أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / الأخوان أوكابير .. من قرية ملوية بالمغرب إلى التورط في هجوم برشلونة

الأخوان أوكابير .. من قرية ملوية بالمغرب إلى التورط في هجوم برشلونة

فوجئت قرية ملوية الواقعة في جبال الأطلس المتوسط في المغرب، بعد الإعلان عن الاشتباه بتورط الأخوين إدريس وموسى أوكابير، اللذين ينحدران من هذه القرية الهادئة، في الاعتداءات الأخيرة التي هزت مدينة برشلونة، وخلفت مقتل 14 قتيلاً و120 جريحاً.

وعلى بُعد أمثار من منزل عائلة أوكابير المبني من الحجر والطين، تحولت خيمة صغيرة كانت تستعد لحفل زفاف إلى استقبال الزوار القادمين لتقديم التعازي، حيث عمّ الحزن أرجاء المكان عوض الاحتفالات التي كانت مقررة منذ فترة طويلة.

وقع الصدمة

خلّف اشتباه تورط الأخوين موسى وإدريس في هجمات برشلونة صدمة كبرى للأب سعيد أوكابير، الذي أصيب بالانهيار منذ الإعلان عن الخبر القاتل. “لم يظهر عليهما أي مظهر من علامات التطرف، نحن تحت تأثير الصدمة ومنهارون تماماً”، يقول والد الأخوين والدموع تملأ عينيه.

ويشار إلى أن الشرطة الإسبانية أعلنت عن مقتل موسى أوكابير الذي يبلغ 17 عاماً، ليلة الخميس الجمعة مع مهاجمين آخرين، وكان قد انطلق بسرعة جنونية بسيارة “أودي” على شاطئ منتجع كامبريلس في إسبانيا. أما شقيقه إدريس، البالغ من العمر 27 عاماً، فقد تم إيقافه الخميس الماضي في مدينة “ريبول” الإسبانية.

وعلى وقع الصدمة ذاتها، يقول عبد الرحيم، أحد أعمام الأخوين الذي يبلغ من العمر حوالي أربعين سنة، لوكالة فرانس برس: “بينما كنا نستعد لحفل زفاف نزل علينا الخبر الصاعقة”.

ويؤكد الأب سعيد أوكابير أن موسى وإدريس “كانا مثل باقي الشباب في سنهما؛ موسى كان شابا خلوقاً لا يؤذي أحد، وكان يتابع دروسه بشكل طبيعي، وكان من المرتقب أن يجتاز امتحانات الباكالوريا السنة المقبلة.. نعم، بالفعل مؤخراً بدأ يصلي؛ ولكن الأمر لم يصل يوماً ما إلى حد التطرف. لقد خضع لتأثير ما من لدن جهات في الخارج”.

ويضيف عمه قائلاً: “موسى كان شابا لطيفاً، لا يدخن ولا يشرب الخمر، يحب ممارسة الرياضة ومغازلة الفتيات. كنا نتوقع زيارته في الخامس عشر من شهر غشت الجاري لقضاء عطلته الصيفية بيننا”. ويتابع عبد الرحيم: “في الشهور الأخيرة، بدأ يرتاد المساجد بريبول ويهتم كثيراً بالدين، وربما هناك تم غسل دماغه”.

بينما إدريس ترك المدرسة مبكراً من أجل العمل على توفير لقمة عيشه، يقول الأب الذي استدعي يوم السبت الماضي من لدن الشرطة المغربية في مدينة خنيفرة. ويضيف بحسرة بالغة: “هو اليوم تحت رحمة الله والشرطة الإسبانية، ويخضع للتحقيق. أتمنى أن يقولوا إنه بريء، فأنا لا أريد أن أخسر ابنيّ الاثنين”.

قرية ملوية

“نحن أناس بسطاء ومسالمون، لا نعرف معنى التطرف والإرهاب”، يقول أحد أفراد قرية ملوية.

يعتمد اقتصاد البلدة، التي تقع وسط المغرب والتي يشكل الأمازيغ غالبية سكانها، على تربية المواشي والزراعة وتحويلات المغاربة المقيمين في أوروبا؛ وخصوصا في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

وللهروب من هذا الواقع، يقول أحد أفراد القرية، سافر سعيد أوكابير ليجرب حظه على الضفة الأخرى من المتوسط في تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً إلى منطقة خيرونا في كاتالونيا.

صدقة جارية