمَرُ
وأنا أقول: وأبو العباس والقمر
صارم العزم عالي الهمة:
لَهُ هِمَمٌ لا مُنتَهى لِكِبارِها :: وَهِمَّتُهُ الصُغرى أَجَلُّ مِنَ الدَهر
وأما المعارف فهو فيها البحر الذي لا ينزف، والنجم الثاقب الذي لا يدرك، أمواجه أبدا مضطربة، وثمراته من كل جان مقتربة، ينظر إلى أصحابه شزرا فيمتلئون نورا ومعرفة وعلما، ولم يخبرك مثل مجرب، ولا ينبئك مثل خبير،
يجذب العامي من حضيض الفسق إلى أوجه المعارف بهمته وتنخرق العوائد ويدنو الشاسع بإذن الله تعالى بعزمته، منهض الحال جاذب المقال، فهو الكامل المرشد العارف المهذب الجهبذ المقرب
فماذا أقول في رجل جمع الله تعالى له بين نونِ الشريعة وضَبِّ الحقيقة
بين مراقبة الحق وملاحظة الخلق والأعمال البدنية والآداب القلبية والوظائف الجسمانية والمطالعات الروحانية إن نطق سحر، وإن طرق بهر فحديثه السحر الحلال، ومشربه العذب الزلال، يرد المريد بكلمة أونظرة إلى عالم الشهادة والحس، بعد كمال الانجذاب إلى حضرة القدس، إلى التحقق بالعلوم اللدنية، والمواهب السنية، والفيوضات الربانية، والإلهامات الصادقة، والكشوفات الخارقة، ومطالعة الجمال، وملاحظة الجلال، والانغماس في الأبحر العرفانية، والانجياش إلى الحضرة اللاهوتية، والجولات في العوالم الملكوتية، بالحكم الجبروتية، فالحمد لله الذي نظمنا في سلك رفقائه، وجعلنا من جلسائه:
وكنت جليس قعقاع بن شور :: ولا يشقى بقعقاع جليسُ
فبينما أنا مشرف على القنوط، متردد بين صعود وهبوط، إذ أصابتني والحمد لله لامعة من أنواره، ونغية من بحاره، فتمايلت فرحا وطربا، ولم أذكر لنفسي عند ذلك أربا، وأنشد لسان حالي:
لك الدهر طوع والأنام عبيد :: فعش كل يوم من أيامك عيد
وقوله:
بَدَا لَكَ سِرٌ طالَ عَنكَ اكتِتَامُهُ :: وَلاَحَ صَبَاحٌ كُنتَ أنتَ ظَلامهُ
وليس بعجيب فالنفحات الإلهية غير مقيدة بزمان ولا شخص ولا مكان سيما وقد ألهمت ولله الحمد صحبة هذا العارف الأنور، والكبريت الأحمر، والجامع الأزهر، والمسك الأذفر، من يحيى بنظراته موات القلوب، وتنخرق ببركاته حجب الغيوب
وما عليَّ إذا ما قُلتُ مُعتَقَدي ·:: دَعِ الجَهولَ يَظُنُّ الحَقَ عُدوانا
واللهِ واللهِ واللهِ العظيم ومن :: أقامه حجة للدين برهانا
إن الذي قلتُ بعض من مناقبه :: ما زدتُ، إلا لعلي زدتُ نقصانا
