أخبار عاجلة
الرئيسية / شخصيات موريتانية / محمد المختار بن محمد بن محمد الطاهر بن النفاع الشنقيطي (150)

محمد المختار بن محمد بن محمد الطاهر بن النفاع الشنقيطي (150)

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

هو العلامة الفهامة، والحبر الدراكة، صاحب التآليف العديدة، والتصانيف المفيدة، حامل لواء المذهب المالكي وفارسُه، ومشعله ونبراسُه.

الشيخ: محمد المختار بن محمد بن محمد الطاهر بن النفاع بن امحيمدات الجماني الحساني المغفري الجعفري نسبا، الداودي منشأ.

ولد سنة 1942ميلادي في الضاحية الشرقية لمدينة باسكنو وتربى وترعرع في بيت علم وفضل؛ في حضن أبيه الرجل النبيل الشهم الفقيه محمد ابن امحيمدات.

•قرأ القرآن الكريم وعلومه من رسم، وضبط، ومقرإ؛ على والده حتى أردف له فيه، وقرأ عليه مبادئ النحو، والسِّفْرَ من المختصر أي النصف الأول منه ثم توفي والده رحمه الله؛ قبل أن يكمل دراسة المختصر فانتقل إلى علامة عصره، وفريد دهره الشيخ سيد احمد الملقب ”طالبنا آب” بن محمد تقي الله.

*وقد أخبرني مشافهة بأنه لما جاء الشيخَ المذكور؛ طلبه الإجازة في القرآن دون شرط أوقيد فامتنع الشيخ؛ لأنه كان لايمنح الإجازة إلا لمن كتب عليه القرآن كله أوجله؛ دون أن يلاحظ عليه خطأََ في ذلك؛ نصا، ورسما، وضبطا.

فأخذ لوْحيْن خشبييْن وكتب في أحدهما الباب من المختصر وهو النصف الأخير منه، وكتب في الثاني ألفية ابن مالك في النحو والصرف فنهاه الشيخ عن ذلك وأذن له في لوح واحد فحسب؛ دون تقيد في ما أراد أن يكتب فيه. فبدأ بالباب وأكمله في أربعة أشهر فقط، وواصل دراسة مقررات المحظرة الشنقيطية؛ من فقه، وأصول، ونحو وصرف، وبلاغة وبيان، وعَروض، ومصطلح؛ حتى تضلع من مختلف الفنون الشرعية. وكان مقدَّما على جميع طلاب المحظرة آنذاك لنبوغه، وفَرْطِ ذكائه، وجودة حفظه وإتقانه.*

وبعد تخرجه من المحظرة بسنوات عدة؛ حَوَّل وِجهته خارجَ البلاد شرقا وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة تحديدا؛ حيث طاب له المقام، وسُرَّ به الكرام، وشهد بعلمه الأعلام، واغبرت في سبيل تحصيل العلم إليه الأقدام، واشتد عليه الزحام، ونهل من علمه أقوام.

*شغل الشيخ منصب إمام، وخطيب، ثم مفتى، ثم عضوٍ في لجنة اختبارات الأئمة والمؤذنين، ثم مستشارِِ لدى ”الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف” في الإمارات العربية المتحدة .

*•للشيخ مؤلفات في الفقه المالكي، والنوازل وغيرهما منها:

•الكتاب الذي جمع فيه زبدة مختصر خليل بن إسحاق مشهورِه ومااتُّفِقَ عليه، في أكثر من ستة آلاف بيت من الرجز الرصين، السالم من الحشو، والتعقيد، والتكرار المشين. وقد أسماه:
1__ ”التاج الأغر شرح نظم نضار المختصر” في أربعة أجزاء متوسطة الحجم وهو الكتاب الذي بلغ صداه العالم الإسلامي شرقيّه وغربيّه، ولاقى رواجا واسعا، وقبولا شاسعا لدى الناس عامة، ولدى شيوخ وطلاب العلم خاصة.
2__ ”الأنوار الساطعات في الضروري من العبادات”
3__”أداء الصلاة المؤسس على مذهب الإمام مالك بن أنس”
4__”مشروعية السدل في الفرض”
5__”البراهين المستبانة على أن وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة للإستعانة”
6__”القول العدل في سنية السدل”
7__”مناقب الإمام مالك وعمل أهل المدينة”
8__”الأدلة المألوفة في زكاة المعلوفة”
9__أصح المقال في حكم ست من شوال”
10__”أصح الأدلة في حكم عموم رؤية الأهلة
11__”لاربا في المعاملات الورقية ولافي الجمعية التعاونية.”

•له قصائد رجزية، وعمودية منها ماهو؛ تفكر في عظمة الله ومخلوقاته وآياته، ومنها ماهو؛ مساجلات مع الأقران، ومنها ماهو؛ رثاء للأعيان، ومنها ماهو؛ شوق وحنين إلى الأهل والأوطان.

وسوف تُجمع في كتاب يكون ديوانا لها إن شاء الله.

هذا وقد كان الشيخ ومازال حصنا حصينا، وشافعا شفيعا للمغتربين من أبناء وطنه عامة؛ لدى نوائبهم وملماتهم، وحوائجهم ومهماتهم؛ دون استثناء في ذلك أوتمييز.

وقد رزقه الله رجاحة العقل وكمالَه، وصدْقَ المنطق وطيبَه، وسلامة الصدر ونقاءَه، وحُسْنَ التواضع وجميلَه، وبياض الكف وسخاءَه.

وقد أطنب وقد أطنب العلماء والأدباء والشعراء وأسهبوا في الثناء عليه، والتنويه بمنتوجه العلمي؛ في روائع فصيح القوافي، وبدائع جميل التيفلواتن.

«فلا غرو إن طابت صنائع ماجد=
كريم فماء العود من حيث يعصر»

حفظ الله الشيخ تاج الأمة وفخرها، وعزها وشرفها ومتعه بالصحة والعافية، وأطال عمُرَه في طاعته.
وجْهتْ ذي الناسْ ؤذاكْ حالْ =والـلادم كـعبو عـالِ
فـالــدرجــه مــاشِ ياالْـخـالْ=تـتـواطَ والـمـعــالِ
وامـنـادم حـسـدك ذاكْ زالْ= واللــهِ ذي الــجـلالِ
مـثّـلْـتْ اگٔـبـيـلك لا انْـگـالْ=هـذاكْ ابّـاسْ امْـحالِ

كتبه: الداه بن امّاكه ابن خيار البلاوي نسبا الجماني خؤولة الداودي منشأ الباسكني وطنا.

منقول الدكتور لمين باب الياس 8\8\2018

صدقة جارية