أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / ترجمة العلامة القاضي محمد ابن محمذفال الأبييري الشنقيطي(214)

ترجمة العلامة القاضي محمد ابن محمذفال الأبييري الشنقيطي(214)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد:
مقدمة تتعلق بذكرى وفاة القاضي والعلامة الداعية إلى الله تعالى ، دعوة تغرب وجهاد ، خالصة لله تعالى ، تلك هي شهادة شهد بها الجميع ، نثرا وشعرا . يقول قاضي القضاة محمد سالم ابن عدود في رثاء العلامة :
وتغرب في دعوة لم ينسه رعي الحقوق فياله سعيا زكا
وقضاء عدل منصف فيه ذليل ظلم ذي عز شكا .
لقد ولد العلامة سنة٤٦ ١٣ الموافق ١٩٢٧ كان يوم ميلاد شيخنا وعلامتنا وقاضينا وشاعرنا .. القاضي محمد ابن محمذفال ، حدثا عظيما حيث نقل إلى الحضارة الإسلامية ، كل المعارف ، نصا وشرحا ، فكانت مصنفاته تزخر بكل العلوم الشرعية والأدبية تم نشرها ، وعم نفعها داخليا وخارجيا .
وسنقدم إلى القارئ الكريم جزءً قليلا من حياة هذا العلامة من خلال ما قدمه للمجتمع الاسلامي من علوم وثقافات شتى… وما قدمه من خدمة وطنه من خلال مما رسته لقضاء عدل منصف فيه ذليل…
ثم ما بث من العلوم الشرعية بيانا وتبيينا ..
حتى اختاره الله لجواره يوم الجمعة الموافق ، ٢٣/٦/٢٠٠٦.
رحمه الله تعالى وأغدق عليه من عفوه ..يوما حزينا بكل المعايركان الحزن يخيم على كل شيئ ، والجهل يرقص فرحا على أوتار الظلم والخيانة وتفسخ الأخلاق .
فقد كان رحمه الله سيفا مسلولا لمواجهة كل هذه الأمراض الاجتماعية ، وماينتج عنها من آثار سيئة .
وكانت حياته مليئة بالتعلم والعلم ونشره بين الناس ، والتقوى والعدل والورع والزهد .
كان غاية في الورع ، قال في ورعه ، الشيخ محمد الحسن الددو.
إنه كان لا يكتب بقلم الوزارة إلا ما كان يختص بالأحكام القضائية ، أما ما كان غيرها ؛ فلا يكتبه إلا بقلم خاص من عنده
وسأعرض عليكم بعضا من حياته ، مشفوعا بشهادات بعض العلماء ، والأتقياء ، إذ ضاق المقام هنا عن ورود بعض مراثيه الرائعة، جزى الله أصحابها خيرا وأعزهم ونصرهم ، وأطال بقاءهم إنه سميع مجيب .
إنه العلامة القاضـــي القارئ الداعـــية إلى الله تعالى ، محمد ابن محمذ فال بن محمدعبد الله بن محمذ فال بن عثمان بن أَجوَد بن عيسى بن أدهس نسبة إلى قبيلة إدادهس وأجهس اسمه الحسن وهو أخُو أبيري الذي إليه تنسب القبيلة، وأم العلامة ، مريم بنت عابدين بن معلوم الدين بن ألفغ بن يسلم، يلتقي نسبها مع أبيه عند عيسى بن أدهس, وكان يكتب لنفسه محمد بن محمذن فال بن أغربط الأجهســـي الأبيري البوتليميتــي الفراتــي نسبة إلى قرية الفرات التي أَسَّسَهاَ غرب مدينة أبي تلميت.