وما لقائي إياه أوانَ قدومه من البلاد الفاسية إلا كما قال الإمام ابن العربي في لقائه للإمام الغزالي فإنه قال على ما نقله الرهوني في باب الشهادات عن قانون التأويل له: “ورد علينا “ذانشمند” يعني الغزالي فنزل برباط أبي سعيد بإزاء المدرسة النظامية، معرضا عن الدنيا مقبلا على الله تعالى، فمشينا إليه، وعرضنا أمنيتنا عليه، وقلت له أنت ضالتنا التي كنا ننشد، وإمامنا الذي به نسترشد، فلقينا لقاء المعرفة، وشاهدنا منه ما كان فوق الصفة، وتحققنا أن الذي نقل إلينا من أن الخبر عن الغائب فوق المشاهدة ليس على العموم، ولو رآه علي بن العباس لما قال:
إذا ما مدحتَ امرءاً غائباً :: فلا تغل في مدحه واقصد
فإنك إن تَغْلُ تَغْلُ الظنون فيه إلى الأمد الأبعد
فيصغر من حيث عظمته :: بفضل المغيب على المشهد
قلت والحال كالحال، فوالله لقد نوّه بشيخنا قبل قدومه من فاس أكابر الصلحاء ومع ذلك لقد وجدته أبعد من ذلك مرمى، ولم تزل محاسنه تتزايد في قلبي إلى وقتي هذا، وإلا ما هو إلا كما قال أبو زيد في وصف الأسد إنه شاهد منه ما لا يزال يتردد ويتجدد ذكره في قلبه، والله ثم والله ما التمست له مخرجا حسنا قط إلا وجدته فوق ذلك بمراحل، وعلمت أنه لا يحيط بكنه اللجة من بالساحل، ولا يغرنك ما يزعمه بعض العصريين ممن جعل الله بين يديه سدا ومن خلفه سدا عن مشاهدة أنواره ومطالعة أسراره، فإن ابن العربي لم يقلد أحدا في شيخه الغزالي والطرطوسي وابن المنير وابن حمدون قاضي قرطبة على جلالتهم، فكذلك أنا لا أقلد فلانا ولا فلانا في أمره ولا في شيء من أمر ديني فكيف بشيء لم يشما له رائحة زعما أن الثناء على الصلحاء غلو فقد أخطآ وقد بسطنا ذلك في غير هذا الموضع وحاصل ذلك أن الغلو مجاوزة الحد، ومن المعلوم أن الحد هنا الحد الشرعي ولم يمنع الشرع أن يخص الله تعالى من شاء بما شاء ويظهر عليه من شاء ويخفيه عمن شاء، ولا عبرة بكون هذا لم يسلمه فلان ولا فلان فإن الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وأحمد الله على ما أطلعني عليه من فخامة أمر هذا الولي، وجسامة خطب هذا الصفي ثم أقول بعد ذلك
فمحسنوا الظن مصيبون ولو :: لم يتصف موصوفهم بما رأووا
ومن أساء الظن قد أساءَ :: ولو بسوء من بظن جاءَ
وأقول أيضا:
قالَ المُنَجِّمُ وَالطَبيبُ كِلاهُما :: لا تُحشَرُ الأَجسادُ قُلتُ إِلَيكُما
إِن صَحَّ قَولُكُما فَلَستُ بِخاسِرٍ :: أَو صَحَّ قَولي فَالخُسارُ عَلَيكُما
وأقول سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
فما هو إلا درة فاتت الغواصين في أبحر المعارف، وسرٌ استبهَم على كل كامل عارف، وأولى الضوابط به عندي ما نقله الشعراني عن محيي الدين بن عربي في أبي السعود بن الشبل فإنه نقل عنه أنه قال فيه:
“وقد اطلعت على مقامات كثير من الرجال فما عرفت لهذا الرجل قرارا”.
وقد سمعت بعض العارفين يقولون مثل هذا في شيخنا.”
