أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / رجالات السند الفقهي بتيشيت/أحمدو سالم محمدُ احمودي(216)

رجالات السند الفقهي بتيشيت/أحمدو سالم محمدُ احمودي(216)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد:

(رجالات السند الفقهي بتيشيت)

1 — الفقيه سيد احمد أبى الأوتاد الحنشي البكري الذي أدخل نص مختصر خليل والسند فيه لتيشيت ،
2 — الفقيه المسلمي العقبي أبو بكر بن أحمد بن ألشغ ، وقد قال العلامة ابن الأعمش إن ألشغ هو عالم تيشيت فى زمانه ، وأبو بكر هذا أول من أخذ من التيشيتيين مختصرخليل والسند فيه عن الحنشي ، وله نوازل تعد من أقدم نوازل التيشيتيين، كماسجلت له بعثة المعهد المورتاني للبحث العلمي كتابا فى الفقه ،
ومن بين الآخذين عنه ، الفقيه قاضي تيشيت الفقاري،
وعن هذا الأخير أخذ العلامة الحاج الحسن بن آغبدي الزيدي الداودي
وعنه أخذ كل من العلامة الشريف الحسني التيشيتي محمدُ بن فاضل الشريف
وأخوه العلامة أحمدُ بن فاضل الشريف ،حفيدي االشريف المؤسس عبد المؤمن بن صالح ، وهما المعروفان بعالمي الشرفاء وشريفي العلماء
وعنهما أخذ ابن أختهما العلامة النوازلي الشريف حمى الله التيشيتي
كما أخذ عنهما ابن أختهما العلامة المحدث محمدُ بن الفقيه محمد بن الفقيه المختارالشواف المسلمي التيشيتي ،
☆☆☆☆☆☆☆
.هذا الكناش يحتوي على كثير من العقود
وأغلبها يخص بالشيخ العلامة اهماراسري بن الفقيه محد (امحمد) بن الفقه حمى الله بن الفقيه المختار الشواف ، المُسلِمِي العُقبي نسبا الحسني خؤولة التيشيتي دارا ، وهو شقيق حمى الله انبالّ بن محمد (امحمد) .
ويكتشف منها توثيق معاملاته
أنه كان ثريا يملك الذهب والعقار والعبيد يبيع ويشتري ويسلم
أنه كان موثقا عرفي في المدينة فكثير يوثق للناس أويأمر احد طلابه بذلك
أنه كان مودعا محل ثقة عند الناس يستودعون الناس عنده ويوكلونه ويفوضون إليه في التصرف في أموالهم وتقسيم ترائكهم ولا أدل على ذلك من تفويض تلميذه محمد الصغير بن انبوج له في تركة أبيه وإرضائهم جميعا بحكمه في تقسيمه عليهم ، كما هو الحال في شأن تركة أهل امبوجه وتركة العلامة أحمدو الصغير
و أبناء انبوج كانوا تلامذته و كان لهم شأن كبير في تيشيت وأنهم أثروا الساحة العلمية والثقافية في مدينة تيشيت بتوليهم خطة القضاء فيها وحلهم لكثير من النزاعات بالحكم الشرعي أو بالصلح ، وتوثيقهم لعقود الناس المختلفة ، ويرد ذكر شيخيهما اي أحمدو الملقب اهمَارِسرِ ، وأخوه حمى الله الملقب انبالَّ.