وقبيلة إدادهس كما عرفها صاحب كتاب الحسوة البيسانية “صالح بن عبد الوهاب الناصري” حين ذكرأن هذه القبيلة قد حققت عدة امتيازات على المستوى المعنوي والمادي, إذ يقول الشاعر أبو بكر بن أحمدفال الداودى فى قصيدة يمدح بها هذا العلامة محمد بن محمذفال الأدهسي :
يا ابن الكرام ويا ابن السادة الفضلا ومنبع العلم والأخلاق والأدب
ويقول العالم والشاعر محمد ابن آبَّوَ الحَسَنِيِّ مادحا لبعض أفراد هذه القبيلة في شأن كرم الضيافة ويخص بالذات أول أهل بيت لهذا العلامة وهي مريم بنت وداد:
مريم المصطفاة خَلقا وخُلقا وخلاقا وجودة وصلاحا
مررنا بها ذهابا إيابا كل مَرٍ تجِدُّ فيه فلاحا
وهي خود من حي أدهس حازوا قبل هذا من العلى الأرباحا .
وهو قاضٍ بدرجة ماجسترا خريج الجامعة التونسية للحقوق وهو أول موريتاني حصل على القراءات العشر بجامع الزيتونة بتونس, وقد أجاز بهذه القراءات علماء كثر كان من أبرزهم مفتى الجمهورية الإمام بداه بن البصيري, وقد تربى فضيلة هذا القاضي في أحضان أبوين شريفين من أسرة علمية ودينية شديدة الاهتمام بالعلم وطلبه.
لقد كان لتجميع مخزونه العلمي الضخم عاملان أساسيان هما:

  1. انكبابه المستمر على المطالعة و البحث والتدوين، حيث كان لا يشغله عن ذلك شاغل.
  2. رحلته المبكرة في طلب العلم ويمكن إيجازها فيما يلي: فبعد أن حفظ القرآن على أبويه قرأ عليهما مبادئ علم النحو وعملت توجيهاتهما له على خلق الحافز الدافع إلى طلب العلم وتحصيله فتغرب وجد في طلبه حيث توجه إلى محظرة أَوَّاهْ بن الطالب إبراهيم (التاكاطي )وهو ابن سبعة عشر عاما فمكث فيها سنة ودرس فيها بعض مختصرات الفقه , ثم بدأ في تجويد القرآن في محظرة أهل أَجْمَيْلِّي (أسرة مشهورة بالعلم وخاصة علوم القرآن والفقه) فأكمل عندهم تجويد القرآن فأجازه محمد أحيد بن إجميلي في قراءة نافع ثم قرأ على والده سيد محمد : (السلم في المنطق , ونظما في علم التوحيد ومختصر خليل . مكث عندهم ست سنين وتوجه إلى محمد عبد الرحمن بن محمد عبد اللَّه بن يحظيه القناني فقرأ عليه ألفية ابن مالك بطرة ابن بون الشنقيطي . ثم إلى المرابط اباه بن محمد الأمين ( اللمتوني)، قرأ عليه مطهرة القلوب لمحمد مولود الشنقيطي وراجع عليه أبواب الطهارة من مختصر خليل
    ثم إلى محظرة أهل عدود حيث مكث فيها سنتين وعندما فتح معهد أبي تلميت للعلوم الإسلامية عميده ومؤسسه عبد الله بن الشيخ سيديا ، انتقل إليه محمدعالى بن عدود وبعض أبنائه للتدريس فانتقل معهم فضيلة القاضي ودخل معهد أبى تلميت الذي تخرج منه متفوقا, وفي هذه الفترة وبعد تخرجه بسنة شارك في امتحانين منفصلين للقضاء والأساتذة فنجح فيهما ولكنه اختارالقضاء .
    فمنح إلى تــونــس للدراسة في جامعة الزيتونة ليتخرج منها قاضيا. وفي تلك المدة كان يشغل أوقات فراغه استزادة من المشايخ ، فأخذ الإجازة في السبع على الشيخ محمد بن التريكي، وفي العشر على عبد الواحد بن إبراهيم المارغني وهما أستاذان للقراءات في جامعة الزيتونة ، حيث كانت هذه عادة هذا الشيخ في عدم تضييع فرص العلم ولقد قابل كثيرا من العلماء الذين عاصرهم فاستفاد منهم وأفادهم مثل العالم المفتي الجليل بداه بن البصيري الذي أخذ الإجازات في القراءات العشر عن هذا القاضي كما سبق ذكره، وكذلك محي السنة الشيخ عبد الله بن داداه وتلميذه الشيخ أحمد بن اشفاغ المصطفى الإمام الراتب في مسجد أبي تلميت الذَين صرفاه عن التقليد المذهبي والجمود ضمن حملتهما الخيرية لإرجاع الناس إلي التمسك بالكتاب والسنة.