انتهي
و يقول العلامة المؤرخ المختار ولد حامدٌ في زيارته لحضرة الشيخ أحمد بن سيد امين لدى تنگادوم
الحمد لله رب العالمين على :: إلىً عليّ بها منّ الكريم علا
من القدوم على ذات القدوم ألا :: إن القدوم على ذات القدوم إلَى
ويقول الشيخ محمدو النانَه ولد المعلى رحمه الله:
كنا إذا مسنا من دهرنا نكدُ :: وكاد يقضي علينا الهم والكمدُ
وكدرت صحبةُ الأجلاف عيشتنا :: ولم نعج بدواء للذي نجد
زرنا الولىَّ ابن سيدَ آمينَ أحمدَنا :: شيخَ الشيوخ الذي مامثله أحدُ
فألقحَ العقم من أفهامنا وشفي :: أدواءنا منه عقل مبرم حَصِدُ
وشيمة كفتيت المسك نافحة :: تنحل عن يدها المبسوطةِ العُقَد
وهمة علقت بالله عروتها :: على القوى المتين الحق تعتمد
فَعَّالة ما يشاء الله نافذة :: جذابة كل آتٍ دونه البُعُد
والعارفَ ابن أبي بكر سليلَ فتًُى :: وكان نعم الفتى في كل ما يرد
من أجل ذاك ترانا رائحين له :: ومغتدين بنا ترمى له الجُدَدُ
ولو وجدنا مساغا ما لغصتنا :: لدن سواه لكنا نحوه نَفِدُ
فإن في النفس شيئا هو بالغُه :: دون الورى لم تصل منهم إليه يد
فالله طهرنا مما يُعَوِّقُنَا :: فلا انتقاد ولا بغض ولا حسد
إلا اعتقادا وحبا بالغا ورضى :: بقسمة الله جلّ الواحد الصمد
هذا الفرات وهذا النيل مازخرا :: إلا رَمَى باللآلِى منهما الزبد
وقد وردتهما والنفس حائمة :: وغلة القلب والأحشاء تتقد
لينقعاها بسجل من نميرهما :: يندى به القلبُ والأحشاءُ والكبد
فإنما يشتهي السقيَ الذي اضطربت :: منه الجوانح لا الريان والصَّرَدُ
وذاكما ابن المُعَلَّى مايريبكما :: مِنهُ سوى أنه ليث العِدَى الحردُ
يا أيها الأولياء العارفون قِفُوا :: لنا فما منكمُ إلا لَهُ مَدد
ومِكنَة عند ذي العرش استقل بها :: ورتبة دونها الجوزاءُ والأسد
حاشاكمُ أن تبتوا حبل صاحبكم :: فالصحب أسبابهم موصولة جُدد
لا سيما من تعاطتهُ شؤونهمُ :: ومن ترامت به الأهوال والشِّدد
في الذب عن حرمات الأولياء وفي :: نصر الموالي لهم والناس قد حَسَدُوا
حتى استقلت على ساقٍ طريقتهم :: فلم يضر عَدَدٌ جمٌّ ولا عُدَدُ
فالناس ما بين تلميذٍ قد انسلخت :: من الإرادة منه الروح والجسد
وبين معتقد صِرفٍ يكافح عن :: ذاك الجناب إذ الأبطال تجتلد
فالحمدُ لِلهِ رب العالمين على :: نصر المليك الذي يُوفِي بما يَعِدُ
هذا ومن كان في ريب يخالجه :: فليسألِ الناسَ إنَّ الناس قد شهدوا
هل للعدى منبر إلا نصحت لكم :: عليه حتى انجلى العُوار والرمد
ولا أمُنُّ عليكم إذ نصحت لكم :: ولم أغشَّ كمن غَشُّوا ومَن جحدوا
لكن أردت خلوصا في محبتكم :: من القذَى إذ تراخى بيننا الأمَد
حَيَّا السلامُ وجوهاً تنظرون بها :: إلى القلوب فيبدو الغي والرشدُ
و يقول الشيخ محمدو حامد بن آلاّ
ياليت شعريَ هل تبدو لناظرتي :: ذات القدوم و يبدو نجدها العالي
