أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة محمد ولد عبد العزيز “إميه” الشنقيطي (0109)

العلامة محمد ولد عبد العزيز “إميه” الشنقيطي (0109)

الدكتور عبدالرحمن حمدي ابن عمر

كنت سئلت مرات عديده من طرف من لهم بحوث متعلقة بالعلامه محمد ابن عبد العزيز ومن غيرهم عن ترجمة له فلم أر ترجمة وافية له فرغم وفرة ما قيل في هذا العلمة تبارك الله من مديح وثناء يند ر أن تجد كتابة عنه شامله حسب المتوفر.

 أدرك أن الكتاية عن علم مثل العلامه أميه تستلزم وقتا أوسع، وتأليفا أجمع ومقاما أرفع لكنني أنطلق من قاعدة أن ما لا يدرك كله لا يترك جله .

نسبه: هو الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز بن الشيخ محمد المامي بن البخاري بن حبيبل بن باركل ابن أحمد بزيد 
أمه: أم المومنين بنت محمذن بن محمد مولود بن حبيبل بن باركل
من ألقابه أميه و(الاطرش)
أبناؤه :أحمد بابه ومحمد المامي وأحمد مولود ومحمد عبد الله وعتيق وام المومنين وآمنة وجدتنا فاطمة والنن وآم وانباره رحمهم الله تعالى

من شيوخه:
العلامه محمد بن محمد سالم و والده الشيخ عبد العزيز 
عمره يرى العالم محمد عبد الله بن اشبيه أنه:( عاش ثمانية وخمسين سنة …) من ورقة بخط وتصنيف العالم محمد عبد الله بن اشبيه رحمه الله وأبقى في الصالحين ذكراه وهي الآن بحوزة أبنائه وعندي صورة منها وهو عكس ما حدثتني عمتي حفيدته أم المومنين (مينين )بنت عبد الرحمن أنه صام مع جده الشيخ محمد المامي مما يرجح على جهة التقريب أنه ولد سنة 1264 .والله تعالى أعلم 
بيئته: 
نشأ في بيت علم وإمارة ومرم وعمر زاوية الشيخ محمد المامي التي طار صيتها وطاب قوتها فكانت في أيامه وكان لها كما وصفه الشيخ محمد المصطفى بن الشيخ محمد عبد الله بن تكرور :

“وزاوية عن زورها ينزوي الفقر*وشيدها العلم المورث والنصر.*

وأبرق فيها مزن علم جرت به *من الشيخ أتهار يواصلها بحر**

وتسمع ضوضاء الحجيج امامها*ويطربك الترتيل والدرس والذكر.*

فما حاتم الطائي في حلم أحنف *على عقل إياس إذا مده عمرو 
 

*بأطول باعا في العطى من محمد*ولا العارض الهتان في صوبه قطر”

وعن هذه الزاوية وارتباطه بها يقول العالم الاديب محمد عبد الله بن اشبيه:(وقد عمر زاوية أبيه عبد العزيز وامتلأت من التلاميذ من كل النواحي ودرست جميع الفنون ودرس بها أكثر علماء الوقت ومدحه علماء الوقت وشعراؤه ومدحت زاويته لعلمها وتعلم تلامذتها كانت الزاوية زمنه خيمة كبيرة يسكنها التلاميذ الذين جاءوا من كل حدب وصوب لتحصيل العلم ،
كان المصلى بجوارها دائما، كانت هي المنصة التي تصدر منها أوامره ونواهيه وكانت أوامره مطاعة … ) من ورقة بخط وتصنيف العالم الأديب محمد عبد الله بن اشبيه رحمه الله وأبقى في الصالحين ذكراه كان كتبها عن حياة هذا العلم وهي الآن في مكتبته بحوزة أبنائه حفظهم الله وعندي صورة منها
وكان العلامه محمد بن عبد العزيز رجلا ممدحا وقد كان مجموعته أهل باركل في زمانه فكثير مما قيل فيه خاصة يظن كثيرون أنه عام في مجموعته مثل شعر الشاعر الخنذيذ محمد عبد الرحمن بن المبارك بن يمين و منه

“باركل واحمد بزيد == ماكط انشبه ما نل *وامن الناس اكرم وامد ايد**أمنها زاد امعلم عند الل)

إلى آخر تلك الروائع البدائع وزار الزاوية علماء كثر ودرسوا فيها منهم العلامه ااشيخ عبد الله (كلاه)بن صلاح الذي يقول مشيدا بوفرة مراجع هذه الزاوية وكرم صاحبها ومجده :

