أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / هذا ما يدار في الخفاء لطمس أي وجود فلسطيني على أرض الغور

هذا ما يدار في الخفاء لطمس أي وجود فلسطيني على أرض الغور

في الآونة الأخيرة، أصبحت المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينيين في شمال غور الأردن تتحول إلى منطقة إسرائيلية عسكرية مغلقة لغرض التدريبات والمناورات بالنيران الحية، بما فيها الدبابات.

في كانون الاول 2021، وثقت منظمة “بتسيلم” أحداث ضغط عال يمارسه الجيش على الفلسطينيين: “عشرات الجنود يتجولون مسلحين بين الخيام وأكواخ سكن العائلات الفلسطينية، يخربون حقولهم بالدبابات، ويطلقون النار”. وأميل لتصديقهم أكثر من بيانات الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي.

القصص الشخصية والعائلية للتنكيل بالناس قصص استثنائية، ولا سيما بسبب انعدام الوسيلة لمعالجتها على المستوى الرسمي. توجد بضع منظمات حقوق، مثل نساء “محسوم ووتش”، ومتطوعين يخرجون يومياً للدفاع عن رعاة فلسطينيين من شرور المستوطنين وغض نظر من جانب الجيش. وبذلك، فإنهم ينقذون قرى الغور ولو قليلاً، وينقذون بشكل كبير ما تبقى من كرامة محطمة للمجتمع الإسرائيلي.

وفقاً لمعطيات موقع “محسوم ووتش”، ففي غور الأردن نحو 10 آلاف مستوطن مقابل 65 ألف فلسطيني، وكذا نحو 15 ألف تجمع صغير من الرعاة. قررت حكومة نتنياهو ألا تقرر، وإبقاء المنطقة للجيش وللمستوطنين. أما حكومة بينيت فتواصل المحافظة على الوضع الراهن في “المناطق” [الضفة الغربية] كصيغة لمواصلة البحث في التسوية الدائمة.

وفقاً لعدد غير قليل من الشهادات، بما في ذلك اقتراح إيهود باراك في 2021 الذي نال تأييد الجيش الإسرائيلي، فإن غور الأردن كان جزءاً من المفاوضات. وكانت النية أن يُبقى منه، في إطار تسوية شاملة، حزام أمني على طول نهر الأردن، ودوريات دائمة للجيش الإسرائيلي على طريق التشويش وجدار جساسات على طول نهر الأردن حتى مصبه في البحر الميت. يخيل لي أنهم تقاتلوا هناك على عدة محطات أخطار. لكن عندما صعد ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، بدأوا فجأة يتحدثون عن ضم الغور والمستوطنات في إطار المفاوضات المستقبلية على مصير “المناطق”.

بعيداً عن الأضواء الإعلامية، يدير المستوطنون في غور الأردن أجندة تستهدف دفع سكان الغور الفلسطينيين إلى ترك أماكنهم من هناك. ليس واضحاً إلى أين، المهم ترك الأرض. والمسؤول عن التنفيذ هم مستوطنون منفلتون في بؤر استيطانية منفلتة، يديرون برعاية مجالسهم المحلية حملات عنف خاصة ضد السكان القرويين، وأساساً ضد الرعاة الذين يراهم المستوطنون بأنهم المسيطرون في المنطقة. وخمنوا من يساعدهم؟ صحيح، كل المسؤولين المباشرين عن الغور: الجيش الإسرائيلي، وفرقة “المناطق”، والإدارة المدنية، وشرطة “شاي” و”الشاباك”.

وبذلك، تنفذ خطوة ضغط تعسفية للدفع بعملية ترحيل المحليين. الدائرة ضد الإرهاب اليهودي في “الشاباك” لم تعنَ بإرهاب المستوطنين ضد سكان الغور ووجودهم صفري.

معالجة الجيش الإسرائيلي هي لب المشكلة. منذ عهد التهديد العراقي، الذي سبق التهديد الإيراني، كان الغور المدماك الاستراتيجي الأهم في الجبهة الشرقية. في هذه الأثناء غاب العراق، والوسائل التكنولوجية جعلت قدسية حيازة الغور موضوعاً استعمالياً أقل وتقليدياً أكثر.

نقلا عن القدس العربي

بقلمران أدليست

 معاريف 13/4/2022

صدقة جارية