إني إليها لمشتاق و لست بما :: يُسْلِي الأحبة عنها اليوم بالسالي
و الله يعلم أن لولا أبو حسن :: لما تطرّق منها طارق بالي
ويقول الشاعر الفذ محمد ولد أبنُ ولد احميدن الشقروي رحمه الله:
أعَاذِلَتَيَّ لومكما دَعَاني :: فَإني لَستُ مِثلَ بني فلانِ
حَلَبتُ الدَّهرَ شَطرَيهِ فَآنًا :: أمَرَّ عَلَىَّ وأحلَولَى بِآنِ
وَمارَستُ الزَّمَانَ فَكَانَ هَينًا :: عَلَىَّ لِقَا مُلِمَّاتِ الزَّمانِ
فَلَم أكُ لِلخُطُوبِ ِإذَا ادلَهَمَّت :: كَئِيبَ البَالِ عَضَّاضَ البَنَانِ
وَلَم يَخفَق جَنَاني مِن وَعِيدٍ :: وَلَو آلَى عَلَيهِ الخَافِقَانِ
ولَم أفرَح لِسَّرَاءَ اعتَرَتني :: فَتَيلِكَ شِيمَةُ اللَّحزِ الجَبَانِ
وِإن لُو بِنتُ لِنتُ وكَنتُ صَعبًا :: وِإن خُوشِنتُ لَستُ بِهَيَّبَانِ
وَكَم مِن مُخبِرٍ عني بِسُوءٍ :: -ولَيسَ لَهُ بِمُمتَحِنٍ- لَحَاني
فأقلعَ بِامتِحَاني عَنهُ إني :: رِضَا مَن كَانَ يَلحَاني امتِحَاني
وأولاني إلهِى أن هَدَاني :: لِلإِيمَانِ المُثَبِّتِ لِلجَنَانِ
وَأولاني التَّفَصِّى مِن يُدِىٍّ :: مِنَ التَّقلِيدِ كُنتِ بِهِنَّ عَانِ
تَراني بِالبَرَاهِينِ اعتِصَامِى :: إذَا مَا طارِقُ الشُّبَهِ أَعتَرَاني
وَلِى شَيخٌ يَذُبُّ الشَّرَّ عني :: فَمِمَّا كُنتُ مُختَشِياً حَمَاني
بِيُمنِ تَعَلُّقٍ مني إلَيهِ :: تَأَلَّقَ بَرقُ إِيمَاني اليَمَاني
وَبيني وَالمَخوِفَ جَعَلتُ حِرزاً :: لَهُ في كُلِّ مَيدَانٍ يُدَاني
وَمَا أمَّت يَدُ الحَدَثَانِ إِلاَّ :: ثَنى عَنِّى يَدَ الجَدَثَانِ ثَانِ
ولا عَجَب فَشيخُ القُطرِ شيخي :: مَدَى الأزمَانِ في العِرفَانِ فَانِ
ويقول محمد ولد أبنُ أيضا:
رَبعُ أسمَاءَ ِإذ هِي الأُنسُ آلا :: مُقفِرَ الآيِ لا يُرُدُّ سُؤَالا
وأرَاحَ الرَّحِيلُ عَازِبَ هَمِّى :: حِينَ شَدُّوا إِلَى الرَّحِيلِ الرِّحَالا
حُقَّ لِلدَّمعِ أن يَكُون مُذَالاً :: ولِطفلِ المَهدِ المَشِيبُ قَذَالا
أصبَحَت سُنَّةُ النبي مُعَفَّاةً يَجُرُّ الهَوَى بِهَا الأَذيَالا
أصبَحَت صُحبَةُ الهُداةِ إِلَى اللهِ وذِكُرُ الإِلهِ جَهراً ضَلاَلا
أصبَحَ الأَولِيَاءُ عِندَ أُولِى العِلمِ أُولِى السَّجنِ في الحَضِيضِ مَحَالا
والشُّيُوخُ الرَّاقُونَ أعلَى مَقَامَاتِ التَّرَقِى يُرمَون قِيلاً وقَالا
وَيُسبُّونَهُم وهُم في المُصَلَّى :: في اللِّيَالِي المُظلِمَاتِ امتِثَالا
ويَعِيبُونَ أحذَهُم لِلهَدَايَا :: وَيقُولُونَ يَجمَعُونَ المَالا
جَهِلُوا أخذَ المُصطفي “المنحَمِنّا” :: لِلهَدِيَّاتِ يَمنةً وشِمَالا
أيُحُبُّ النبي مَالاً وقَد عَفَّف لِزُهدٍ عَنِ النُّضَارِ جِبَالا
كُلُّ مَا شَاهَدُوا وهُمُ جَاهِلُوهُ :: أنكَرُوُهُ وعَيَّروُا الجُهَّالا
يُنكِرُونَ الفَتحَ الإلهِىَّ والذَّوقَ اللَّدني والشُّهودُ اعتدَالا