(وخيال ألم بي في الرقاد*هاج ما هاج طيفه لفؤادي* طاف بعد الهدو بي وصحابي*

بين ذات الدلا ونجد الرقاد*عجبا كيفما امتطيت إلينا*

كل ناء النياط وعر النجاد* وفلاة يضل فيها قطاها*

ينأم البوم وسطها كالمنادي* ولقد كنت لا تطيقين مشيا* مثل مشي الأسير في الأصفاد*

ثم أهدت بشاشة لي وقالت* من وصالي لقد عدتك العوادي*

قلت يا جمل قد عدتني عنه* كتب لم تكن ترى في البوادي*

كتب الماجد المحمد فعلا* نحل عبد العزيز قطب البلاد*

كتب عز نيلها كل حبر* وافر العلم وهو عين الجواد*

كتب تجمع العلوم إذا ما* حاءت الكتب بالعلوم بداد*

صححت بادي العلوم وأبدت* ما من العلم للورى غير باد*

وتزين العلوم خطا وتقفى* لمريد لها بنيل المراد * قد حبتنا بما نحب حباها*

رب كل العباد حب العباد* وجزى الله ربها الخير عنا* ورعى الله فعله بالأيادي)

ديوان الشيخ كلاه تحقيق: نناه بن أحمد حامد ،رسالة تخرج من المعهد العالي 1986م ص:265 –264. وكالعلامه أحمد بن كداه الكمليلي كما وصف أهل الزاوية والعلامه محمد بن عبد العزيز بالتجديد في قول القائل (

طرقتنا أميم بعد المنام **في موام أنزح بها من موام**

طرقتنا بعد ارتباك الظلام **بأجيج الصبا وثج الغمام **

رمت تكليمها فصدت وقالت** ليت شغري ما لي وما للغلام*

قد أثارت مسرة حين زارت*وأذاقت بالصد طعم الحمام*

بيد أنا وإن نأتنا فإنا * قد أتينا الهمام وابن الهمام*

قد أتينا محمدا ذا المساعي*نجل عبد العزيز نجل المام*

من أشادوا وجددوا دين طه* بعد أن كاد يرتدي بانعدام*

وأقاموا مروءة ضعضعتها*بارتكاب القبيح أيد الطغام*

فجزيتم عن المروءة خيرا*وعن المرملات والأيتام*

كم وفود وافتكم و عام بؤس*فانثنوا منكم و بأقصى المرام*

في بلاد لو ظل حاتم فيها* مع ما فيه راح فرد اللئام*

قسما بالمليك ليس مرادي* بمناخي هناك جمع الحطام*

بل مرادي رضى المهيمن عني*ولدى الختم نيل حسن الختام.)

رأيت هذه القصيدة في ورقة عتيقة عندنا ولم تتسن لي معرغة قائلها الآن وقد تقدمت أبيات العلامه محمد المصطفى ابن تكرور فيها تخرج من الزاوية ودرس فيها كثيرون منهم محمد محمد يحيى ابن ابوه الذي يقول :

(وأما من أخذت عنه شيئا أو أشياء فلعلي لا أستطيع ذكرهم فمنهم عبد القادر بن محمد ومحمد بن عبد العزيز رحلة محمد يحيى بن ابوه ط مرقونه ص:10 . حبيب الله بن محمد بن محمود ومحمد المام( امام ) بن محمد بن محمد البخاري وأحمد زروق بن بلها وآب بن البخاري ومحمد المامي (أمام)وأحمد محمود ابنا محمد البخاري ومحمد المامي ابن احمدو التندغي من آل سيد المصطف