☆☆☆☆☆☆☆
.بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
وبعد فإن العلامة الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبه الأبيري في رحلته لطلب العلم مر بتيشيت(كما هو ثابت عند أهل تيشيت) فمكث بها زمنا (يقدر بسنتين أو أكثر) ، يطلب العلم ،ويتضلع من المطالعة في المكتبة العتيقة التي يعود تأسيسها على يد الفقيه محمد بن مسلم في أواخر المائة السابعة ، وكانت تعد من كبريات المكتبات في هذه البلاد”التكرور” حيث عكف أبناء الفقيه محمد بن مُسلِم الفهريين التيشيتيين ذكورا وإناثا على جمع الكتب استنساخا وشراء وجلبا إلى أن صارت وجهة لكبار علماء الشناقطة وتضرب لها اكباد الإبل ، كما ان انقراض بعض الأسر العلمية منهم وتخليفهم لخزانات كتب جمعت بعدهم في هذه الكتبة جعلها تكون زاخرة بآلاف الكتتب والمراجع المتنوعة ، وهذا ماجعل العلامة الشيخ سيدي يقيم بهذه المكتبة مقبلا طيلة وقته على مطالعتها ، وغيره من الأعلام
وقد أدرك العلامة الشيخ سيدي بقية من عمر العلامة المحدث محمد بن الفقيه حمى الله بن الفقيه محمدُ بن الفقيه المختار الشواف الذي قال وصفه المختار بن حامد بأنه: ((عالم زمانه ومدَبِّر أمور حيه تولى قراءة الحديث حياته واشتهر بالصلاح في بلده كان كثير التلاميذ قائما بأمورهم من نفقة وكسوة وقد انكشف قبره بعد ستين سنة من وفاته بحضرة الأفاضل من عشيره وغيرهم ولم يتغير منه إلا لون كفنه)) .
أما والده هو الفقيه حمى الله فقد قال عنه أيضا المختار بن حامد : ((كان حمى الله من أهل العلم والسياسة وعدم الإذعان لغير الحق وكان كثير الأسفار فى حوائج أهله ، عاش 120 سنة وتوفي 1201 هجرية ))
وبعد وفات العلامة محمد استقر الشيخ سيدي مع أبنائه المعروفين بالبدور الأربعة ، فلازم ابنه العلامة شيخ مشائخ تيشيت فى زمنه ، أحمد المعروف ب “اهماراسرِ”
وكان الشيخ سيدي يسكن بمنزل شقيق شيخه السخي الثري الوجيه في مجموعته وأهل جهته كثير المناقب والخصال محمدُ الملقب داد ( ويعد منزله من أقدم المنازل القديمة وأشهرها في المدينة ولا يزال قائما إلى الآن ، ومكان محط كتب الشيخ سيدي فيها معروف عندهم )
وبعد أن تضلع الشيخ سيدي من العلوم في مدينة تيشيت أشار عليه شيخه اهماراسرِ بالذهاب إلى العلامة الشيخ سيد المختار الكنتي بعبارته المشهورة عند التيشتيين وهي : (( نبقيك اتكيس ذَ لِبحر التلّ تغرف من سابك ما فات فاتك )) فكان ذلك هو سبب سفره إلى العلامة الشيخ سيدي المختار الكنتي ، وقد تكفل الشيخ الوجيه الثري السخي دادَّ بن محمد بن حمى الله بن محمدُ بن الشواف بما يحتاجه الشيخ سيدي في سفره إلى الشيخ سيد المختار المختار من رحل وزاد ،
ويبدو أن العلامة الشيخ سيدي خلال دراسته هنالك انكب على مطالعة الكتب ومدارستها كما تدل لذلك بعض المصادر الشفهية ، فقد حدثني الشاعر الكبير أحمدُ بن عبد القادر أنه لما قدم على رأس وفد المعهد المورتاني للبحث العلمي بغية إحصاء المكتبات التيشيتية ، فلما دخلوا مكتبة آل محمد بن حمى الله المُسلمي ، قال لهم دادّ بن إِيدَّ محافظ المكتبة رجل حضارة تيشيت وتاريخها السخي ((لعل الشيخ سيدي أحصى هذه المكتبة قبلكم )) مما يدل على أنه أولى مطالعتها الكثير من الوقت والاهتمام وقد اطلعت بعد ذلك على كتابة له حفظه الله تعالى في الكتاب الذي ألف عن الشيخ سيدي “الشيخ سيدي الموروث الثقافي والأدبي ” قريبة مما حدثني به حيث يقول فيها : أذكر الآن أنه عندما كنت منشغلا ضمن بعثات إحصاء المخطوطات الموريتانية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي كان الشيخ داده بن إيده أطال الله بقاءه يساعدنا في التعامل مع مكتبات تيشيت ، وكان يلفت انتباهي من كتاب إلى كتاب ومن صفحة إلى أخرى مشيرا إلى الملاحظات والتصحيحات والتخريجات بقلم الشيخ سيدي في هوامشها ، وكان يضيف بقوله : يبدو أن الشيخ سيدي أحصى هذه المكتبة قبلكم، فلعلكم لم تجدوا نسخة من الإحصاء أو لعله لم يثبتها كتابة ” .
