أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / تخليد اليوم العالمي للتبرع بالدم

تخليد اليوم العالمي للتبرع بالدم

خلدت موريتانيا على غرار باقي دول العالم اليوم الأربعاء بمقر المركز الوطني لنقل الدم في انواكشوط اليوم العالمي للمتبرعين بالدم، تحت شعار “تبرع بالدم والبلازما وكن سخيا في مشاركة الحياة “.

وتهدف التظاهرة التي يتم تخليدها سنويا إلى تسليط الضوء على أهمية التبرع بالدم لارتباطها الوثيق بحياة المرضى وحث المواطنين وتشجيعهم على المزيد من التبرع لإنقاذ حياة الأرواح البشرية.

وبين الأمين العام لوزارة الصحة السيد محمد الأمين ولد محمد الحاج بالمناسبة أن هذا اليوم يأتي لتثمين المساهمة القيمة التي يؤديها المتبرعون للنظام الصحي الوطني، موضحا أن التبرع بالدم فرصة لتحسيس السكان بضرورة التبرع بالدم بانتظام من أجل ضمان توفره ومشتقاته لجميع المرضى الذين يحتاجونه.

وقال إن الشعار الذي اختارته منظمة الصحة العالمية لهذا العام هو “الدم البلازما، لنتقاسم الحياة، لنتبرع كثيرا”، مبرزا أهمية التبرع بالدم لتوفيره للمرضى المحتاجين، خصوصا النساء الحوامل والأطفال وضحايا حوادث السير ومرضى الكلى ومرضى السرطان، مشيرا إلى أن أهداف هذا اليوم تتماشى مع التزامات الحكومة في المجال الصحي.

وأضاف أن موريتانيا تسجل بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة وفقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، زيادة في التبرع بالدم كل عام، إذ انتقل المركز الوطني لنقل الدم من العام 2022 من 22 ألف متبرع إلى أكثر من 24 ألف من نفس الفترة خلال العام 2023، مشيرا إلى تزايد الحاجة لهذه المادة الأساسية، معتبرا أن العدد لا زال غير كاف لتلبية الطلب على الدم، داعيا إلى المزيد من التبرع الطوعي باعتباره الطريقة الوحيدة لبناء مخزون من الدم الآمن.

وأشاد بالدور المحوري الهام الذي يقدمه المتبرعون لإنقاذ الروح البشرية، موضحا أنه في كل عام يتلقى حوالي 20 ألف شخص في موريتانيا تبرعات بالدم وهو ما يعبر عن إنقاذ العديد من الأرواح، مؤكدا أن التبرع بالدم يعتبر عملا مدنيا باعتباره يسمح للمنشئات الصحية بالحصول على الدم الضروري لعلاج بعض الأمراض، إضافة لتعزير الجهود الحكومية الرامية إلى التخفيف من معاناة السكان على الصعيد الصحي.

وثمن الدعم الذي تقدمه الوكالة الفرنسية للتنمية لوزارة الصحة من خلال تمويل مشروع “تميز” الذي يستفيد منه المركز الوطني لنقل الدم، بهدف تعزيز نظام نقل الدم بموريتانيا، إضافة إلى المساهمة في بناء مركز وطني جديد لنقل الدم في نواكشوط، وتفعيل أول مركز جهوي لنقل الدم بكيفه، بالإضافة إلى بناء القدرات ودعم ترقية التبرع بالدم.

وشكر كل الشركاء الفنيين والماليين على الدعم الذي يقدموه للقطاع في إطار تنفيذ برامجه الصحية.

ومن جهتها أوضحت مديرة المركز الوطني لنقل الدم السيدة خديجة با أن الهدف من هذا اليوم الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية عام 2004 إلى توجيه الشكر والتعبير عن الامتنان للمتبرعين بالدم المتطوعين على تبرعهم الذي ينقذ ملايين الأرواح كل عام بجميع أنحاء العالم.

