أدغال الشمال / المختار ولد أعمر الظايه

مركز اتميمشات الإداري أو (أحويشت أباه ) كما يحلو للبعض تسميتها ؛ هي قرية وديعة ؛ ناعمة ، ذهبية المنظر .

تقبع في أدغال الشمال الموريتاني ؛ جزيرة الرمال هذه أو قل جنة الله في أرضه تقع وسط بحر من الرمال ؛
وسط السهول الرملية المسمات ” ازفال ” في الجزء الغربي لتيرس الزمور على بعد 319 كلم من مدينة انواذيبو .

جعلها موقعها الإستراتجي -تتبوأ مكانة هامة – كونها تقع في الوسط بين اثنتين من أهم المدن الموريتانية وهما مدينتي انواذيبو وازويرات حيث تعتبران محركا محوريا للإقتصاد الموريتاني .
و مركز اتميمشات الإداري إذ يربط بين هاتين المدينتين على حافة السكة الحديدية يعتبر نقطة تبادل تجاري هامة وهو نقطة توقف دائمة للقطار قي رحلته من وإلى انواذيبو .
هذه المنطقة رغم أهميتها اقتصاديا وسياحيا لا تزال تعاني من النسيان وعدم الإلتفات من الجهات المعنية ، حيث لا تتوفر على شبكة الإتصال لحد الساعة وهذا طوق من العزلة مضروب عليها ولا تلوح بوادر حله في الأفق
؛ مما جعلها تعيش عزلة تنضاف لعزلة المواصلات إذ يعتبر القطار هو وسيلة النقل الوحيدة المتوفرة بتلك المناطق .
شهدت هذه المنطقة موجات هجرة عبر فترات متفاوتة كان سببها اللهث وراء التعليم ؛ حتى الخدمات التعليمية لم يكن لأبناء ساكنة المنطقة نصيب منها ؛ إلا أنه وفي الآونة الأخيرة وبفضل جهود مستميتة من البلدية تم بناء إعدادية مكتملة .
الأمر الذي ساهم بدوره في رجوع بعض الأسر وعدول اليعض عن قرار الهجرة ؛ وبقي البعض يراوده حلم العودة الذي لم يتحقق هذه السنة نتيجة صعوبة النقل علي نية العودة السنة القادمة .

كما يعاني المركز الإداري والبلدية مترامية الأطراف من عزلة خانقة ، مما يجعل يجعل فك العزلة عنها مطلبا ملحا لا يقبل التأجيل ؛ كما أن انفتاحها واتصالها المباشر بازويرات والمناطق الصحراوية جعلها تستفيد -شيئا ما –
من البضائع القادمة من الجزائر والمخيمات الصحراوية حيث تشكل تلك المواد فرص عمل لعدد من سكان المنطقة العاملين في مجال التجارة .
أمل سكان المنطقة كبير في تحسين أوضاعهم المعيشية والخدمية خاصة بعد دخول تازيازت 2 مجال البلدية وتعمل الأخيرة على أن ينعكس تواجدها علي المنطقة بشكل إيجابي ؛ هذا بالإضافة لتواجد أماكن التنقيب عن الذهب بمحاذاة المنطقة (منطقة آحميم )نموذجا و يأمل سكان المنطقة أن يتم استجلاب آليات طحن ومعالجة الحجارة على غرار مقاطعة الشامي ؛ لإضفاء ديناميكية أقتصادية علي المنطقة .
ويعتبر شح الموارد المائية مشكل يؤرق سكان المنطقة كونها منطقة رعوية بامتياز ؛ حيث يعاني سكانها من العطش خاصة في فترة الصيف كون القطار هو مجرى المياه الوحيد دائم الجريان في المنطقة والذي يزود مناطق السكة الحديدية بالمياه المستجلبة من بحيرة بولنوار الجوفية ،
لذلك يعتبر إنشاء مضخات مائية ” صونداجات ” مطلبا ملحا لدى الساكنة وهو أمر ليس بالمستحيل لتواجد شركتين عملاقتين في المجال الجغرافي للمنطقة .
هذه المنطقة رغم قساوة الظروف فيها إلا أنها تمتلك معادن من الناس الطيبين والكرماء الكرم الطائي الذي لا حدود له ؛ ولاغرو فهي جزء من أرض يقال فيها :
قد قضى الله أن أنخنا الجمالا :: ببلاد تسبي العقول جمالا
في هذه القرية الوديعة التائهة في الصحراء من الجمال مايجعلك تتيه في رمالها الممتدة في أفقها الرحب ؛
بحيث إذا تجولت فيها يذهب عقلك إلي عالم الخيال لروعة انسجام معالم الطبيعة بالمكان وهدوءه .

أما وقت الغروب فيها فهو لوحة فنية من إبداع الخالق ؛ فسلام عليها وعلي أهلها السلام .
المختار ولد أبو بكر ولد أعمر الظاي