أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / سيدي الرئيس نحن على مفترق طرق/رأي حر

سيدي الرئيس نحن على مفترق طرق/رأي حر

كلما طالعت مقالا لأحد الكتاب المهتمين بوطننا رأيت فيه أو أحسست منه نزوعا إلى تغيير الواقع،  وهذا مفهوم إلى حد بعيد ذلك أن النفس مولعة بالتغيير تنزع إليه نزوعا سيما حين يصب في مصلحتها، والناس صنفان أحدهما تعتريه النوازع الشخصية يدور في فلكها وتحركه أينما تشاء  فلا يعنيه على الإطلاق ما يصاحب ذلك من تناقض صريح أو ضمني  فالغاية تبرر الوسيلة.

 اما الصنف الثاني فهو مدرك للمآلات باصر لواقع الحال يسكنه التدبر باسم الأمة ومعني بشواغلها.

ولكن بالتأكيد أن لا أحد يمكنه أن ينكر أن الفرد هو الجماعة؛ فإذا تحقق لكل فرد على مبتغاه وصلنا في النهاية إلى جماعة حصلت بالكل على مآربها،  ولكن كيف السبيل في ظل تناقض المصالح والصراع الأزلي بين الخير والشر بين المصلح و المفسد إلى التوفيق بين مجموعة الأشياء المتناقضة داخل كياننا الوطني، هل نحتاج بعد زهاء الستين عاما من الاستقلال إلى مراجعة أنفسننا والتفكير بجد حول قضايانا الشاملة؟ 

بدون ريب لا بد لصناعة دولة وطنية من إكراهات جمة معظمها غير  محبوب لدى عامة الناس، الذين لا يكرهون التغيير بل ينتابهم الجزع من ذكر هذه الكلمة الفزاعة، ولكن كما يقال لا بد من لا بد منه بد، إن الوحدة الوطنية، واللغة الجامعة، و مراجعة الاتفاقيات الكبرى والدخول إلى اقتصاد السوق وتحقيق اكتفاء ذاتي ومحاسبة الناس في تقصيرهم إزاء تأدية واجباتهم و بناء منظومات صلبة تحارب كل دعاية جهوية، قبلية، شرائحية  لهي عناوين عريضة لا غنى عن البت في شأنها من أجل  العبور إلى دولة المؤسسات.

أعتقد أنه في هذا الظرف هناك خياران إما ان نفشل وهو بالتأكيد خيار بالغ السوء و لكنه وارد باحتمال كبير إذا سرنا بنفس الوتيرة في التسيير والتفكير. أما الخيار الثاني فهو النجاح في بناء دولة قوية تعتمد على أبنائها جميعا و هذا ما يجب ، فمن يفعل هذا التغيير سيكون قائدا عظيما يدخل تاريخ هذا الوطن و سيبقى مرجعا لكل اللاحقين من أبنائه تماما  مثل كل العظماء ولكن إذا فشل فسيبقى رقما يمر عليه الناس دون أن يحيطوه بما يستحق من ذكر بل لربما ظنوه سببا من اسباب نكباتهم و سوء الطالع الذي رافقهم، قائد هذا التغيير بحاجة إلى تلك النخبة الراشدة التي تعني معنى أن يكون لديك وطن فيه أمن و صحة وتعليم ومساواة وعدالة.

لي رجاء أخير أن يكف رجال الأنظمة الذين فشلوا فشلا ذريعا في تقديم الدروس إلينا  فنحن بحاجة أن ننطلق ليس على طريقتهم بل على طريق مغاير  فحسب تجربتي  المتواضعة التلفزيون  لا يصنع واقعا،  وأملي كبير أن يبادر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لصناعة هذا المستقبل الذي تحفه النكبات من كل جهة وهو برأيي قادر على الفعل والإنجاز الصعب، فليس بالتأكيد نزهة أن تصنع المستقبل وتغير الواقع البائس، ولكن كم هو براق وآسر أن تصنع وطنا تجد نفسك فيه من الخالدين.

موقع تابرنكوت

صدقة جارية