أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة أحمد بن المصطفى بن اطوير الجنًّه الحاجِّي الشنقيطي 057

العلامة أحمد بن المصطفى بن اطوير الجنًّه الحاجِّي الشنقيطي 057

هو أحمد بن المصطفى بن أطوير الجنًّه بن عبد الله بن أحمد صائم1 : فقيه متميز ومؤرخ من قبيلة ايدولحاج (الصيام) القاطنين في وادان. درس على سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم حيث مكث عنده عشرين عاما. كما أخذ عن أحمد سالم بن الإمام الحاجي الوداني، وعن أخيه السالك بن الإمام، وعن محمذن فال بن امباركي اليدمسي. وأخذ الشاذلية عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله التوريني عن أبيه عبد الله التوريني عن سيدي أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي.
حج وأكرم السلطان المغربي نزله ثم مر بتونس وقضى بها زمنا. أسس محظرة بوادان أخذ عنه فيها: الشيخ محمد فاضل بن اعبيدي صاحب زاوية اجريف ( آدرار)، كما أخذ عنه سيدي محمد بن محمد الصغير التيشيتي، ومحمد الصابر التاشدبيتي. له مؤلفات منها :
-  “وفيات الأعيان” (وهي حوليات في تاريخ وادان) ؛
-  “فيض المنان في الرد على مبتدعة هذا الزمان” ؛
-  رحلته إلى الحج وهي التي سمّاها: “رحلة المنى والمنة”؛
-  كتاب في التوحيد يشرح فيه عقيدة الطالب جد الغلاوي ؛
-  كتاب في الأنساب سماه:”الإعجاب في معرفة الأنساب” ؛
-  منظومة في السيرة سماها: “نزهة الأحبار في سيرة النبي المختار”.
توفي رحمه الله سنة 1265هـ/ 1848م ، بعد عمر طويل يذكر أنه ناهز120سنة، وقد دفن في دار محظرته بوادان.

من فتاوى الشيخ أحمد بن المصطفى بن أطوير الجنًّ الحاجِّي أنه سئل عما معنى قولهم: المجاز أبلغ من الحقيقة مع قولهم بوجوب حمل اللفظ على حقيقته إن احتملها2؟ فأجاب:”جوابها والله تعالى أعلم ما حققه المحقق عبد الحكيم، فإنه جنح إلى أن معنى قولهم:”أبلغ” أكثر بلوغا ووصولا إلى المقصود. وأما أخذه من البلاغة ففيه نظر.
لأن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال. فإذا اقتضى الحال تجريدا أو إطلاقا، فالإتيان به أبلغ من الترشيح. انتهى وهو كلام حسن .
زيادة إيضاح لكلامهم وكلام المحقق عبد الحكيم: معنى كون المجاز أبلغ من الحقيقة أنه كدعوى الشيء ببينة. ألا ترى أنك إذا قلت: رأيت شجاعا؛ فهذه دعوى مجردة عما يثبتها، بخلاف ما إذا قلت: رأيت أسدا . فكأنك ادعيت أنه شجاع وأقمت عليه بينة وهو أنه أسد.
وهذا هو مراد عبد الحكيم من قوله في أن قولهم إن الترشيح أبلغ من التجريد؛ معناه أكثر بلوغا ووصولا إلى المقصود. لأن البينة التي اشتملت عليها الدعوى مما يؤيد المقصود ويوصل إلى صحته. والله الموفق للصواب، ويؤتي الحكمة من يشاء وفصل الخطاب”.

صدقة جارية