وللشيخ سيدي قصيدة في مديح شيخه اهمارِسرِ ، ذكر الدكتور حماه الله بن مايابى المُسلمي التيشيتي أطال الله بقاأه بأنه وقف عليها بخط الشيخ سيدي .
كما أشاد بها الشريف الحسني التيشيتي أحمدُ يحي محمدُ على صفحته انه وقف عليها بمكتبة شيخنا محمد المختار بن انبالّ أطال الله بقاأهما ،
وأخرى فى مديح عير شيخه آل الفقيه محمد بن مسلم التيشيتيين حيث يقول فيهم :
جزى الله بالإحسان عن كل مسلم
أنوفَ الورى ساداتهم آلَ مسلم
محامدهم يُعيِ المعدّدَ حصرُها
ومَعلَاتُهُم ما إن تُنالُ بسُلّم
فكمْ فيهم من كيّسٍ متواضعٍ
سَبُوقٍ إلى الغاياتِ دون تَلَعْثُم
إذا اعتصمتْ يمناك يوما بحبهم
ظفرتَ بأمن من مخاوفِ الَازلَم
وما مثلهم في الناس حيٌّ حمايةً
وبِراً وإرغامًا لجار ومجرم
تراهم على ما فيهم من سماحةٍ
وزهد ولازهد التّقيّ ابن أدهم
بخيلين بالأَعراضِ طبعا أشحةً
عليها فلا عِرض لهم بمُذَمَّم
وفيهم على ماعندهم من رزانة
مُجَلّوْنَ في مِضمارِ كل تكرم
عليهم من المولى أتم تحية
تباعدهم من كل سوء ومأثم
ولا خيّبَ الرحمنُ صالح سعيهم
وجازاهم الإحسانَ عن كل مسلم .
وقد ألف الشيخ سيدي خلال مقامه في المدينة كتابه: “تحفة الأطفال على لامية الأفعال” ، ولايستبعد أن يكون الشيخ ألف كتبا أخرى وتبادل مراسلات مع معاصريه من العلماء في تلك المنطقة ، ودونت له فتاوى هنالك ، نظرا لغزارة علم الشيخ وللحركة العلمية القائمة في المدينة في تلك الفترة ، إلا أن الذي اطلعنا عليه الآن ماذكرنا .
__________ المصادر :
ومن المصادر التي اعتمدنا عليها في نقل هذه المعلومات المشهورة عند أهل تيشي
-: محاضرة عن تيشيت لشيخنا العلامة محمد المختار بن امباله كان قد ألقاها في مهرجان المدن القديمة المقام في شنقيط سنة 11 20
-: ماكتبه الاستاذ والأديب الكبير والباحث الأستاذ أحمدُّ بن عبد القادر عن الشيخ في الكتاب الذي ألف عن الشيخ :” الشيخ سيدي الادب والموروث الثقافي”
-: ما كتبه عنه الدكتور والأستاذ الباحث حماه الله بن مايابى المُسلِمي التيشيتي في تحقيقه لكتاب” نزهة أبصار ذوي الأفكار عما في التنوير من الأذكار ” للعلامة محمدُ بن أحمدُ الصغير المسلِمِي التيشيتي
-: ماشاهدناه في مقابلات أجراها الصحفي أحمد حارود مع الشريف الفاضل الحسني التيشيتي محمدُ محفوظ بن اشريفنَ سليل العلامة الشريف شيخنا بوي احمد بن بوعسريه حيث أطلعه على المنزل الذي كان يسكن فيه الشيخ سيدي بن الهيبه والمكتبة التي كان يطالعها
-: ما كتبه عنه الأستاذ والباحث المؤلف الشريف الحسني التيشيتي على صفحته على الفيسبوك أحمدُ يحي بن محمدُ سليل العلامة الشريف شيخنا بوي احمد بن بوعسريه
-: ماذكره الأستاذ محمدُ بن شيخنا محمد المختار بن امباله في رسالة تخرجه من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ، مرحلة الماستر .