من أوصافه: 
وصفه العلامه القاضي محمد بن ابياه بأنه من أولي الامر بتفسيريها فقد كتب على يعض أحكام العلامه محمد عبد الله (اباه) بن النون لجدنا عبد الرحمن بن محمد بن ابن عمر مسلما لها ما نصه:(اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقني اجتنابه وأعوذ بك أن يشتبها علي فأتبع هواي
أما بعد فإن ما حكم به القاضي محمد عبد الله بن النون لعبد الرحمن بن محمد من ملكه لمال عيال أهل ابن عمر جلب له من شهادة المبرزين ونصوص المعتمدين ما أوجب تسليمه والعمل بمقتضاه فلذلكم سلمته كما سلمه محمد بن عبد العزيز وكفى مسلما وشاهدا مع كونه ممن يلزم القبيلة امتثال أمره لكونه من أولي الامر على كلا التاويلين كتبه المعترف بجهله وقصوره محمد بن ابياه وقاه الله ما لا يرصاه) من وثيقة بمخطوطاتنا بانواذيبو وتاويلا أولي الامر الذين عنى العلامه محمد بن ابياه هنا هما الواردان في قول العلامه أحمد بن احمذي في تفسيره :(ثم أولوا الأمر إذا يفسرون* الأمراء والعلماء العاملون ) وعلى ذكر أولي الامر فممن رأيته أطلق عليه لقب أولي الامر ابن عم العلامه أميه و عم والد والد هذا العبد الضعيف: العلامه الشيخ أحمد يعقوب بن محمد بن ابن عمر لسبقه بتطبيق الحدود في مواضع تنعدم فيها أي سلطة تضبط أمور الناس مما سهل على معاصريه ومن بعدهم أن يطلقوا عليه وصف “أولي الأمر” إذ كتب العلامة محمد موسى بن احميد مسلما بعض ما كتبه أحمد يعقوب  ما كتبه أحمد يعقوب لأخيه عبد الله في الموالي ومالهم لايجوز تعقبه لقول الله “”يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم “وهم العلماء والأمراء وفيه الوصفان )
وقد وصفه العلامه محمد سالم ابن أبي المعالي بأنه توفي” قاهر اللصوص”، و”مدرس الشروح والنصوص “في سياق كلامه عن حفيده ابن خال والدي الداهي بن أحمد باب بن محمد بن عبد العزيز فقال في إحدى رحلاته التي يقول فيها “”

من البوادي سرت عنهم قاصدا # ذات السقوط مع أخي راشدا
قوم من آل بارك الإلــــــــــــــــه # فيه وفيهم بارك الإلـــــــــــــه
أحمد نجل المامي ذي اللطافه # وذي السيادة وذي الظرافــــه
وحمدي نجل عــــــابد الرحمن # بحر الندى وغرة الزمـــــــــان
والداهي من اوصافه لا تحسب # سيــــــان فيه موجز ومطنب
سليل احمد بــــابه ذي الأداب # والعلم والحديث والكتــــــاب
نجل محمد قـــــــاهر اللصوص # مدرس الشروح وا لنصوص
سليل سيد الدنيا و الآخره # عبد العزيز ذو المزايا الفاخره
والده الشيخ محمد المامــي # تقصر عن نعوته انظامـــــــي
ثم سمي والد القبيــــــــــلة # قد كان رابعا لذي الثلاثة
نجل العتيق بن محمد البخا # ري ذي العلو من في العلوم رسخا)

وقد وصفه العالم الأديب محمد عبد الله بن اشبيه بأنه (صاحب الاستقامة الظاهرة والباطنة وهو العالم الجلبل والولي النببل حاز الولاية والإمارة في دهره وكان جمبع أهل ناحيته تحت سلطته كانت له كرامات خارقة ليست أقل شأنا من كرامات أبيه وجده كان الكل يهابونه )من ورقة بخط وتصنيف العالم الأديب محمد عبد الله بن اشبيه مرجع سابق.
ويقول الشاعر محمد بن محمد خوي مخاطبا الفقراء والسؤال:

(…مخل باط أمة محمد* ما فيه حد اتل ريت* نافعه خاط محمد *لا جيت وال ما جيت …)

وقد اكتفيت في هذه العجالة بذكر بعض أمداح أميه المشهورة خشية التطويل 
وقد ورد وصفه في تحقيق نظم وفيات الاعيان وحوادث السنين :(اشتهر بالزعامة والكرم وعظم الجاه والهيبة خضع له أغلب الشمال كما اشتهر بالصلاح …)تحقيق وفيات الاعيان وحوادث السنين للعلامه المختار ابن المحبوبي بتحقيق محمد بن محمد سالم المعهد العالي 2005 –2006م .ص: 36

صلته بمحيطه ومعاصريه:
احتل الشيخ محمد بن عبد العزيز مكانة مرموقة ورثها عن اجداده بين وجهاء معاصريه لذلك كانت له صلات مع بعض العلماء والوجهاء سبق وأن تناولناها مع شهادات لهم منها أبيات الشيخ محمد المصطفى ابن احمد تكرور المتقدمه التي تعبر عن بعض ذلك (وزاوية عن زورها ينثني الفقر * وشيدها العلم المورث والنصر…)

