أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / الدوحة ليست تحت الحصار!

الدوحة ليست تحت الحصار!

الذي يزور الدوحة هذه الأيام يتعجب من الحديث عن حصار تخضع له دولة قطر، إذ لا توجد أية مظاهر تدل على ذلك.

تلحظ ذلك بادي الرأي عند القدوم إلى مطار حمد الدولي الذي يعج بالمسافرين، القادمين والمغادرين، ومن مختلف جنسيات العالم، لدرجة تظن أنك في ملتقى للحضارات والثقافات.

وصلت إلى الدوحة يوم 10 من الجاري للمشاركة في مؤتمر فلسطين الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وهو جزء من معهد الدوحة الذي أسسه ويديره المفكر العربي البارز د.عزمي بشارة.

كان المؤتمر مناسبة للقاء جمع غفير من الأكاديميين العرب والأجانب، ومن ذوي الكفاءة والخلق، في جو علمي راق ومستنير وهاديء يمثل الأكاديميا في أسمى معانيها المؤسسية والمنهجية.

د.عزمي يحاضر ببلاغة ويتصرف بتواضع، كباقي المؤتمرين، لا فرق بينه وبين ضيوفه، المدرسون في المعهد والباحثون فيه لا يشعرونك بأي اختلاف، بل إن باحثين كبار كمدير البحث جمال باروت، يعطيك انطباعا تلقائيا هو مزيج من الرصانة والمسؤولية والخلق العالي مع تواضع جم.

تذكرت واقع الجامعة في بلدي حيث “الأكاديميا” باهتة أو غائبة وحيث الرداءة المؤسسية سيدة الموقف، أما المؤتمرات والأبحاث فهي أمور غائبة تماما.

سررت بصحبة زملاء من المشرق والمغرب، وشعرنا بالراحة ونحن نسير في شوارع الدوحة، في أمان تام وطمأنينة عامة، ولاحظنا كيف تغلب أهلنا في قطر على مناخ الخليج الحار، بواسطة الخضرة والماء، حتى كاد مناخ الدوحة يتغير كليا.

من قال إن الدوحة تحت الحصار يكذب، لقد تجاوز القطريون تلك المحنة، ومن يزور بلدهم يلمس ذلك بكل سهولة ويسر، ومناخ الحرية أعظم دليل على ذلك، إذ لم يسألني أي شخص رسمي أو عادي عن العلاقات مع موريتانيا لا سلبا ولا إيجابا، وفي فندق الريتز كارلتون ـ الدوحة لم نجد رقابة على الضيوف مطلقا، بل هم في حرية تامة، عكسا لما يلقونه في نظيره الريتز كارلتون ـ الرياض ـ سيئ الصيت ـ حيث القمع سيد الموقف.

 

صدقة جارية