    وبعد الترحال وطلب العلم بدأت مرحلة العطاء فقد عُيِّن قاضيا سنة ١٩٦٦. وترأس عدة محاكم قضائية ، حتى سنة ، ١٩٨٧م. عندما أحيل إلى التقاعد.
    مارس بعد ذلك عدة وظائف أخرى منها: إمام مسجد إلياس في دولة الإمارات العربية المتحدة ، إمام وخطيب مسجد في دولة قطر بالمرة الشرقية ،وكانت هذه المرحلة حافلة بالمواقف الشجاعة والأحكام العادلة.
    وقد صرف اهتمامه في إنشاء مكتبة ضخمة زاخرة بأنواع الكتب والمخطوطات النادرة تحتوى على كثير من مؤلفاته الشعرية والنثرية طرقت جميع الموضوعات تقريبا , كان على رأسها علم القراءات حيث ألف كتابا قيما سماه : “شمس الهدايات قى أسهل القراءات” جمع فيه بين عدة قراءات نظما ونثرا إذ كان ما يتعلق منه بالفروق بين رواية حفص عن عاصم ورواية قالون عن نافع ؛ قد نظمه شعرا وأراد بتوضيح هذه الفروق أن يجمع المتعلم بين الإستفادة من الروايتين معا. وكان ما يتعلق برواية شُعْبَةَ عن عاصم ، قد كتبه نثراً خوف التطويل على المتعلمين ولأن الفرق بَيْنَهُ وبين حَفْصٍ كان قليلا.
    وبذلك يكون الكتاب قد اشتمل على ثلاث روايات مع شرحها, وقد بين ذلك فى الأبيات التالية:
    هَذَا وَقَدْ كَانَ فى شِنْقِيطَ نَافِعُنَا .. تُحْظَى الرِّوَايَةُ عَنْهُ بِالْعِنَايَاتِ
    بِلاَ زِحَامٍ إِذَا حَفْصٌ بِمَصْحَفِهِ .. أَمْسَى يُزَاحِمُهُ أَقْوَى الزّحَامَاتِ
    فَرُمْتُ نَظْمًا لِمَا قَدْ كَانَ خَالَفَهُ .. قَالُونُ فِــيهِ بِتَوْضِيحِ الْبَـــيَانَاتِ
    إِذْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ وَرْشٍ مُوَافَقَةً.. لَهُ وَيُؤْتَى بِهِ عِنْدَ الْبدَايَـــــــاتِ
    أتقن رواية قالون وما ضبطوا.. وزن البسيط به تدري التزامات
    أَوْ كُنْتَ مُتْقِنَ حَـفْصٍ أَوَّلاً فَـِبهَا .. لِحَرْفِ قَالُونَ خُذْ خَيْرَ الْإِعَانَاتِ
    إنْ شُعْبَةٌ شُعْبَةً يَنْحُو سِوَاءَهُـمَا .. نَثَرْتُ دَريَّه مِنْ خَوْفِ إعْنَاتِ.
    وكان هذ الكتاب قد زاد ما منه شعرا على مائتي بْيتٍ، كما نظم كتابا لمحمد يحي الولاتي (الفقيه عَلما) في الفقه المسمى “منبع الحق و التقي في هدي المصطفى” وقد سمى نظمه لهذا الكتاب: “مشرع النقاء فى منبع الحق والتقى”.
    وكانت له عدة مؤلفات أخرى تتعلق بالأحكام والفتاوى الشرعية فى مختلف المجالات؛ كما طرق عدة موضوعات أخرى فى السيرة النبوية ومدح الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، صاغها فى قصائد شعرية رائعة من بينها قصيدتين بلغت إحداها مائتي بيت شعرا فى السيرة النبوية, كما بلغت إحدى قصائد المدح أكثر من مائتي بيت شعر.