اعتنى بجمعه
أحمدُ سالم محمدُ باب احمودي
☆☆☆☆☆☆☆
وثيقة أخرى تؤرخ لحقبة من تاريخ الأجداد في القرن الثالث عشر.حيث تفيدنا بالكرم الذي امتاز به الشريف الفاضل محمدو الملقب بعسري إلى جانب ماحباه الله به من العلم والانتماء للبيت النبوي الطاهر.
الشريف اشترى قدرا من النخيل من عند أحد من أهل ود أبيه ودفع له الثمن ولم تبق بينهما مطالبة ثم بعد ذالك طلب منه البائع أن يعطي له غلته قدرا من الزمن فأعطاها له عشر سنين.
محمدو الملقب بعسري’الصغير”جدالعالم والولي الصالح:الشيخ بوي أحمد بن الشريف المختار بن بعسري.وقاضي تيشيت في الأربعينات حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي:حمى الله بن بوي أحمد ابن بعسري.
الوثيقة كتبها العالم الكبير وشيخ محظرة ٱل محمد بن حمى الله :أحمدو بن محمد بن حمى الله الملقب “اهمارسري’ المتوفى سنة:1279 أخو حمى الله الملقب”أنبال” أكبر منه.
أخذ عن “اهمارسري” سبطه العالم الورع: محمدو بن أحمدو الصغير المسلمي التيشيتي وقاضي تيشيت في وقته سيدي محمد بن محمد الصغير بن انبوج العلوي التيشيتي والقطب الكبير والشيخ الشهير: الشيخ سيديا الأبييري وقدعثرت له على قصيدة يمدحه بها.
وقد شهد على مافي الوثيقة وبخط يده العالم الورع والشيخ الصوفي:محمدو بن أحمدو الصغير .المولود 1248.والمتوفى 1324.
أخذ عنه العلم كلامن الشريف العارف بالله تعالى: الشيخ بوي أحمد بن بعسري وشيخ شيوخنا الشيخ محمد المختار بن أنبال رحمهما الله تعالى.
رحم الله السلف وبارك في الخلف.
منقول من صفحة الشريف التيشيتي أحمدو يحي محمدو
☆☆☆☆☆☆☆
الشخص الثاني الوارد ذكره في هذه الوثيقة هو الفقيه الثري و الشيخ السخي محمدُ المعروف ب ” دَادّ ” بن الفقيه محمد بن الفقيه حمى الله بن الفقيه محمدُ بن الفقيه المختار الشواف المُسلِمي الفهري التيشيتي ، وهو الذى أقام الشيخ سيدي معه بمنزله طيلة مقامه في تيشيت ، وهو أيضا شقيق العلامة اهمارِسرِ شيخ الشيخ سيديّ .
وقد قال عنه محمد المختار الملقب خون بن حمى الله بن طالب المحظرة المسلمي في ورقاته المشتملة على بعض مناقب أبناء الفقيه محمد بن مسلم ، ففي كلامه على البدور الأربعة قال: أولهم : دادّ الذي مناقبه لو لم تقتصر لما وسعتها القراطيس ولكلت عنها الأقلام .
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا
قلوصيكما……
وقال: حقيق فيه أن يتمثل بما قال اليوسي فى داليته :
وأشم مكتهلٌ كعضب باتر
أعددته للنائبات مجرد
جَوْد لدى جودٍ وطودٍ شامخٍ
حلما وعوْدٍ فى الخطوب سمهددِ
و كل خصال بنى أبيه الأعلى الفقيه محمد بن مسلم إلى هلم جرا إنما هي حسنة من حسنات داد .