وممن مدحه العالمة الشاعرة بنت العالم ابن العالم ابن العالم إلى هلم جرا عائشه بنت احمد بابه بن البخاري بن الفلالي بن مسكة الخير بن بارك الله فيه بن أحمد بزيد بقولها:

(محمد أبقاك الإله على الحق* بأمر ونهي ذين من أقوم الطرق

**فأنت لأهل الحق ذخرا وملجأ * وأنت شحاك الظالم المدمن الفسق *

نماك الهزبر المامي فافخر بفضله * وعبد العزيز الحائزا قصب السبق)

من ورقة بخط وتصنيف العالم محمد عبد الله بن اشبيه مرجع سابق. وفي مدحه يقول الشاعر الخنذيذ محمد بن الصوفي :

(دع العتاق الخود في سيرها * نحو الفتى أميه عدوى الظليم *

نحل الفتى عبد العزيز الرضى * من عرضه من كل عيب سليم *

قدره العزيز من علمه *(ذلك تقدير العزيز العليم )

كلمة الفتى من قوله (نحل الفتى …)هي في ظني كذلك وإلا فإن من أنشدني الابيات جعل مكانها الرضى وفيه تكرار لا يخفى بعد كتابتي حدثتي أستاذنا المعلوم ابن المرابط أن وجد الابيات كما كتبت

وقد عرف بخليفة الشيخ محمد المامي ويدل لذلك قول امحمد بن هدار فيه :

(خليفة المامي ذاه* حرت له اذيلاها* لا تصلح إلا لاه * ولا يصلح إلا لاه*ما علينا فعلناه * وما على الناس علاه)

ومما يعبر عن ذلك هذه الرساله من شيخ قبيلة ارقيبات في زمانه محمد بن الخليل ونصها :(بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
وبعد فسلام أسنى وتحية حسنى وكلاهما أطيب من المسك استنشاقا وأحلى من العسل ذواقا إلى من لازالت الأيام تساعده والآفات تباعده وأعطى من عاداه من فساد الدنيا والآخرة ما لايخطر على الأوهام بجاه المنتخب من مصاصة ـــ هكذا في الأصل ـــ معد بن عدنان محمد بن عبد العزيز بن الشيخ من خليله محمد بن الخليل موجبه إليك التماس الدعاء الصالح منك للكاتب وللوالد ولجميع المسلمين ولمحمد المذكور ولتعلم أنه لم يشغله عن القدوم إليكم إلا لقاء النصارى وولد أحمد بن عيده وتجهيز المواسم ومهمى خرج من الجميع يقدم إليك بإذن الله ولتعلم أن هذةـ ـــ هكذا في الأصل ـــ التي تنسب للساحل خائفة جدا كما قال لك محمد فلتكن على حذر منها ولتعلم أنه من واد أدر ــــ هكذا في الأصل ـــــ إلى تاودن ومن هناك إلى هنا خصب جدا والحذر الحذر الحذر من تلك الجهة ولتعلم أنه ياتيك منها من لا تعرفه ولتعلم أن الغرب لم يبق فيه نصراني ومن فيه متوجه إلى هذه الجهة بالفساد وأن هذا أتاه في الكاغد والسلام كتبه أحمد بن عبد القادر بن محمد غفر الله له ولوالديه وللمسلمين آمين .”من مكتبةالشيخ لمرابط بن عبد المعطي جزاه الله عنا خيرا وهي من نوادر رحلي مع الأخ الفاضل الصوفي بن أما اأحمد بابه إلى تيرس وتيجريت تتحدث هذه الوثيقة عن جانب من مكانة الشيخ محمد بن العزيز وعن علاقته بقبيلة ارقيبات إذ يحدثه هذا النقيب منها عن تفاصيل أحداث وقعت إذ ذاك منها الاجتماع مع الأمير وعن بعض أخبار المستعمر ولعل كاتب الوثيقة من آل محمد بن محمد سالم فهو كما هو مسطور أعلاه 
ومصاصة

القوم أخلصهم:نسبا راجع لسان العرب مادة خلص 
من قضاة زاويته ابن عمه : البخاري بن أرب كما تدل له بعض الوثائق بمخطوطاتنا