حَسِبُوا أن لَن يُعَطِىَ الله مَا لَم :: يُعطِهُم غَيرَهُم فَحَازُوا النَّكَالا
جَمَعُوا غِيبَةً وعُجباً وجَهلاً :: ألِفُوا هَذِهِ الثَّلاَثِ خِصَالا
حَكَّمُوا العَامَةَ التي أكسَبَت بَعضَ مَن أغرَوا بالاعتِزَالِ اعتِزَالا
لاَ تَلُومَنَّهم فَالإنكَارُ يُبقِي :: في نُهَى شَارِبِيهِ دَاءً عُضَالا
إِنَّهُم عَن قَبُولِهِم مُعجِزَاتِ الأَنبِيَا بِاعتِقَادِهم لَكُسَالَى
ما دَرَوا أنَّ أعبُدَ اللهِ مِنهُم :: مَن يَبَرَّ الإلَهُ إِن هُو آلَى
أيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الإنكَارَ صَعبٌ :: فَأطِيعُوا فِيهِ الإلهَ تَعالَى
إِنَّمَا يُنكِرُ البَصِيرُ بِغيضَاتِ الفُنُونِ المُفَتِّحُ الأقفَالا
بَعدَ إتقانِهِ لِسَبعِينَ فَنًّا :: لَم يَدَع في عَوِيصِهَا إشكالا
فِعلَ مَن مَالَ دِينُهُ أصلاً أو مَن :: كَانَ في الدِّينِ مُستَقِيماً فَمَالا
لَيسَ إلا فالمُستَقِيمُ بَرىءٌ :: حُقَّ لِلحَقِّ وَاضِحاً أَن يُقَالا
ومَنِ المُنكِرِينَ مَن قَالَ هَذَا :: ضَيعَ الدِّينَ بالذي فِيهِ قَالا
وَمحلُّ الأنكَارِ إِن قِيلَ هَذَا :: كَانَ أهلاً لَهُ وعَزَّ مَنَالا
أن يَرَى الفِعلَ في المُحَرَّمِ نَصًّا :: لَم يَجِد فِيهِ لِلحَلاَلِ إحتِمَالا
أو يَرَى القَولَ صَادَمَ الذِّكرَ أو صَادَمَ لِلمُصطفي الأمِينِ مَقَالا
لَم تَفُق لَو تَأمَّلَ المُنكِرُ الأثقَالَ لَكِن لَم يَنظُرِ الأَنقَالا
دَعوَةُ العَالِمِ الحَلاَلَ حَرَاماً :: دَعوَةَ الجَاهِلِ الحَرَامَ حَلاَلا
أيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مَن قَالَ في الشَّيـخِ مَقَالاً لم يَقصُدِ الإِجلالا
حَشَّ مِنَّا حَرباً فَنَحنُ عِيَالُ الشَّيـخِ نَبأى بِأن نَكُونَ عِيَالا
مَن أتَانَا مُجَادِلاً فِيهِ ألقَمنَاهُ صَخراً لَم يُبقِ فِيهِ جِدَالا
وإذَا جَاءَ سَائِلاً صَافي القَلبِ أَجَبنا بِالحَقِّ مِنهُ السُّؤالا
جَنِّبُوا القَولَ فِيهِ لا تَجلِبُوا مَا :: لَم تُطِيقُوا دَفعاً لَهُ حِينَ صَالا
مَن يَقُل فِيهِ قُلتُ فِيهِ وسَدَّدتُ إِلَيهِ مِنَ الهِجَاءِ النِّبَالا
وإذَا مَا أبَى عَنِ الكَفِّ عَنهُ :: قَد أبَى أن أكُفَّ عَنهُ القِتَالا
فَهوَ الشَّيخُ أَحمَدُ المُتَحَلِّى :: بِاتِّبَاعِ الرُّسُولِ صَحواً وحَالا
بَارَكَ اللهُ في الذي حَازَ مِن فَضلٍ وأرقَاهُ والبَقَاءَ أطَالا
وَحَباهُ مِن قُرَّةِ العَينِ مَا يُرضِيهِ حَالاَ مُبَارَكاً ومَالا
وحَبَاهُ الرِّضَا وَصلَّى عَلَى مَن :: حَازَ عَن كُمِّل الأنَامِ الكَمَالا
ويقول محمد ولد أبنُ أيضا:
لَعِبَت بَعدَ ما انقَضَى الرَّيعَانُ :: مِن شَبَابي بِحِلمِىِّ الأظعَانِ
هَجَرَتني أمَامُ فَأَختُلِبَ العَقلُ وذَادَ التَّصبُّرَ الهِجرَانُ