وقد وصفه أيضا الولي الشهير القدوة الصالح العابد الشريف الحسني التشيتي محمدُ الملقب “الخُ”بن آبَّ بن شيرف قور بن محمدُبن الشريف حمى الله صاحب النوازل بقوله :(( إذا كان رأس البدور ، إيدَّ الذى هو صالح وعالم وعابد وحاجب وسخي ولا يرقي مريضا إلا شفي وكان كثير السعي فى المنافع العامة لأهله والمسلمين ، فخصال(دادَّ) أكثر من ذالك .
وإذ اكان أخوه العلامة اهمارِسرِ
الذى جمع أهل عصره على أنه حكيم زمانه وعنده على القرآن جميع الإجازات السبع والعشر وإجازات الحديث بجميع أنواعها ، ومن خصاله أنه لايرد سائلا بل لا يحوج ذوي الحاجات إلى السؤال بل يعطيهم فكان كما قال الشاعر :
إذا أثنى عليك المرء يوما
كفاه من تعرضه الثناء
وكما قال الآخر:
تراه إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
فخصال دادَّ اكثر من ذلك .
وإذاكان أخوه حمى الله الملقب امباله هوالموسوم بالعلم عن إخوته الثلاثة وشاع ذكره في الآفاق بالعلم وحماية الذمار ، ولم يتظاهر مع عالم إلا صارت له النصرة والإصابة فذلك ما هو إلا حسنة من حسنات (داد) لأنه أي (دادّ) هو الذي ساد وساس جميع حيه وحلفاءهم في أي قطر من أقطار الارض ولم يبلغه أنّ أحدا من حيه صار له عقب فى قبيلةٍ ذكرا أو أنثى إلا صار يواسى أخوال ذالك الولد ويدافع عنهم إذا ظلموا ويقول : (( أخاف أن يظن الناس أن هذا الولد ليس له أهل يحمونه أو يكرمون قرابته )) وذكر أن جميع خصال إخوته له بالأصالة .
فقد شهد له بهذا كله وغيره عشيره وماجاورهم .
كما أن ابن حامد أطال في تعداد مناقبه .
وقد ورد ذكره فى عديد من الوثائقة التيشبتية والرسائل الواردة على مجتمعه ، فكان أحد الفضلاء والوجهاء ، وورد ذكر وفاته فى حوليات تيشيت في وفيات 1275 هجرية حياة موريتانيا (شرفاء تيشيت) : 33 للمختار بن حامد .
☆☆☆☆☆☆☆
.بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
وبعد فإن العلامة الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبه الأبيري في رحلته لطلب العلم مر بتيشيت(كما هو ثابت عند أهل تيشيت) فمكث بها زمنا (يقدر بسنتين أو أكثر) ، يطلب العلم ،ويتضلع من المطالعة في المكتبة العتيقة التي يعود تأسيسها على يد الفقيه محمد بن مسلم في أواخر المائة السابعة ، وكانت تعد من كبريات المكتبات في هذه البلاد”التكرور” حيث عكف أبناء الفقيه محمد بن مُسلِم الفهريين التيشيتيين ذكورا وإناثا على جمع الكتب استنساخا وشراء وجلبا إلى أن صارت وجهة لكبار علماء الشناقطة وتضرب لها اكباد الإبل ، كما ان انقراض بعض الأسر العلمية منهم وتخليفهم لخزانات كتب جمعت بعدهم في هذه الكتبة جعلها تكون زاخرة بآلاف الكتتب والمراجع المتنوعة ، وهذا ماجعل العلامة الشيخ سيدي يقيم بهذه المكتبة مقبلا طيلة وقته على مطالعتها ، وغيره من الأعلام
وقد أدرك العلامة الشيخ سيدي بقية من عمر العلامة المحدث محمد بن الفقيه حمى الله بن الفقيه محمدُ بن الفقيه المختار الشواف الذي قال وصفه المختار بن حامد بأنه: ((عالم زمانه ومدَبِّر أمور حيه تولى قراءة الحديث حياته واشتهر بالصلاح في بلده كان كثير التلاميذ قائما بأمورهم من نفقة وكسوة وقد انكشف قبره بعد ستين سنة من وفاته بحضرة الأفاضل من عشيره وغيرهم ولم يتغير منه إلا لون كفنه)) .
أما والده هو الفقيه حمى الله فقد قال عنه أيضا المختار بن حامد : ((كان حمى الله من أهل العلم والسياسة وعدم الإذعان لغير الحق وكان كثير الأسفار فى حوائج أهله ، عاش 120 سنة وتوفي 1201 هجرية ))
وبعد وفات العلامة محمد استقر الشيخ سيدي مع أبنائه المعروفين بالبدور الأربعة ، فلازم ابنه العلامة شيخ مشائخ تيشيت فى زمنه ، أحمد المعروف ب “اهماراسرِ”
وكان الشيخ سيدي يسكن بمنزل شقيق شيخه السخي الثري الوجيه في مجموعته وأهل جهته كثير المناقب والخصال محمدُ الملقب داد ( ويعد منزله من أقدم المنازل القديمة وأشهرها في المدينة ولا يزال قائما إلى الآن ، ومكان محط كتب الشيخ سيدي فيها معروف عندهم )
وبعد أن تضلع الشيخ سيدي من العلوم في مدينة تيشيت أشار عليه شيخه اهماراسرِ بالذهاب إلى العلامة الشيخ سيد المختار الكنتي بعبارته المشهورة عند التيشتيين وهي : (( نبقيك اتكيس ذَ لِبحر التلّ تغرف من سابك ما فات فاتك )) فكان ذلك هو سبب سفره إلى العلامة الشيخ سيدي المختار الكنتي ، وقد تكفل الشيخ الوجيه الثري السخي دادَّ بن محمد بن حمى الله بن محمدُ بن الشواف بما يحتاجه الشيخ سيدي في سفره إلى الشيخ سيد المختار المختار من رحل وزاد ،
ويبدو أن العلامة الشيخ سيدي خلال دراسته هنالك انكب على مطالعة الكتب ومدارستها كما تدل لذلك بعض المصادر الشفهية ، فقد حدثني الشاعر الكبير أحمدُ بن عبد القادر أنه لما قدم على رأس وفد المعهد المورتاني للبحث العلمي بغية إحصاء المكتبات التيشيتية ، فلما دخلوا مكتبة آل محمد بن حمى الله المُسلمي ، قال لهم دادّ بن إِيدَّ محافظ المكتبة رجل حضارة تيشيت وتاريخها السخي ((لعل الشيخ سيدي أحصى هذه المكتبة قبلكم )) مما يدل على أنه أولى مطالعتها الكثير من الوقت والاهتمام وقد اطلعت بعد ذلك على كتابة له حفظه الله تعالى في الكتاب الذي ألف عن الشيخ سيدي “الشيخ سيدي الموروث الثقافي والأدبي ” قريبة مما حدثني به حيث يقول فيها : أذكر الآن أنه عندما كنت منشغلا ضمن بعثات إحصاء المخطوطات الموريتانية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي كان الشيخ داده بن إيده أطال الله بقاءه يساعدنا في التعامل مع مكتبات تيشيت ، وكان يلفت انتباهي من كتاب إلى كتاب ومن صفحة إلى أخرى مشيرا إلى الملاحظات والتصحيحات والتخريجات بقلم الشيخ سيدي في هوامشها ، وكان يضيف بقوله : يبدو أن الشيخ سيدي أحصى هذه المكتبة قبلكم، فلعلكم لم تجدوا نسخة من الإحصاء أو لعله لم يثبتها كتابة ” .
وللشيخ سيدي قصيدة في مديح شيخه اهمارِسرِ ، ذكر الدكتور حماه الله بن مايابى المُسلمي التيشيتي أطال الله بقاأه بأنه وقف عليها بخط الشيخ سيدي .
كما أشاد بها الشريف الحسني التيشيتي أحمدُ يحي محمدُ على صفحته انه وقف عليها بمكتبة شيخنا محمد المختار بن انبالّ أطال الله بقاأهما ،
وأخرى فى مديح عير شيخه آل الفقيه محمد بن مسلم التيشيتيين حيث يقول فيهم :
جزى الله بالإحسان عن كل مسلم
أنوفَ الورى ساداتهم آلَ مسلم
محامدهم يُعيِ المعدّدَ حصرُها
ومَعلَاتُهُم ما إن تُنالُ بسُلّم
فكمْ فيهم من كيّسٍ متواضعٍ
سَبُوقٍ إلى الغاياتِ دون تَلَعْثُم
إذا اعتصمتْ يمناك يوما بحبهم
ظفرتَ بأمن من مخاوفِ الَازلَم
وما مثلهم في الناس حيٌّ حمايةً
وبِراً وإرغامًا لجار ومجرم
تراهم على ما فيهم من سماحةٍ
وزهد ولازهد التّقيّ ابن أدهم
بخيلين بالأَعراضِ طبعا أشحةً
عليها فلا عِرض لهم بمُذَمَّم
وفيهم على ماعندهم من رزانة
مُجَلّوْنَ في مِضمارِ كل تكرم
عليهم من المولى أتم تحية
تباعدهم من كل سوء ومأثم
ولا خيّبَ الرحمنُ صالح سعيهم
وجازاهم الإحسانَ عن كل مسلم .
وقد ألف الشيخ سيدي خلال مقامه في المدينة كتابه: “تحفة الأطفال على لامية الأفعال” ، ولايستبعد أن يكون الشيخ ألف كتبا أخرى وتبادل مراسلات مع معاصريه من العلماء في تلك المنطقة ، ودونت له فتاوى هنالك ، نظرا لغزارة علم الشيخ وللحركة العلمية القائمة في المدينة في تلك الفترة ، إلا أن الذي اطلعنا عليه الآن ماذكرنا .
__________ المصادر :
ومن المصادر التي اعتمدنا عليها في نقل هذه المعلومات المشهورة عند أهل تيشي
-: محاضرة عن تيشيت لشيخنا العلامة محمد المختار بن امباله كان قد ألقاها في مهرجان المدن القديمة المقام في شنقيط سنة 11 20
-: ماكتبه الاستاذ والأديب الكبير والباحث الأستاذ أحمدُّ بن عبد القادر عن الشيخ في الكتاب الذي ألف عن الشيخ :” الشيخ سيدي الادب والموروث الثقافي”
-: ما كتبه عنه الدكتور والأستاذ الباحث حماه الله بن مايابى المُسلِمي التيشيتي في تحقيقه لكتاب” نزهة أبصار ذوي الأفكار عما في التنوير من الأذكار ” للعلامة محمدُ بن أحمدُ الصغير المسلِمِي التيشيتي
-: ماشاهدناه في مقابلات أجراها الصحفي أحمد حارود مع الشريف الفاضل الحسني التيشيتي محمدُ محفوظ بن اشريفنَ سليل العلامة الشريف شيخنا بوي احمد بن بوعسريه حيث أطلعه على المنزل الذي كان يسكن فيه الشيخ سيدي بن الهيبه والمكتبة التي كان يطالعها
-: ما كتبه عنه الأستاذ والباحث المؤلف الشريف الحسني التيشيتي على صفحته على الفيسبوك أحمدُ يحي بن محمدُ سليل العلامة الشريف شيخنا بوي احمد بن بوعسريه
-: ماذكره الأستاذ محمدُ بن شيخنا محمد المختار بن امباله في رسالة تخرجه من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ، مرحلة الماستر .
اعتنى بجمعه
أحمدُ سالم محمدُ باب احمودي
فجزاه الله خيرا آمين الدعاء

صدقة جارية