    وقد كان فضيلة القاضى يشيد بأهل العلم وفضلهم كما يشيدون بفضله وعلمه:
    فعندما زار محظرة الشيخ يحي بن اباه (سيدي المختار) بن الشيخ سيديا بالمبروك والتى هي الآن موجودة ببئر “تِيدِمَّلِينْ” شمال أبى تلميت حينها قال قصيدة رائعة يصف فيها تفوق هذه المحظرة علميا وأخلاقيا على غيرها، كما يهنئ عميدها الشيخ يحيى على التميز والتفوق اللذين كان قد أرسى دعائمهما مع شيخه الشيخ عبدالله بن داداه عميدها الأول.
    من بين أبيات تلك القصيدة :
    فلا زال الإمام لكل ناد ينادى بالشريعة أن تُحيّا
    بِحَضْرَة كُلِّهُمْ مَسْعَاهُ يَحَي
    ويَحْيَا الدِّينُ فى حَضَرَاتِ يَحْيَى
    بمحظرة بها الإسلام ينمو
    فيسمو لا تساميه الثريا
    تقاصرت المحاظر عن مداها
    تقاصر نِسْوَةٍ سامَيْنَ مَيَّا
    تبارك من يبارك للبرايا
    لدى المبروك أن عبدوا العليا
    تلاميذ تذكرنا حلاهم
    بسمت الصحب من فاقوا حليا
    ولا زلتم لهم دهرا طويلا
    عُبَابًا يحتسي الصادين سقيا
    وقد رحب الشيخ يحيى بن اباه إمام هذه المحظرة بفضيلة القاضي محمد بن محمذفال معبرا عن مدى احترامه وتبجيله له حيث قال:
    أُحَيِّى إذْ بَداَ منه المُحَيَّا
    مُحَمَّدٌ الْفَتَى النُّدُسَ الْمُحَيَّا
    فمثلكم بإكرام و يُمْنٍ
    وتبجيلٍ جدِيرٌ أنْ يُحَيَّا
    كما امتدحه أحد علماء وأساتذة هذه المحظرة: الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي بقصيدة من بينها هذه الأبيات:
    محمد ذو الفضائل والمعالي
    ومن منه المعارف تستبين
    يقيم الحق لا يرتاب فيه
    إذا ما ارتاب في الحق الظنين
    وما بالمدح منه يفي قريضي
    ولو أبديت منه ما أصون
    ويقول العبّاد بن اجدود أحد طلاب هذه المحظرة وأساتذتها:
    جميعُ الْحَيِّ باللحْنِ المُرِنِّ
    يحييكم ومِنْ فرحٍ يُغَني
    يردد مرحبا أهلا وسهلا
    ببَحْرِ العلم عالم كُلِّ فَنِّ
    ومَنْ دُونِ المُجَرِّدِ سَيْفَ جَوْرٍ
    لمُجْتَمَعِ العدالة كالمِجَنِّ
    وقد نوه فضيلة القاضي بعلم وفضل قاضي القضاة “الشيخ محمد سالم بن عدود” فى عدة قصائد من أبرزها قصيدة بعنوان “فداك فؤادي نجل عال وعالم” رداً على من يسب العلماء, ومن هذه القصيدة :
    إلى الشيخ نجل الشيخ أفضل حاكـم فداك فُؤادِي نَجْلُ عَالٍ وعـالـــِـــمِ
    سلام عليكُمْ ما أَضَأْتُمْ لِجاهِلٍ
    فلا زلت لِلْأَلْوَاحِ والكُتْبِ مُقْرِئًا
    إلي أن يقول: صِرَاطًا بعِلْم قادَهُ كالْمَعَالِمِ
    وقَاضِى قُضَاةٍ يرْتَضَى لِلْمَظَالِمِ
    فما أنا با الساهى ولو نصف لحـظة
    عن الذب عن أعراضكم غير نادم
    محاول تدنيسٍ لعــرضك دَنَّــــسَتْ
    سفاهَتُهُ عِرْضًا لَهُ غَيْرَ عَـــالِــــــــمِ
    فرد عليه محمدسالم بن عدود برسالة جميلة هذا نصها بخطه:
    وهذا توضيح لنص ذلك المخطوط :
    إلى الخل الوفي والشيخ الذي قوم لساني في دقائق من الأداء ورفيقي في الدرب وزميلي فى العمل السلام عليكم ورحمة الله وصلني ذبكم عن العرض جزاكم الله تعالى
    فكانت العلاقة بينهما علاقة احترام وتقدير بحيث يعبر كل منهما للآخر عن شعوره بعبارات الامتنان والعرفان بالجميل , حيث نرى أن كلمة الشيخ المتبادلة بينهما تؤكد أن كلا منهما أخذ العلم عن الآخر, وقد عبر فضيلة قاضى القضاة محمد سالم بن عدود رحمه الله عن تقديره لفضيلة هذا العلامة فى قصيدته الرثائية والتي سنطرق لها لا حقا ضمن القصائد التي تناولت رثاء العلامة ، تغمده الله برحمته الواسعة .