وَعَدتني فَمَا وَفَت وَبَدالِي :: أنَّ عُقبَى عِدَاتِهَا الرَّوغَانُ
ثُمَّ قَالَت ألَمتَ إِذ رُمتَ إنجَازَ وُعُودٍ مِن قَبلُ دَأباً تُخَانُ
لاَ تَلُم في الإخلاَفِ إِنَّ الغَواني :: دَأبُهُنَّ الإِخلاَفُ واللَّيَّانُ
فتَلَظَّت جُدَا النَّدَامَةِ في قَلبي :: وقُلتُ ارتَمَى بي الخُسرَانُ
غَيرَ أني والحَمدُ للَّهِ بالإِيمَانِ مُستَمسِكٌ وذَاكَ أمَانُ
جَازِمٌ أنَّ الأنبَيَاءَ الطًّهَارَى :: مُستَحِيلُ عَلَيهِمُ الكِتمَانُ
بَلَّغُوا كُلَّ مَا به أُمِرُوا ما :: كتَمُوهُ ومَا نَسُوا مَا خَانُوا
لَستُ أحجُو وِردِى -وإن جلَّ عِندِى- :: قَاصِراً عن إدرَاكِهِ القُرَآنُ
وَبشيخي أستَمسَكتُ أحمَدَ قُطبِ الأَرضِ مَن شَأنُه الإِلَهِىُّ شَانُ
مَن لَيَالِى قُدُومِهِ لِلأمَاني :: والمَسَرَّاتِ والهَنَا عُنوَانُ
مَن تَناءى عَنَّا بِهِ الهَمُّ والغمُ وشِيفَت عَن ذِى النُّهَى الأَدرَانُ
لِيَدَيهِ عَلَى العُفَاةِ والأَضيافِ وأهلِي جِوَارِهِ هَطلاَنُ
أيُّهَا الرَّائمُ التَّصَدِّيَ لِلشيخِ أيَقظَانٌ أنتَ أم وَسنَانُ
رُمتَ غَرفَ البَحرِ المُحِيطِ ولَمسَ الشمسِ والهُونَ حَيثُ كَانَ امتِحَانُ
اتّئِد وَانِيًّا فشيخي وَنَى عَن :: أولَيَاتِ الهِمَّاتِ مِنهُ الزَّمَانُ
لَم تَكُن مِن رِجَالِ مَيدَانِ ذَاكَ الشيخِ يُعيِبكَ ذَلِكَ المَيدانُ
إِنَّمَا رُمتَ رَامَهُ قَبلُ أقَوامٌ ولَمَّا انثَنَوا خَزَايَا استَكَانُوا
ثُمَّ دَانُوا واستعصَمُوا بِجوَارِ الشيخِ مِمَّا يَأتِي بِه الحدثَانُ
وَتوَانَوا عَن شَاوِهِ وتَوَلَّوا :: وتَخَلَّوا عَنِ الذي فِيهِ كَانُوا
إِن تَمَارَى في فَضلِهِ الغُمرُ فَالشمسُ تَمَارَى في ضَوئِهَا العُميَانُ
مَا استَخَفَّت وقارَهُ رِيحُ طَيشٍ :: لاَ يُبَالِى مَرَّ الصَّبَا ثَهلاَنُ
نَالَ مَانَالَ فَهوَ وَارِثُ مَن نَالَت بِهِ مُنتَهى العُلاَ عَدنَانُ
مما يقول محمد بن أبنُ في زياراته للشيخ أحمد بن سيدامين
آن يالشيخ أحمل سيد :: آمين انزورك منبعيد
ؤفاثرك بالمدح الا أنشيد :: وامعلگ تيدنيتِ
متيقن فضلك ما انزيد :: لا يمكن ما دنيتِ
تصلح و آخرتِ ذاك فيد :: الله آن بنِّيتِ
شور الل ؤ شورك درت ذاك :: و احسن من ش ظنيت
فالله ؤ فيك ألا إياك :: تتعدل لي منيتِ
يالشيخ أحمد ما فت فت :: ألحگنِ ظرك إلى نشلت
ألحگ سابگ ما فت مت :: لا تغلب جرمانيتِ
روحانيتِ نختير عدت :: تغلبها روحانيتِ
/
ويقول العلامة الشيخ محمد عبد الرحمن بن أبي بكر بن فتًى الشقروي في رثاء شيخه الشيخ أحمد بن سيدآمين
يا شامتا بولي الوقت من وهبا :: كبرى المواهب عند الله فاحتجبا
من قد تزكت به الأنوار فانجذبت :: إليه إذ كان للرحمن منجذبا
ومن تقمص أثواب العبادة في :: درع الرضا المحض إن ناب الخطوب نبا
عبد هو العبد لا يرمى بداهية :: إلا وأمعن في التمكين واقتربا