وقالت إن الاحتفال بهذا اليوم يعتبر فرصة لرفع الوعي العام بضرورة انتظام التبرع بالدم طوعا، وهو السبيل الوحيد لضمان الإمداد الكافي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم ومشتقاته على المستوى الوطني، باعتباره من المنتجات العلاجية الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال التبرع الذي يقدمه الإنسان.

وأشارت الى أن المركز الوطني لنقل الدم سجل في عام 2022 عددا من التبرعات بالدم بلغ 24370 أي ما يعادل 6.5 تبرعا لكل 1000 نسمة، فيما بلغ عدد التبرعات الطوعية التي تم جمعها 5381 أي نسبة 22.8٪ من إجمالي عدد التبرعات، موضحة أن منظمة الصحة العالمية تقدر أنه لتلبية الاحتياجات العاجلة للدم، هناك حاجة إلى عدد من التبرعات بالدم يساوي على الأقل حوالي 10 تبرعات لكل 1000 نسمة، وهو ما يعادل حوالي 45000 تبرع بالدم سنويا لبلدنا، كما توصي منظمة الصحة العالمية بأن 80٪ على الأقل من التبرعات بالدم في بلد ما يجب أن تأتي من متبرعين طوعيين منتظمين وغير مدفوعي الأجر، وهذه المعطيات تبين أن بلادنا لا تزال بعيدة من الاكتفاء الذاتي في الدم ومشتقاته، وهو ما يعني أنه من الضروري اتخاذ إجراءات واسعة النطاق واستثمارات كبيرة لتعزيز نظام نقل الدم الوطني.

وأضافت أنه على الرغم من ارتفاع الطلب على الدم، والتزايد المستمر والصعوبات، سيواصل المركز الوطني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بذل قصارى جهده لتحسين توافر منتجات الدم كما ونوعا لتلبية احتياجات المرضى.

وبدورها بينت المديرة المساعدة للوكالة الفرنسية للتنمية السيدة كلير جالانت موراتي أن وكالة التنمية الفرنسية هي إحدى الجهات الرئيسية المانحة التي تقدم الدعم المالي لتنفيذ استراتيجية المركز الوطني لنقل الدم بموريتانيا.

وقالت إن مشروع “تميز” تم تمويله بقيمة 8 ملايين يورو، أي حوالي 300 مليون أوقية جديدة، بالإضافة إلى دعم المراكز الصحية في كل من غيدي ماغا ولعصابة والطينطان لتحسين جودة الرعاية الصحية، مع التدريب على الصحة الإنجابية والجودة وإدارة الصيدلة والنظافة وتنظيم الرعاية، إضافة إلى فتح وحدة رعاية لضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي في كيفة.

وبينت أن الوكالة تسعى بالتعاون مع الشركاء على افتتاح أول مركز إقليمي لنقل الدم بكيفه، والذي يهدف إلى تغطية كامل بشرق البلاد، فضلا عن إنشاء مركز وطني جديد لنقل الدم، سيوفر إمكانية استيعاب المزيد من المانحين في موريتانيا.

وبين الممثل المساعد المقيم لمنظمة الصحة العالمية بموريتانيا، السيد عبد السلام كي، باسم ممثلة منظمة الصحة العالمية، أن اليوم العالمي للتبرع بالدم يأتي هذا العام تحت شعار “الدم البلازما، لنتقاسم الحياة، لنتبرع كثيرا”.

وهنأ الحكومة الموريتانية على الجهود المبذولة من أجل حسن سير عمل الشركاء في المجال الصحي بشكل عام، مؤكدا استعداد منظمة الصحة العالمية لدعم موريتانيا في جهودها الرامية إلى تطوير المنظومة الصحية وتعزيز دورها تلبية لطموح وخدمة المرضى.

وجرى تخليد اليوم العالمي للتبرع بالدم بحضور أطر من قطاع الصحة وممثلي هيئات المجتمع المدني.

صدقة جارية