    كما كانت له مواقف وطنية شريفة فى الداخل والخارج صاغها فى قصائد شعرية أبدع فيها أبرزها قصيدتان إحداهما وصلت درجة الجائزة حيث كان المجلس الأدبي بالمملكة العربية السعودية ممن يقدر أدب العلماء وهي بعنوان”على حرمي ربي لتشهد بالقصد” فاحتلت المرتبة الأولى من بين القصائد الشعرية الأخرى فنالت جائزة الملك فهد بن عبد العزيز تبلغ فى تلك الفترة مليون ريال سعودى سنة ، ١٩٩٢.
    وكان مطلع تلك القصيدة الرائعة:
    أحن إلى نجد وما فيه من مجد
    وما فى السعود الطالعات على نجد
    فقد اشتمل المقطع الأول من هذه القصيدة على الحنين واالشوق لبلاد الحرمين الشريفين , كما اشتمل المقطع الثانى على الإشادة بالإصلاحات والتسهيلات التى قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبد العزيز إذ يقول:
    فخدمتكم تبدو بأحسن وجهــها
    على حرمَيْ رَبِّي لتشْهَدَ بالــــقصــد
    لتوسيع كُلٍّ مِنْهُمَا سعَةً كَـفَتْ
    لمَنْ حَجَّ مِنْ قُرْبٍ ومَنْ حَجَ من بُعْدِ
    كما اشتمل المقطع الأخير على موقف شعبه من المملكة وهو الاعتراف بالجميل , وكذلك مطالبته الملك فهد بن عبد العزيز بإتاحة الفرصة للشعب الموريتاني لنشر العلم فى تلك البلاد إذ يقول:
    فَفُكَّ حِصَارًا عَنْهُمُ فُكَّ حَصْرُكُمْ
    لِيْزَدَادَ تَثْقِيفٌ بِنَا غَـْيـرُ مُـنْحَـــدِّ
    فإنّ نكُ ذا جهل بأعمالِ مِهْـــنَـــةٍ
    فنَحْنُ لنَشْرِ العِلْمِ أهْلٌ عَلَى جِـَدِّ
    وقد استجاب الملك فهد بن عبد العزيز لهذا الطلب وأوقف تلك الممارسات الموجودة آنذاك.
    وكانت القصيدة الأخرى وهي بعنوان “ملحمة الاستقلال ” أنشدها في المذياع الموريتاني ليلة استقلا موريتانيا .
    حيث لقيت إعجابا كبيرا وطنيا وإقليميا ، إذ قامت مطبعة المنارة بتونس بطبعها ونشرها سنة ١٩٦٢. تهنئة وتكريما له ولموقفه الشريف والشجاع من استقلال بلده الحبيب، وقد بلغت هذه القصيدة ١٢٠بيتا.
    وكانت كل هذه المراحل حافلة بالتعبد والورع و التقوى.
    تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.

إعداد إبنته البارة:
الدكتورة والعالمة: أم كلثوم محمد محمذ فال.
رحم الله السلف وبارك في الخلف آمين الدعاء

صدقة جارية