مقاومته:
كان الشيخ اميه ممن استقبلوا المستعمر بالرفض والمقاومة ولا أدل على ذلك من هذه القصه ، وهي( كما ذكرها العلامة المؤرخُ هارون بن الشيخ سيديَ في الجزء المتعلق بأهل بارك الله من موسوعته التاريخية المسماة: “كتاب الأخبار”، هي كالتالي، ) قام الفرنسيون مرةً بسَجْن أحد نبلاء بعض القبائل ( لم يوصل إليهم ما قبض من العشر، فكسر السجنَ ودخل على محمد بن عبدالعزيز، فأرسل الفرنسيون أحد أعوانهم ليأتيهم به، فمنعه محمد بن عبدالعزيز وقال له: ارجع إلى الحاكم وقل له كم يطلب من المال عند هذا الرجل لنقضيَه له؟ فاشتد غضبه وأرسل رسولا آخر من الأسافل ليأتيه بمحمد بن عبدالعزيز نفسه، فلم يتجاسر الرسول على إبلاغ ذلك إليه وقال له إنه يريد الرجل، فكتب محمد بن عبدالعزيز رسالة إلى حاكم أطارْ، مضمونها أن الفرنسيين لم يجدوا أهل بارك الله في أرضهم يُظلَمون فيردوا عنهم، أو يَظلِمون فيردعوهم، وأنه ليس من عادتهم إسلامُ دخيلهم. فازداد غضب الحاكم واشتدَّ وراسل رئيسَه يستشيره في الإيقاع بهذا الرجل الفاضل ابن الأفاضل. لكن محمد بن المختار (والدَ همام افَّالْ)، وهو إذ ذاك ترجمان للفرنسين، وكان في زيارة لآدرارْ مع مودا، نائبِ والي موريتانيا، فعلِم ابن المختار بعزم الفرنسيين على تغريب محمد بن عبدالعزيز، فأسَرَّ للشيخ سيديَ بذلك. فسار هذا الأخير صباحا إلى حاكم أبي تلميت ليجد معه مودا، ولم يزَل به حتى ألغى طلبَ حاكم أطارْ ومزَّق أوراق إدانة محمد بن عبدالعزيز. وبعد مدة أتى حاكمَ أطارْ الأمرُ بترك القضية، فحزن وعاب رئيسَه ونسَبه لقلة العقل»”نقلا عن مقال الاستاذ الباحث أحمد بن هارون ابن الشيخ سيدي الشيخ سيدي بابه وموقفه من الاستعمار الحلقه السابعه بتصرف خفيف ولعل العلامه أميه قال أيام هذه الحادثة:

( يارب جمع الروم شتت شملهم *واجعل دمارهم يوازي فعلهم *

واحبسهم عن ارضنا يا حابسا * فيلا له نفيل كان سائسا …)

من ورقة بخط العالم محمد عبد الله بن اشبيه مرجع سابق ناقلا عن مكتبة الفاضلة الكريمه أم المومنين بنت عبد المعطي وملمحا إلى أن النظم أكثر من هذا وأنه لم تأت قراءته لمحو في الورقة الموجود فيها .
فدائية العلامة محمد بن عبد العزيز :
لقد كان العلامه محمد عبد العزيز حرما كأنما عناه جده العلامه الشيخ محمد المامي بقوله :

(والافوه قبل لم ينكر عليه* مصير بلادنا حرما أمينا)

