ياقادة الخليج افعلوا ما بدا لكم / إسماعيل ولد الشيخ سيديا

زيارة الدولة التي كان سيقوم بها لبلادنا رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد لمدة ساعات تم إلغاؤها واتضح انها كانت مجرد توقف لساعات.
وقد زارنا الامير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للملكة العربية السعودية لساعات.
وفي القمة العربية التي اقيمت في انواكشوط زارنا أمير دولة قطر لساعات.
وحده مؤخرا أمير الكويت الراحل الشيخ صباح هو من بات معنا في القمة العربية الاخيرة في انواكشوط وقد ناهز التسعين.
هل من طيب يخبر إخواننا في الخليج العربي أن الملك فيصل والشيخ زايد زاروا موريتانيا لايام ؟ وانهما كليهما من أفضل رجال الدولة الوطنية في الخليج العربي على الإطلاق ؟
وهل من طيب يخبرهم أننا في موريتانيا مستقلون في الاصول ومستقلون في إجازة القرآن والحديث ومستقلون في الشعر والاحلام والخيال العلمي والفقه؛ ولدينا مليون كلمتر مربع نسيطر على أمنها بمنة من الله ثم بفضل يقظة أحفاد المؤسسين من مملكة غانا إلى المرابطين ثم الإمارات الحسانية ثم الدولة الوطنية ؟
رئيسنا ينام كما ينام الرؤساء ويحرس كما يحرس الرؤساء وان لدينا عاصمة وشرطة ومطارا كسائر الناس ؟
وأن لدينا ملايين رؤوس الإبل مثلهم ونحب الفخر والتفاخر مثلهم ونعاف الرذيلة مثلهم وقد نكون نرقد على نفط وغاز مثلهم؛ وقد تدور بنا الدائرة حتى نكون اغنياء مثلهم ؟
أخبروهم ان انعدام زياراتهم لنا تسقطهم من اعيننا قبل ان ترفعهم ولن تجعلنا نحتقر انفسنا؛ واننا نحبهم رغم المجافاة والتنائي مع سبق الإصرار والترصد.
واخبروهم أن بنيتنا السياحية هشة وليست لدينا ليال حمراء ولا صفراء والاهم من ذلك أننا غير عازمين على ذلك مثل غيرنا من الدول ذات النعومة والجمال المدسترين.
فليحبونا ويزوروننا ويعولوا علينا كما نحبهم ونزورهم ونعول عليهم او ليعلموا أننا لسنا مجرد دولة غير ذات موارد ويسوقها إعلامهم في النهار انها بلاد شنقيط والعلم والعلماء وفي المساء بلاد الاطفال المرضى والمعوزين والمعدمين.
زورونا لساعات أو أيام كما تريدون فكرم الضيافة هو مثل صلة الرحم وقول الحسنى. ونحن وإياكم نمتاح من نفس الأسانيد ونرنو إلى نفس الفردوس.
لاضير في الفقر فهو مثل الجهل والصحة والفرح والحزن؛ لكن ان يكون الغنى فلسفة جيوسياسية فهي ماحقة لمعتنقيها قبل مستهدفيها.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا