أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة أحمد بن محمد الراظي الحاجي الشنقيطي (207)

العلامة أحمد بن محمد الراظي الحاجي الشنقيطي (207)

بسم الله الحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد:

ترجمة عالم شنقيطي من أعلام الشناقطة في الحجاز، ألا وهو الشيخ العلامة أحمد بن محمد الراظي المدعو محمدُّ بن أحمد محمد الحاجي، نتمنى أن تنال إعجابكم.

ترجمته:

كان زاهداً في الدنيا صارما في الحق ناصراً للسنَّة وقامعاً للبدعة حريصاً على نشر الخير و إصلاح ذات البين

مولده:

ولد في بلاد شنقيط بمنطقة(الرقيبة) سنة 1330 هـ ومات أبواه وهو صغير لا يعقل وتركا له أموالا وموالي فكفله أخوه لأبيه سيدي محمود.

طلبه للعلم:

ولما شب اغترب لطلب العلم وتنقل بين محاضر الأقلال وأهل السنهوري التندغيين وأهل اطوير الجنة الحاجيين ثم عزم على الحج والهجرة عن حكم النصارى وتحقق له ذلك بعد مشقة سنة 1365 هـ فمر بدولة السودان وجلس فيها مدة من الزمن، ثم دخل إلى السعودية أيام الملك عبد العزيز آل سعود فأدی نسکه و جاور في المدينة المنورة. وقضى فترة يتردد على حِلق العلم بالمسجد النبوي الشريف واستفاد كثيرا من الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني.
ولما اهتم بالعمل واجهته مشكلة الشهادات فالتحق بالمعهد العلمي بالمدينة المنورة، ثم انتظم في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض

عطائه ومهامه:

ثم بعد أن تخرج منها، رشح للتدريس ولكن الشيخ
عبد الله بن احميد توسم فيه أنه للقضاء أصلح، فارتآى على الجهات المعنية توجيهه إليه. وعين ملازم قضاء في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة ،
ثم عين قاضياً لمحكمة وادي الفرع التابع للمدينة المنورة سنة 1380 هـ ولبث فيها عشرين سنة.
كان يدقق في مختلف القضايا، ويتحرى فيها الحق، وكثيراً ما كان يلجأ إلى الصلح ويستعين برؤساء القبائل وأعيانها في ذلك. وقد استطاع أن يحل القضايا الشائكة التي أحيلت إليه وكان بعضها متوتراً قبله
منذ خمسة وثلاثين عاماً كقضية وادي النقيع التي استعصت على غيره فتمكن من إنهائها في مدة وجيزة، وحكم فيها بأحكام مصدقة من هيئة التمييز للأحكام الشرعية في المنطقة الغربية. وعندما اشتهر أمره وطار ذكره في الدوائر القضائية طلب منه رئيس المحكمة الكبرى في المدينة المنورة الشيخ عبد العزيز بن صالح أن يعمل معه ثم عدل عن طلبه حين عرف مزيته لمنطقة الوادي ومعرفته بأحوال أهلها ولما بلغ الستين من العمر سنة 1390هـ أحيل إلى التقاعد فمدد له عمله عشر سنوات أخرى لحاجة الناس إليه.
ولما بلغ السبعين من عمره و أحيل إلى التقاعد تحوَّل إلى المدينة المنورة وجلس بها وكانت له رحلة سنوية إلى موريتانيا بقصد التعرف على أهله وصلة أرحامهم فزارهم في ولايات العصابة وآدرار والترارزة فواسى المحتاجين منهم وأعانهم على بناء دور للسكن وتشييد سدود للزراعة وغير ذلك من أعمال البر.

وفاته:

توفى بالمدينة المنورة يوم 08 شعبان 1415هـ على أثر إصابته بجلطة في الدماغ ودفن في بقيع الغرقد رحمه الله تعالى الرحمة الواسعه وأدخله فسيح جناته آمين الدعاء

المصدر : أعلام الشناقطة في الحجاز و المشرق

دار النشر الأولى 1430هـ – 2009م

فجزاهم الله خيرا

صدقة جارية