أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / ابن ياسين ومكان الرباط…!/د.السالم ولد عبود

ابن ياسين ومكان الرباط…!/د.السالم ولد عبود

⚘-

✍️- إن الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي هو من اقترح على ابن ياسين الرباط ووصف له مكانه المناسب بقوله -كما في روض القرطاس، لابن أبي زرع (القرن 7هـ 13م) ص125- :
(..إن ها هنا في بلادنا جزيرة في البحر، إذا انحسر البحر دخلنا إليها على أقدامنا، وإذا امتلأ دخلناها في الزوارق، وفيها الحلال المحض الذي لاشك فيه من أشجار البرية، و صيد البر وأصناف الطير والوحوش والحوت، فندخل إليها فنعيش فيها بالحلال…)

ويصف ابن خلدون هذه الجزيرة كما في تاريخه 6 /183
بقوله: «يحيط بها النيل (اي النهر)، ضَحْضَاحًا في الصيف، يخاض بالأقدام، وغمرًا في الشتاء يُعْبَر بالزوارق».

وكان أبو عبيد الله البكري (القرن 5هـ 11م) قد تحدث عن الرباط من خلال الإشارة التالية: “… وكان الذي نهج ذلك فيهم ودعا الناس إلى الرباط ودعوة الحق عبد الله بن ياسين…”

وبهذا يتبين أن كلمة المؤرخين متفقة على أن ابن ياسين اتخذ رباطا لتربية أتباعه وإعدادهم لحمل أعباء الدعوة ..

لكنهم اختلفوا في تحديد المكان لعدم تحديده بالدقة المطلوبة؛
فمن نظر إلى ما ذكره ابن أبي زرع من أوصاف ..وتذكر أن مساكن جدالة ليس بينها وبين البحر المحيط أحد…
رأى أن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على جزيرة تيدرة وهي إحدى جزر حوض آركين…
ومن نظر إلى وصف ابن خلدون وذكره للنيل.. -والنيل تقال لكل نهر عذب- قال إن مكان الرباط إحدى الجزر بنهر صنهاجة (نهر السينغال) واستبعد جزيرة تيدره؛ لندرة الماء الصالح للشرب فيها حسب اعتقاده.
وذهب بعض المؤرخين إلى أن الجزيرة المذكورة في كلام ابن خلدون تقع في حوض نهر النيجر.

وبالنسبة لي أرى أن الأقرب أن تكون جزيرة تيدرة؛ لأن ابن ياسين لم ينتقل إلى لمتونة بعدُ بل ما زال في ديار جدالة وهم من أرشده إلى الجزيرة وهم من بنى معه الرباط… ولحق الآخرون بهم..

وأما دعوى أن الجزيرة لا تصلح للسكن لندرة المياه فهو شيء يكذبه الواقع فقد كان التندغيون “أهل بوحبيني” يترددون عليها ويسكنونها بين الفينة والفينة ومقابرهم لا تزال ماثلة للعيان إلى اليوم..
والله تعالى أعلم.
وتسرني آراؤكم أدام الله عزكم وأعلى شأنكم.

صدقة جارية