ومما يدل لذلك القصة المتقدمة قريبا تحت عنوان مقاومته المنقولة عن المؤرخ الكبير هارون بن الشيخ سيديا ومن ذلك ما كتبه العلامه محمد بن ابياه حين سطر :
“الحمد أما بعد فإني حضرت في مجلس أقر فيه علي بن المخيطير لمحمد بن عبد العزيز أن مابيده من المال له كباره وصغاره وأنه ليس فيه بعير إلا وقد استنقذه محمد بعد يأس منه ووقع ما وقع بحضرتي أيام منزل حي آل محمد للعاكر كتبه محمد بن ابياه وقاه الله كل ما لايرضاه “وكتب اشبيه محمد الامين بن محمد سالم بن ابوه تحت هذا:( أشهد أن ما أقر به علي لمحمد بن عبد العزيز من ملكيته لما له ثابت لمحمد المذكور شرعا بدون إقرار علي على ما حكم به الموثقون والشراح ومحشوهم كتبه محمد الامين بن محمد سالم بن ابوه “اشبيه”علما من ثيقة بمخطوطاتنا بانواذيبو 
من أحكامه التي تتجلى من خلالها صلته بالعلامه محمد عبد الله “اباه ابن النون وجدنا عبد الرحمن بن محمد ابن ابن عمر ما كتبه رحمه الله حين سطر تحت بعض ما حكم به العلامه محمد عبد الله بن النون لجدنا المذكور : “مرسوم يعلم منه أني نظرت ما كتبه الأجلة في كاغد غير هذا وما رسم في هذه والأجلة الشيخ محمد المامي وأحمد يعقوب وأحمد فال وامحمد بن الطلب وسيد احمد بن سيدي عبد الل وأحمد بن ابوه وما كتبوه وحكموا به في زمنهم وله بتاريخهم 83 سنة وزمنهم زمن عافية وخصب وهذا الزمن يعلمه أبلد الناس وأجهلهم ولا يحتاج إلى قص خبره لشهرته ولأجل هذا سلمت ما رسم في هذه الورقة وفي تلك وكتب غرة شوال عام :1428هـ.) ويستفاد من هذه الوثيقة أن زمان الشيخ محمد المامي كان أكثر أمنا وخصبا من زمان حفيده أميه ولعل ذلك مما يعود لكثرة استسقاء الشيخ محمد المامي الموجود في شعره الحساني والعربي والله تعالى أعلم 
و من شهادات العلامة محمد بن عبد العزيز بن الشيخ محمد المامي رحمهم الله ما نصه”أشهدني محمد النام والابات أنهما اقتسما الفرس وبنتها اللتان كانتا بينهما بأن صار لمحمد النامي ثلاثة أثمان من الصغيرة والكبيرة وباقي الصغيرة للابات ثم بعد القسمة اشترى محمد النام ثمن الكبيرة ورسنها بمائة وستين أوقية أجلها نصف ذي القعدة القابل ووهب للابات ثمن الصغيرة لمحمد النام فصار له نصفها وقال الابات إن الهبة بلا عوض وأنه من نصيبه الذي وهب له عبد الله من الخيل وكتب آخر يوم من رمضان عام: 1332م. محمد بن عبد العزيز متبرء من حوله وقوته.”توجد هذه الوثيقة بحوزة الكريمة الفاضلة الزغم بنت محمد النامي في “لعظيم ” المعروف حاليا بالشامي.
من أنظامه:
(لمسلم على أخيه المسلم* من الحقوق رمز أم فاعلم *

يرحم عثره ويغفر زلته * يستر عورة يقيل عثرته *

لعذره يقبل يرد عيبته* نصيحة يديم يحقظ حلته*

لذمة يرعى يعود مرضته* يشهد ميته يجيب دعوته …)

إلى آخره فهو يناهز 13 بيتا رأيته بخطه في مكتبته حفيدته أم المومنين بنت عبد المعطي ين الحاج ولم أستطع قراءته للمحو والضياع )

هكذا وجدت في ورقة بخط وتصنيف العالم محمد عبد الله بن اشبيه م،س، وقد ورد فبها النظم هكذا ولعل مما يشهد لما فيها فول ابن مالك :(وربما أعطي لفظ الوصل ما * للوقف نثرا وفشا منتظما)والله تعالى أعلم.

وقد توفي جدنا اميه وجدتنا الوليه الصالحه آمنة بنت يوسف في شهر واحد وقد أرخ لوفاته 
أحمد عبد الله بن محمد بن محمذ بن عباس مؤرخا لوفاة الصالحة آمنة والشيخ محمد بن عبد العزيز 
في عام دمسش بعيد هجرة* نبينا من مكة لطيبة 
فارقنا غوث الورى محمد * هو لعابد العزيز ولد 
ومعه في العام ذا توفيت * آمنة وبالصلاح عرفت 
ورحمت في العام هذا أمي * وبرئت من ريبة وذم 
صبت عليهم و من الرحمن * سحائب الرحمة والرضوان “
وجدت هذا النظم بهذا العزوللقائل المذكور في ورقة عندنا وعام دمسش:1344هـــ.

و قد توفي اميه رحمه الله ساجدا وسط صلاة الظهر كما في ورقة بخط العالم الاديب محمد عبد الله بن اشبيه مرجع سابق. ولذلك يدل قول ابنه محمد عبد الله بن اميه:
(والدنا سمي طه الاسنى* إختم له ياربنا بالحسنى*

وسط صلاة الظهر يوم الجمعه *فياله يوما ويا ما أفجعه *

في عام دمسش في يوم حد ويب *(كتسع حجة) ويونيه رجب )
وممن أرخ لوفاته العلامه محمد يحيى ابن ابوه الذي يقول :

“وفي صلاة الظهر ثاني عشر== ذو حجة يوم العروبة الأغر ==

بعد ثلاثة من المئينا ==ألف وأربع وأربعينا==

توفي الشيخ الرضا محمد == سليل عابد العزيز الأوحد ==

جادت عليه ديم الرضوان == مشفوعة بالروح والريحان .”

وقد أرخ لوفاته أيضا العلامه المختار بن المخبوبي الذي يقول في سياق كلامه عن أحداث عام 1344 هحريه :

(وموت ذي الفضل محمد نحل * عبد العزيز ذي الصلاح العدل *

تجل الإمام موقف العقول * بعلمه المعقول والمنقول **

وبمعاني نظمه الحسان* * العربي منه والحساني *

وبالذي أفاد من دفين * في ذاتي الميراب والدلفين *

وبالفتوحات اللواتي حصحصا * منه لديه عد مقدار الحصا *

بدر تمام الدهر ذو الإلمام * بثغره الشيخ محمد المامي…)

راجع نظم وفيات الأعيان وحوادث السنين للمختار بن المحبوبي بتحقيق محمد ولد محمد سالم المعهد العالي : 2005 — 2006م .ص:36.

وبمعاني نظمه الحسان *ال لما توفي محمد بن عبد العزيز رثاه خلق كثير منهم فتى ابن سيدا مين الءي يقول :

( جميل المراثي في ابن عمك لائح == فالافعال والأقوال منه ملائح*
تقي نقي عالم وابن عالم == ولي أبـي كل ذلك صالح*
مضى عمره في الله والناس قائم == عليهم بما للناس فيه المصالح*
يغض عن السفساف طبعا وطرفه == إلى عين أبكار المكارم طامح*
صبور على حمل المشقة والأذى == حليم، عن الزلات عاف وصافح*
وهوب على العلات أكرم ماله == إذا ضن بالمال الكرام المسامح*
سجيته التعليم لله مذ غدا == ومذ راح والمعروف غاد ورائح*
ولا عيب في معروفه غير أنه == فواضله للفاضلين فواضح*
علا هرما جودا ومعنا وحاتما == وعروة بن الورد والأمر واضح*
تفيض على الأرضين منه سحائب == بها رويتْ حِزّانُها والأباطح
ويرجع عنها من يروم فسادها == يناضل عن سكانها ويناطح
نما الدين والدنيا حياة محمد == ولم يوت أمر في المروءة قادح*
ولا غرو أن طابت سجاياه كلها == ككل إناء بالذي فيه راشح*
مدائحه قبل المراثي جميلة == منمقة من ما تجيد القرائح
فقلت له لما تأملت حسنها == وحسن المراثي والدموع سوافح:
“لإن حسنت فيك المراثي وذكرها == لقد حسنت من قبل فيك المدائح
وما أنا من رزء وإن جل جازع == ولا بسرور بعد موتك فارح”*
فلا تعتقد شبها له في مقامه == من اعلى مقامات الخلائق نازح*
فكل نرجى أن يكون خليفة == وما منهم إلا لذلك لامح*
هداة سراة بارك الله فيهم == وكل إمام بالبرية ناصح*
يشق علينا أن يصاب محمد == ولكنها الأرواح فينا منائح*
لتبك العوافي والقوافي وأهلها == وأمر فظيع في البرية فادح
ليبك عليه الدين فهو عماده == وكتب علوم الدين نص وشارح*
لتبك اليتامى والأيامى وكل من == به حل ضيف فهو للكل جامح*
تلقاه من مولاه روح وراحة == وجنات عدن عرفها الدهر فائح*
عليه سلام الله ما هبت الصبا == وما ناح في غصن من الأيك نائح*
لعمري لإن أمسى رهينا محمد == لقفر عليه جندل وصفائح*
أيا عام غابت شمسنا عند شمسه == وقد ملئت حزنا لذاك الجوانح
جعلت علينا خير عام مباركا == تدين لنا أربابه وتسامح
صلاة وتسليم على أكمل الورى == وآل وصحب للظلام مصابح)

