أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / بعد أن اجتاحت تونس وليبيا والجزائر: المغرب يتأهب لمواجهة خطر أسراب الجراد الصحراوي

بعد أن اجتاحت تونس وليبيا والجزائر: المغرب يتأهب لمواجهة خطر أسراب الجراد الصحراوي

توجُّس كبير يُلاحق التحركات السريعة لأسراب الجراد التي اجتاحت ليبيا وتونس والجزائر، في انتظار وصولها للأراضي المغربية، في وقت كثَّف فيه المغرب استعداداته لمُواجهة موجات الجراد على الحدود الشرقية، حيث نشرت السلطات عدداً من الطائرات من نوع «كانادير» استعداداً لرش أسراب الجراد بالمبيدات الحشرية، وفق تقارير إعلامية محلية.
ووفق تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن هذه الحشرة الصغيرة التي تتحرك في أسراب تصل إلى المليارات أو حتى التريليونات، تنتشر على مساحات واسعة من الأراضي، تسبب أضراراً كارثية للمراعي والمحاصيل. ويمكن لسرب صغير منها أن يلتهم في يوم واحد الكمية نفسها من الغذاء التي يتناولها 35 ألف شخص أو أن يلحق الضرر بنحو 100 طن من المحاصيل على مساحة كيلومتر مربع من الحقول. وأكد التقرير نفسه أن غزو الجراد يشكل تهديداً رئيسياً للأمن الغذائي، ويؤدي في أسوأ السيناريوهات إلى المجاعة والتشريد.
إلى ذلك، وجّه الفريق النيابي لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض في مجلس النواب، سؤالاً إلى الحكومة المغربية، حول الإجراءات الاستباقية والوقائية للتصدّي للجراد الصحراوي والتهديدات المحتملة لهذه الأسراب على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، وعن الإجراءات والتدابير المتّخذة لحماية الزراعات الوطنية بمختلف مناطق المملكة المغربية.
وقال النائب البرلماني عدي شجري، عضو فريق «التقدم والاشتراكية» في مجلس النواب، ضمن سؤال مكتوب موجه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، إن موجات الجراد اجتاحت مساحات واسعة في ليبيا والجزائر وتونس، مما يثير قلقًا متزايدًا بشأن احتمال تمددها إلى الأراضي المغربية.
وسجل النائب البرلماني المعارض أن هذه الظاهرة قد تجعل المغرب عُرضة لهجوم كاسح من طرف أسراب الجراد، محذرًا من انعكاسات خطيرة على مختلف الزراعات، لا سيما في ظل الظروف المناخية الحالية، والملائمة لتكاثر هذه الحشرة، حيث أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة الغطاء النباتي الأخضر، وتحسن جميع الزراعات. إلى ذلك، رصد مواطنون في مدن حدودية مع الجزائر كمدينة طاطا وبوعرفة وفكيك، مجموعات من حشرة الجراد بالمنطقة، الأمر الذي أثار قلق المزارعين خوفًا على مَحاصيلهم الزراعية، فيما تداولت صفحات على الشبكات الاجتماعية، مقاطع فيديو تظهر الجراد في إقليم طاطا، بأعداد محدودة.
ورغم المأزق الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لهذه الكارثة المنتظرة، ومخاطر إبادة سُبل عيش المزارعين ومُربّي الماشية الذين يعيشون في المناطق التي من المحتمل أن تجتاحها أسراب الجراد، فإن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تناقلوا الخبر بنوع من التهكم والفكاهة، واعتبروا أن هذه «الأسراب من الحشرات الغنية بالبروتين ربما تكون بديلًا عن أطباق اللحوم والسمك ذات الأسعار المرتفعة». فيما سار آخرون إلى التأكيد على أن «طعم الجراد ليس سيئًا وأن فتح مطاعم لتقديمه ستكون مشاريع مربحة».
وفي الوقت الذي تزداد فيه المخاوف بشأن انتشار الجراد، يتم التنسيق بين المزارعين والسلطات المحلية لتبادل المعلومات والتوجيهات حول كيفية التصدي لهذه الآفة. وأكدت صحيفة «الأحداث المغربية» أن المغرب يواصل استعداداته المكثفة لمواجهة أسراب الجراد الصحراوي.
وأضافت أن السلطات أعلنت عن تعبئة أسطول من الطائرات المتخصصة لتنفيذ عمليات رشّ جوي للمبيدات الحشرية على الحدود المغربية الجزائرية، في خطوة تهدف إلى تطويق انتشار الجراد قبل وصوله إلى الأراضي الزراعية، حفاظًا على الأمن الغذائي الوطني.
وأشارت الصحيفة إلى أن تعاونيات فلاحية دعت إلى أخذ الاحتياطات اللازمة قبل الشروع في رش المبيدات، من أجل حماية المواشي والمناحل لتجنب تعرضها لأي آثار جانبية، والإبلاغ الفوري عن أي تحرك لأسراب الجراد.

صدقة جارية