الذكرى الخامسة لوفاة المغفور له فياه ولد المعيوف

تحل اليوم السادس عشر من مارس الذكرى الخامسة لوفاة فقيد الوطن المرحوم فياه ولد المعيوف، وبهذه المناسبة الأليمة ندعوا الموريتانيين الى الترحم عليه طيب الله ثراه،

كما نعيد نشر مقال كان قد كتبه المدير الناشر لموقع تابرنكوت محمد ولد حمــــود عن مكانة القائذ الفذ فياه ومايستحقه على وطن لم يرد له الجميل للأسف.

• تابعت كغيري في الايام الماضية مناشير تداولها الموريتانيون بشكل واسع لشوارع قامت بلدية تفرغ زينة بتسميتها على علماء وأبطال مقاومة ورموز من المجتمع الموريتاني.
  وعندما جاء ذكر الأبطال والرموز تذكرت المرحوم البطل فياه ولد المعيوف طيب الله ثراه الذي ضحى بنفسه دفاعا عن الوطن في ظروف صعبة وإمكانيات مادية متواضعة، فلم يكن الجيش الموريتاني آنذاك يمتلك من المركبات العسكرية الكثير، باستثناء سيارات من نوعية لاندروفر مكشوفة السطح غير مكيفة ، كما أن وسائل الاتصال كانت متواضعة والطرق وعرة ومترامية الاطراف… ناهيك عن شراسة واستماتة العدو أنذاك…
  في هذه الظروف الصعبة جدا قدم البطل المرحوم فياه ولد المعيوف نفسه رخيصة دفاعا عن حوزتنا الترابية في زمن ضعفنا وتكالب الأطماع علينا. وقد نجى رحمه الله بأعجوبة من الموت عدة مرات ، لكنه لم يكل ولم يتراجع وظل مقداما مغوارا ثابتا شامخا كالطود، مما جعل العدو يخافه ويحسب ألف حساب للكتيبة التى يقودها رحمه الله.

وفي سنة 1981 أخرج للتقاعد وحرم من جميع حقوق خدمته العسكرية الطويلة.

أضاعوني وأي فتى أضاعوا **** ليوم كريهة وسداد ثغر

لم يكن فياه رحمه الله يملك عند تقاعده شيئا ، باستثناء مسكن واحد في حي K، بالرغم من أنه تقلد عدة وظائف سامية كوزير وقائد ومؤسس للدرك الوطني …ضاربا بذلك مثالا رائعا للموظف العفيف المستقيم نظيف اليد.
بالرغم من كل ماتقدم وهو غيض من فيض من تضحياته الجسام رحمه الله ، لم يكلف – مسؤولو بلادنا المنعمين في المكيفات والمكاتب الفارهة – أنفسهم أن يقوموا بلفتة رمزية عرفانا بالجميل لهذا الرجل النادر ، كأن يطلقوا اسم مطار أو مستشفى أو كلية عسكرية على المرحوم البطل فياه ولد المعيوف.
بل الأدهى والأمر أن فياه رحمه الله في مرضه الاخير سافر الي المغرب في رحلة عادية ، وعندما توفي رحمه الله لم ترسل له طائرة خاصة لنقل جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن!
الوطن الذي يرسل في طائرات خاصة للعلاج على حساب الدولة كل من هب ودب ممن لم يقدموا معشار ما قدم هو رحمه الله تعالى رحمة واسعة!
فأي نكران للجميل هذا؟

رحمه الله رحمة واسعة وجازاه عن الامة خير الجزاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.

محمد ولد حمود ولد آبيه
Inchiri12@hotmail.com