ديوان فتى بن سيدامين بتخقيق أخينا وأستاذنا المعلوم ابن المرابط جامعة انواكشوط سنة 1431 — 1432هجريه 
وفي رثائه يقول العلامه الشيخ محمد يحيى بن محمد الأمين بن ابوه يرثي محمد بن عبد العزيز، رحمهم الله تعالى :
سقى الله رب الناس قبر محمد ==سحائب رضوان تروح وتغتدي*
وأولاه ما أولى أولي الفضل كلهم == شهيدا وصديقا وهاد ومهتدي*
وألحقه بالصالحين مبوّأ == جوارَ إمام المرسلين محمد
بما كان يقفو هديه غير مُؤْتل == ويسْتَنُّ منه فوق موْرٍ مُعَبّد
وما كان يتْقى الله جهد استطاعة == على كل حال في مغيب ومشهد
وما كان يُهدي صفو طيّب ماله == رجاء رضاه من طريف ومُتْلَد
وما ساق من نفع وما كف من أذى == على رغم أنف من غشوم ومعتد*
فإن له في الصالحات لَرتبة == تقاصر عنها كل سعد وفرقد
فقد كان منجى من مخوف ومعْلما == لكل مرجّى مَن ييمّمْه يرشد*
وقد كان بدر التمّ في كل مجلس == فقد قل في مقداره سعد الاسعد*
وقد كان للعافين كهفا وملجأ == لكل ضريك بالهموم مقيد*
وكان سراجا في الدياجي فمن يكن == به مستضيئا في الدآدئ يهتدي
وكان إمام المسلمين جميعهم == ومغزاهم المحمود في كل مقصد*
يروح إليه منهم كل رائح == ويغدو إليه منهم كل مغتد*
تدور به الدنيا رحاها وإنما == تدور به الأخرى على الحق لا الدّد*
فلو كان يفدى بالنفوس وما لَها == بذلناهما لكنه غير مفتد*
عليه سلام الله في كل ساعة* ورحمته تزداد في كل مشهد
وبارك في أبنائه الغر ربهم == ويسرهم للخير في كل مورد*
أأحمد بابا أنجح الله ما ترى == من الرأي من جزل رصين مسدد
هبَ اَن قلّدتك العالمون أمورها == وأنت ورب العرش حق مقلّد
فقم واستعن بالله لا تدْع غيره == لأمر ولا تعلق به الدهر ترشد
وكن ذاكرا إما ذكرت محمدا == مصابا بخير العالمين محمد
فقد كنت تدري الأمر لا بد واقعا == وتعلمه لا شك غير مخلد
فصبرا لهذا الأمر تحظ بأجره == وتعظم به فاصبر له وتجلد
فقد لحق الشيخ الكريم بحزبه == وآبائه الأخيار من كل محتد
أفاض علينا الله من بركاتهم == وكان لنا طرا بعز مؤبد*
وبارك فينا أجمعين بجاههم == وأصلح من أحوالنا كل مُفْسَد*
ولا زال آل شيخنا المام سادة == لهذا الورى حقا وأهل تعبد*
يسوسون أهل الأرض شرقا ومغربا == وتحجوهم الوراد من كل مورد*
فيرجع من ينتابهم بمرامه == فمن جاهل أو خائف جائع صدي*
بجاه رسول الله صفوة خلقه == وأكرم مبعوث إلى الخلق أحمد*
عليه صلاة الله تترى وآله == وأفضل تسليم يروح ويغتدي)

أتحفني بهذه المرثية أخي الفاضل المعلوم ابن المرابط
وهذه العجاله تاتي ضمن حلقات سلسلة (العماد الذي قات به الدول )التي كنت نسرت الحلقة الأولى منها قبل عام تقريبا والله الموفق 
المصادر والمراجع 
ورقة بخط العالم الاديب محمد عبد الله بن اشبيه كان كتبها رحمه .الله عن حياة هذا العلم موحودة بمكتبته عند أسرته وبحوزتي صورة منها بخطه
ديوان فتى بن سيدا مين بتحقيق أخينا وأستاذنا المعلوم ابن المرابط
وفيات الاعيان وحوادث السنين للعلامه المختار بن المحبوب بتحقيق محمد بن محمد سالم، المعهد العالي ،2005 —2006م.
ديوان الشيخ كلاه تحقيق نناه بن أحمد حامد المعهد العالي 1986م
وثيقة بحوزة الفاضله الكريمه الزغم بنت محمد النامي
وثائق بمخطوطات أسرتنا بانوذيبو

 

قلم الدكتور عبدالرحمن حمدي ابن عمر

صدقة جارية