ومن تردى رداء البذل لا رغبا :: فيما لدى الناس من نفع ولا رهبا
ومن تسربل ثوب العز في حلل :: من التواضع حتى عُدّ في الغربا
ومن تحلى بأخلاق مهذبة :: مثل الجمان ترى من أمرها عجبا
فابرز اللؤلؤ المكنون في صدف :: من المزاح لأرباب النهي الأدبا
الشيخ أحمد من تزري مجالسه :: بالمسك إن فاح والجريال إن شربا
لا تفرحنَ فإن الموت بغيته :: إذ هو حِب إلى محبوبه ذهبا
وما مضى الشيخ حتى صار أكثرنا :: بين المحب ومن والى ومن صحبا
وما مضى الشيخ حتى بان أن له :: قدرا إذا ما أباه الحاسدون ربا
وما مضى الشيخ حتى شوهدت عبر :: منه وأظهر من تمكينه العجبا
وما مضى الشيخ حتى أرسلت كتب :: من المدائن تقفو نحوه الكتبا
وما مضى الشيخ حتى أعملت فكر :: في مدحه واستجادت ذكره الخطبا
وما مضى الشيخ حتى سالت أودية :: من بحره الأعظم المروي لمن شربا
وما مضى الشيخ حتى صار منتسبا :: إليه كل همام معرق نسیا
وما مضى الشيخ حتى ازدان مجلسه :: بالسادة النقباء الغر والنجبا
وما مضى الشيخ إلا بعدما شهدت :: له الأكابر في النادي ومن قربا
وما مضى الشيخ حتى عم أجمعنا :: بالبذل وازدان بالتقوى من انتسيا
فقلّد الدر والياقوت تابعه :: من العباد وأولى الغير ما طلبا
فلا تظننَ إثر الشيخ مقطعا :: ولا تخالنَ أمر الذاهبين هبا
كم من إمام هدى حُمت منيته :: وعاش مذهبه بين الورى حقبا
فلا تظننَ أن الله خاذله :: لأجل شيء على الأحياء قد كتبنا
إن الولي لمعتز بخالقه :: وإن توسط بطن الأرض مغتربا
قد يغمد العضبَ – لا للزهد – صاحبه :: ويدفن الكنز من في الكنز قد رغبا
هذا وقد ترك الآثار شاهدة :: والكتب والذكر والأتباع والعقبا
اصبر قليلا ففي أتباعه عبد :: قد أحرزوا العلم والعرفان والأدبا
بذا جرت عادة الأيام وانسحبت :: والله يجري علينا اليوم ما انسحبا
فلا أضاع له سعيا ولا برحت :: تعتاده رحمات فوق ما طلبا
بجاه أحمد صلى الله بارئنا :: عليه ما لاح دُري وما غربا
وللشيخ محمد عبد الرحمن بن فتًى في الشيخ أحمد بن سيدامين.
سلطان تقوى القلوب اليوم سيدنا :: أبو الفتوح ولي الوقت “أحمد”نا
أستاذنا ومرقينا ومرشدنا :: ودعدنا في نوادينا ومهددنا
فابلغنه سلاما طيبا عطرا :: مع التحية والإكرام من لدنا
وأن من زادنا منه الزيادة أن :: زدناه عهدا على ما كان يعهدنا
وقولنا الحق إنا مغرمون به :: وقولنا ذاك في أهل الدنا ددنا
فما لنا أهلٌ الا ما تخيره :: أهلا ومعهده الميمون معهدنا
وله فيه أيضا وقد سمع أحد واردة المنهل ليلا يقول لرفيقه من هو ابن سيدآمين هذا فإننا لا نعرفه؟:
لك العذر يا من ليس يعرف شيخنا :: فإن رجال الغيب لا يعرفونه
فتى غاب في الله المقدس سره :: وأعرض أعلام المقامات دونه
نعم علم الأعلون أن حاز منزلا :: ولكنهم من بعده يجهلونه !
كامل الود