أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / افتتاحية الموقع: الإعلام العمومي.. الإصلاح الذي يُنتظر

افتتاحية الموقع: الإعلام العمومي.. الإصلاح الذي يُنتظر


لا تزال الأنباء الواردة من دهاليز التلفزيون والإذاعة العموميتين تخبرنا دون شك أن عقد السلطة العزم على الإصلاح يواجه مطبات لا يزال عقالها ينفلت بين الحين والآخر، ظلت التلفزيون والإذاعة حينا من الدهر مكانا لشرح توجهات السلطة العمومية، وإن كانت الملاحظات عليهما لا تنتهي، فالميزانيات المرصودة لا تناسب كم العطاء المقدم من هذه المؤسسات، والبرامج لا تفيد كثيرا ، خصوصا مع ازدياد نسب الوعي و جنوح العامة إلى أخذ المعلومة من وسائل أكثر حداثة و أسرع تقديما لما يوده المتلقي من عناصر الإفادة والتشويق، أو ربما من مصادر متعددة، الشيء الذس غاب عن صانعي السياسية الإعلامية هو أن هذه المؤسسات كان عليها أن تواكب التطور الذي حدث في ذهنية دون المتلقي، و مما يؤسف عليه أن هذه المؤسسات لم تخدم المواطن ولم تخدم النظام، ولم تواكب الطفرة التكنولوجية في العشرية الأخيرة.
لقد ظلت هذه المؤسسات عبئا ثقيلا ليس على الموازنة العامة فحسب ، و لكن على المتلقي الذي يجد من نفسه مللا لا يطاق و تخلفا بينا عن متطلبات المادة الجادة، هذه الموازنة الضخمة للمؤسستين كان يمكن استغلالها في زيادة نسب الوعي و شرح مفهوم المواطنة و تسليط الضوء على الخصائص الكبرى للاقتصاد الموريتاني و تسريخ قيم التسامح و مفاهيم الإسلام المتعدل، عمل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز على إصلاح عديد المنظومات التي اتسمت بالفسـاد وحارب بقوة رغم المعوقات و أعداء الإصلاح الكثر، ولكن هذه الإصلاحات على الجبهات العديدة ظل التلفزيون والإذاعة حصنا منيعا في مواجهتها، اليوم تتم إقالة المدير العام للإذاعة عن مزاعم فساد مالي، وهي خطوة جليلة، ولكن كان على صناع القرار أن يتلمسوا خطى الإصلاح في وضع برامج مرسومة بدقة تبين ما على الإعلام العمومي القيام به من جهد، فالفساد الإداري أخطر بكثير من الفساد المالي، فالكل متشوق ليس إلى تغيير المدراء و لكن إلى تغيير الأنماط والأشكال والبرامج، فمسطرة البرامج التقليدية التي تراوح بين الديني و الطربي، لن تفيد المتلقي بقدر ما ستفيده البرامج الجادة مع النخب الرصينة التي تحلل الأوضاع وتقدم الحلول وتبني قيم المواطنة والإخاء والشرف، وتشرح أسس الجمهورية و أهدافها النبيلة، ولا ريب أن الإعلام العمومي لا يزال بعيدا كل البعد عن السير في هذا الاتجاه، يتصارع الناس في مؤسساته على الصفقات و الحظوة دون أن يقدموا للبلد ما يراد لهم أن يقدموا من واجب صناعة الرأي والقدوة ومواكبة العصر الحديث.

صدقة جارية